توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عادل إمام ليس ملكاً للعائلة

  مصر اليوم -

عادل إمام ليس ملكاً للعائلة

بقلم:طارق الشناوي

رغم أنه لا يزال النجم العربي الأول، إلا أنه تراجع عن صدارة المشهد، تابعنا في السنوات الأخيرة تضاؤلاً في درجة السعادة التي كان يفجرها صاحب السعادة، تحول عادل إمام من ملكية عامة إلى ملكية خاصة، تحيطه أسوار العائلة، صار ابنه المخرج رامي إمام هو المسؤول عن استثمار عادل إمام، فهو المخرج والمنتج الوحيد لأعماله، تضاءلت أو تلاشت تماماً كل مساحات الاختيار الأخرى.
أنا شاهد إثبات على زمن منذ مطلع الثمانينات وحتى نهاية التسعينات، عندما كانت على الأقل 70 في المائة من السيناريوهات تكتب على مقاس عادل إمام، الكل يفكر في الحصول على توقيعه، ولهذا تكرر وصفه بـ«أغلى نجم في مصر»، والوجه الآخر هو «أرخص نجم في مصر»، فهو وإن كان يحصل على أعلى أجر، فإنه يحقق للمنتج أضعاف الرقم، فيصبح طبقا لتلك المعادلة الأرخص، يعرض عليه العشرات، ويختار هو بحرية مطلقة الأفضل فنياً وتجارياً، كان عادل يقول: «أنا أحصل على أجري من جيوب الجماهير، وليس من خزائن المنتجين»، في السنوات الأخيرة وخاصة في الدراما التلفزيونية، شاهدنا عادل وقد ضاقت أمامه زاوية الرؤية، ولا يعني ذلك ألا يقدم عادل أي أعمال فنية من إخراج ابنه، ولكن عليه أن يفتح الباب على مصراعيه للآخرين وبعدها ينتقي الأجمل.
للموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب جملة شهيرة: «لا شيء يقف أمام الأجمل»، هو يبحث ويدقق ويدفع الثمن من أجل الحصول على الأجمل، يرفض أن يحتكره أحد أو يحتكر أحدا، يتابع الجميع، وبعدها يحدد اتجاه البوصلة.
وهكذا مثلاً كان عبد الوهاب كملحن وأيضاً كمنتج أفلام وأسطوانات، يراهن منذ نهاية الأربعينات، على ابن شقيقه سعد عبد الوهاب، والذي كان يشبهه كثيراً في الصوت والملامح، وأنتج له العديد من الأفلام، ومنحه الكثير من الألحان، حتى ظهر في منتصف الخمسينات عبد الحليم حافظ، فلم يكتف فقط عبد الوهاب بالتلحين والإنتاج له، ولكنه أيضا تقاسم معه شركته الإنتاجية «صوت الفن»، وفي نفس الوقت توقف عن التعامل الفني مع ابن أخيه.
لم يحتكر عبد الحليم غناء كل ألحان عبد الوهاب، بل كانت هناك مساحات لأنغام من عبد الوهاب رددتها نجاة وفايزة ووردة ووديع الصافي وغيرهم، بينما غنى عبد الحليم أيضاً من تلحين كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي ومنير مراد.
التعدد يكمن فيه سر الإبداع وسحره، البعض يضرب مثلاً بثنائية فيروز والرحبانية، الأخوين عاصي ومنصور يقدمان مذاقاً شعرياً وموسيقياً يبحث عن صوت فوجداه في فيروز، ورغم ذلك هناك ألحان وأشعار لآخرين على حنجرة فيروز، مثل عبد الوهاب وفيلمون وهبة وسيد درويش وأشعار لنزار قباني وسعيد عقل وجبران خليل جبران وأحمد شوقي وغيرهم.
يضعف الأب أحياناً أمام ابنه، كما أن الزوج ربما لا يستطيع دائماً مقاومة رغبات زوجته، مثلما لحن بليغ حمدي «العيون السود» لنجاة وقبل التسجيل بساعات، وفي بداية زواجه من وردة طلبت منه غناءها فلم يستطع سوى أن يسحبها من نجاة، إلا أنه بعد ذلك صار حريصاً على ألا يسمع وردة أي لحن قبل تسجيله، حتى لا تطمع في غنائه.
التحرر من القيد العائلي شرط استراتيجي للاستمرار، عادل كان ولا يزال نجماً استثنائياً ملكية عامة ولكل المبدعين، ولا يجوز تحت أي حجة «خصخصته»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عادل إمام ليس ملكاً للعائلة عادل إمام ليس ملكاً للعائلة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon