توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جيل لا يعرف «العيبة»!

  مصر اليوم -

جيل لا يعرف «العيبة»

بقلم : طارق الشناوي

لا ينبغى أن يعقد أحد مقارنة بين نانسى عجرم وأم كلثوم، لا يوجد ميزان يحدد على وجه الدقة الجمال من القبح، ومع مرور السنوات، قد يحدث تغيير فى المعيار، أغانى أحمد عدوية فى زمن السبعينيات كانت تعتبر عنوانا صارخا للرداءة، الآن يعاد الاعتبار إليها لتصبح هى العنوان الصحيح والصريح للفن الشعبى المحترم.

تابع العديد من المجموعات عبر (النت)، وهى تفتح النيران فيما بينها، مستخدمة أثقل الأسلحة فى التراشق اللفظى، كل فريق يعتز بالانتماء لجيل يراه هو الأفضل، أشهر (بوست) يتم تداوله بكثرة يصب لصالح جيل الستينيات، والذى يرى من ينتمون إليه أنهم الاستثناء، ويستحقون مكانة الأفضل، خاصة لو تمت مقارنته مع الجيل الذى تفتحت عيناه وإدراكه فى الألفية الثالثة.

يقولون مثلا إنهم كانوا يقرأون بشغف مجلات الأطفال (ميكي) و(سمير) و(تان تان)، وأنهم أمضوا الساعات الطويلة فى متابعة سور (الأزبكية) قبل هدمه، حيث تباع الكتب الأدبية والعلمية بأسعار زهيدة، يعلنون بفخر أنهم عاشوا زمن مشروب (شويبس) والإعلان الشهير بصوت حسن عابدين، وإعلان تنظيم الأسرة (حسنين ومحمدين) وترشيد الميه (ست سنية سايبة الميه ترخ ترخ من الحنفية) بينما هذا الجيل، يتعاطى المياه المعدنية ، الجيل الماضى لم يكن يذهب كثيرا للمقهى ويعتبرها لأرباب المعاشات، هذا الجيل يقضى أغلب وقته (معاش مبكر).

الجيل الماضى مثله الأعلى (تشميرة ) كم القميص شكرى سرحان، أو يفتح الصدر على طريقة أحمد رمزى، هذا الجيل فى حالة (نيو لوك) دائم على طريقة عمرو دياب، ويواصلون نحن جيل غنينا مع فيروز (نسم علينا الهوا) ومع عبدالحليم (حاول تفتكرنى)، بينما هذا الجيل يردد مع سعد الصغير (بحبك يا حمار) ويرقص على إيقاع شطة وأوكا وأورتيجا.

جيل الماضى عندما كان يرى سيدة أو رجلا عجوزا يترك مقعده، فى الأتوبيس، بينما جيل الألفية الثالثة يتصارعون ليستحوذوا على الكرسى، ساخرين من العواجيز.

كلها مبالغات وغزل فى زمن من وجهة نظرهم لم يعرف أبدا (العيبة)، نظرة انتقائية، ترى الجمال والشهامة والجدعنة والثقافة تقف فقط عند حدود حقبة ولا تتخطاها.

بينما الجرائم والتدنى والسقوط هى عنوان هذا الزمن.

(النت) لعب دورا فى منح التجاوزات ذيوعا لم يكن متعارفا عليه فى الماضى، أكذوبة أخرى نرددها، زمن الفن الجميل وزمن الفن القبيح، وفى العادة نصدقها لأنها تداعب شيئا خاصا وحميما لدينا، ولكنها لا تعبر أبدا عن الحقيقة.

كل إنسان يعتز بزمنه فأصبح يشكل ملامحه، زمن التليفون الأرضى ليس قطعا زمن المحمول، (السيلفى) صار بديلا للأوتوجراف، أتذكر أننى سألت قبل نحو عشر سنوات الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة: لماذا لا تكتب على (الكيبوورد)؟ قال لى صوت احتكاك سن القلم بالورقة ينعش وجدانى، وكأن هذا الصوت يحقق له ارتباطا شرطيا يدفعه للإبداع.

الإنسان عادة لا يرحب بأن يتعلم أسلوبا جديدا غير ما ألفه، الآلة الجديدة تحتاج إلى طاقة وجهد وزمن للاستيعاب، وكما قال الفلاسفة (الإنسان عدو ما يجهل).

المبدع من الممكن أن يقدم المذاقين، الشاعر الذى كتب رائعة سيد درويش (بلادى بلادى) هو نفسه الذى كتب الأغنية الخليعة (ارخى الستارة اللى فى ريحنا/ أحسن جيرانك تجرحنا)، إنه الشيخ يونس القاضى.

لا ينبغى أن يعقد أحد مقارنة بين نانسى عجرم وأم كلثوم، لا يوجد ميزان يحدد على وجه الدقة الجمال من القبح، ومع مرور السنوات، قد يحدث تغيير فى المعيار، أغانى أحمد عدوية فى زمن السبعينيات كانت تعتبر عنوانا صارخا للرداءة، الآن يعاد الاعتبار إليها لتصبح هى العنوان الصحيح والصريح للفن الشعبى المحترم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيل لا يعرف «العيبة» جيل لا يعرف «العيبة»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon