توقيت القاهرة المحلي 21:58:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عزت العلايلي «نبض عروقه كبرياء»!

  مصر اليوم -

عزت العلايلي «نبض عروقه كبرياء»

بقلم : طارق الشناوي

تلقيت قبل أقل من ثلاثة أشهر وأنا فى طريق عودتى من مهرجان الإسكندرية السينمائى مكالمة من الفنان الكبير عزت العلايلى، شكرنى على كلمة كتبتها عنه فى تلك المساحة، بمناسبة إهداء دورة المهرجان إليه، شعرت وكأن صوته تملؤه الدموع ولم أدر لماذا؟، فما كتبته عنه هو أقل ما يستحقه هذا الفنان الكبير، وعندما علمت أمس بخبر الرحيل أيقنت سر الدموع، العلايلى كان مدركا أنها من الكلمات الأخيرة التى سيقرؤها فى هذه الدنيا عن عزت العلايلى.

ظل العلايلى معتزا باسمه ومكانته لم يشك من أى إقصاء أو ابتعاد، كان يدرك جيدا أنه مهما امتدت به السنوات ستظل له مساحته التى لا ينافسه فيها أحد، فهو وعلى رأى شاعرنا الكبير كامل الشناوى (أنا لا أشكو/ ففى الشكوى انحناء/ وأنا نبض عروقى كبرياء).

قلت فى تحليل إبداعه إن النجوم نوعان الأول يسبقه ضوء ساطع يؤدى إلى (الزغللة) وهؤلاء هم الأغلبية، وتبقى الأقلية المنتقاة، أصحاب الضوء الكاشف، ويقف فى الصف الأول بين هؤلاء عزت العلايلى، ضوء ينير أولا مسام العقل والقلب.

ولد فى 15 سبتمبر عام 1934، فى أحد أحياء القاهرة الشعبية الشهيرة (باب الشعرية)، وساهمت تلك النشأة فى أن يتمكن ببساطة ونعومة فى تقمص أدوار ابن البلد، ذاكرته الإبداعية اختزنت الكثير من الأنماط التى التقاها، شارك بدور صغير قبل أن يبلغ العشرين فى فيلم «يسقط الاستعمار» بطولة وإخراج حسين صدقى، ثم التحق عام 1955 بمعهد المسرح، تخرج عام 1959، وكان يشارك أثناء الدراسة بالمعهد بأدوار صغيرة، فى مسرحيات أخرجها أساتذته، وواكب انتهاء دراسته إنشاء التليفزيون المصرى عام 1960 فالتحق بالعمل كمدير للاستديو ومخرج، فاكتسب ثقافة عريضة فى التعامل مع هذا المجال الذى كان لا يزال وليدا، وكان له أيضا مشوار فى الكتابة للمسرح مثل مسرحية «ثورة قرية» أول إخراج لحسين كمال.

على خريطته تجد أهم مخرجى السينما المصرية وقد أجمعوا على موهبته، وبرغم التباين الفكرى بين صلاح أبوسيف ويوسف شاهين تكتشف أن أهم أفلام أبوسيف يسند له البطولة مثل (السقا مات) و(المواطن مصرى) ومع يوسف شاهين (الاختيار) و(الأرض) و(إسكندرية ليه).

تستطيع أن تلمح فى أداء العلايلى إخلاصا لمنهج ستانسلافسكى القائم على فكرة الصدق فى التعبير عن الشخصية، التى تعنى التقمص والاندماج الكامل فى كل التفاصيل، حتى إنه مثلا كما قال عنه صلاح أبوسيف عندما أسند له دور السقا فى (السقا مات) بدأ بدون توجيه من المخرج يتدرب على حمل القربة وكيفية التعامل معها، وفى فيلم (أهل القمة) إخراج على بدرخان مثلا كان يحرص على دراسة سلوك الضباط، ليلتقط تلك التفاصيل، وهو من أكثر النجوم المصريين تواجدا على الساحة العربية، لعب بطولة الفيلم الجزائرى «طاحونة السيد فايبر» للمخرج أحمد راشدى، ولعب بطولة الفيلم العراقى «القادسية» للمخرج صلاح أبوسيف، وبطولة الفيلم المغربى «سأكتب اسمك على الرمال» للمخرج عبدالله المصباحى والفيلم اللبنانى «بيروت يا بيروت» للمخرج مارون بغدادى، وكان بينه وبين المخرج الجزائرى أحمد رشدى مشروع قادم لبطولة فيلم (لا) عن قصة مصطفى أمين.

حصد عددا من الجوائز والتكريمات، مثل مهرجان (دبى السينمائى الدولى) بمناسبة مرور 10 سنوات على انطلاقه 2003 كواحد من أهم النجوم الذين شاركوا فى أفضل 100 فيلم عربى مع كل من فريد شوقى ونور الشريف وأحمد زكى.

تميز العلايلى فى الأدوار الصعيدية والأعمال التليفزيونية الشهيرة مثل «زمن الحب الضائع» و«الجماعة» الجزء الأول، والذى حصل من أدائه على «جائزة التميز» فى العام 2010.

عاش العلايلى دائما محاطًا بحب الجماهير قريبًا منهم، يبدو فى حياته العامة أنه نجم قابل للمس، ابن البلد الذى يعبر فى كل مواقفه عن أحلام ومشاعر أبناء البلد، وهكذا ودعه بكل حب وتقدير أبناء البلد، فنانا مثقفا معتزا بكرامته (نبض عروقه كبرياء).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزت العلايلي «نبض عروقه كبرياء» عزت العلايلي «نبض عروقه كبرياء»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon