توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مكانة أم فقاعة؟

  مصر اليوم -

مكانة أم فقاعة

بقلم : طارق الشناوي

الصراع الفني لا تراه فقط على ساحة خشبة المسرح، أو شاشة السينما، أو ميكرفون الإذاعة، افتتاح المهرجانات أصبح ملعباً مفتوحاً لممارسة نوع آخر من الصراع الساخن، فهو يدخل في حلبة اسمها سرقة الكاميرا، تستخدم فيها جميع الأسلحة، والكل يتسابق للاستحواذ عليها.
شاهدنا في العديد من المهرجانات العربية، مشاحنات متعددة وصلت لدنيا «العرائس» الخشبية، ودخلت «أبلة فاهيتا» على الخط؛ تابعناها وهي تُجري حوارات مع النجوم، وكل منهم يبحث عن الإجابة القادرة على إثارة الجدل والانتقال بعدها إلى «السوشيال ميديا»، بأكبر عدد من اللايكات، أو حتى الاستهجانات، فلا شيء يهم، لأن القاعدة هي تحقيق أكبر قدر من الإثارة، إنها اللعبة التي يلجأ إليها القطاع الأكبر من النجوم، أو في الحقيقة النجمات. ثبت أن الرجال، باستثناءات قليلة، هم في هذا الشأن الأكثر انضباطاً، برجاء ألا يضعني أحدٌ في قائمة أعداء المرأة، لأن للرجال في المجالات الأخرى، العديد من الأخطاء، التي يتفوقون فيها على النساء.
في آخر مهرجان بدأت قبل أيام دورته الثالثة، أقصد «الجونة»، نلاحظ أن النجمة نفسها التي أثارت كل الاهتمام والاستهجان، بسبب بطانة الفستان التي نسيتها قبل أن تغادر منزلها، في ختام «مهرجان القاهرة»، العام الماضي، هي أيضاً التي استحوذت هذه المرة على الاهتمام في افتتاح «الجونة»، بسبب مساحة زائدة في صدر الفستان الذي ارتدته، ونجحت خطتها في إثارة الرأي العام.
في العالم كله ترتبط النجومية، برغبة عارمة في اكتساب أكبر قدر من الاهتمام، عشق الكاميرا واحد من تلك المفردات، التي لا يكف فيها النجم عن البحث عن موقف أو كلمة أو تعليق، تسمح له بأن يظل يمتلك حضوراً.
المهرجانات، في جزء منها، من الممكن إحالتها لمشروع تجاري، نجم يسوق نفسه أو نجمة تروج لمحلات المجوهرات، وبيوت الأزياء والمكياج وغيرها.
النجوم في تعاملهم مع تلك التظاهرات والفعاليات، تتباين ردود أفعالهم، هناك من يحضر بقدر من الذكاء، وقد يعتذر عن عشر مهرجانات، أو برامج، ويذهب إلى واحد فقط مثل عادل إمام، وهو ما يفعله أيضاً يحيى الفخراني، بينما الفنان الراحل محمود مرسي، لن تجد له مثلاً أي برنامج حواري مسجل، وكان يرفض تماماً حضور المهرجانات والعروض الخاصة والحفلات، وعندما سألته: لماذا هذا الحاجز الخرساني الذي أقمته في علاقتك مع وسائل الإعلام؟ أجابني: «أنا لست للفرجة»، فقط أنا أقدم شخصية درامية في عمل فني، يراها الناس على الشاشة، بينما محمود مرسي الإنسان لا يعرض نفسه على أحد داخل «فاترينة» من زجاج.
لا يؤمن أغلب نجومنا بمبدأ محمود مرسي، أحياناً الخوف من النسيان يدفعهم للوجود بأي ثمن أو طريقة، ربما يستعيدون حكايات الآخرين، الذين كانوا في بؤرة الاهتمام، ثم لم يعد أحد يتذكرهم.
هل الجمهور يقدر قيمة الفنان بعدد مرات وجوده في الحفلات والمهرجانات والبرامج والأغلفة وغيرها؟ الناس تنسى كل ذلك، فهي أشبه بفقاعات الصابون، التي تعتقد في البداية أنها تملأ المكان، بينما هي في حقيقة الأمر تتبدد في لحظات. الكرة في ملعب النجوم والنجمات ليحدد كل منهم موقفه، هل أنت مجرد فقاعة، أم صاحب مكان ومكانة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكانة أم فقاعة مكانة أم فقاعة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon