توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يسرا.. ذكاء القلب!

  مصر اليوم -

يسرا ذكاء القلب

بقلم : طارق الشناوي

بدا لم تكن يسرا تُمثل وهى تودع ابنها، خالد أنور، كانت تحلق فى سماء أخرى، متجاوزة كل ما درسناه أكاديميا. ما شاهدناه، قبل يومين، فى مسلسل (خيانة عهد) لا يتم تقييمه تبعا لقانون الفن ولا قواعد التمثيل، إٔنها ومضة نور تسكن قلب المبدع، لتستقر فى قلوبنا، يتجاوز بها كل حواجز الصوت والضوء، ليظل مشهدا استثنائيا فى تاريخ الدراما العربية.

فى ثوان اختلط بصريا المشهدان، وهو يحسب لكتاب السيناريو والمخرج سامح عبدالعزيز، المشرحة لحظة الإنكار كأول خط دفاع لمواجهة الكارثة، ثم الدفن عندما تموت الكلمات، بينما الحقيقة فى الصندوق الخشبى، وفى طريقها إلى التراب، الفنان عندما يواجه تلك المشاهد التى تصل إلى الذروة تبدو للوهلة الأولى أنها أحادية التعبير، إلا أنك تكتشف أنها هى الاختبار الحقيقى للإمساك بكل التفاصيل والمتناقضات المرئية والشعورية، الأمر لا يستدعى بالضرورة صراخا ولا دموعا، فما أسهل على الممثل المحترف أن يستعير من ذاكرته الدمعة والصرخة، ما قدمته يسرا كان صمت الصرخة وحُرقة المهجة، وهما إحساسان يتجاوزان كل أدوات التعبير التى نمسكها بأيدينا، أسلوب أداء يدخل فى مرحلة التحليق، بعيدا عن كل ما يعرفه الممثل المحترف المحنك من أدوات، وهو بالمناسبة غير قابل للإعادة، يتوهج مرة واحدة، إما أن توثقه الكاميرا أو يتلاشى سريعا.

يسرا حالة استثنائية بين نجمات الفن فى بلادنا، تعرف كيف تتواجد بقواعد عامة تفرضها السوق، وهى تلتزم بالقانون العام، ولكن لديها قانونها الخاص، تعثر على مناطق تماس مشتركة، تجمع بين العام والخاص، لتصبح تلك هى دائرتها الإبداعية، لا تستخدم أبدا سلاحا اسمه (قوة الدفع)، الفنان الذى يعيش مع الناس وعلى الشاشات نحو 40 عاما لديه قطعا رصيد جماهيرى ضخم، يستطيع أن يقتات على أرباحه بضع سنوات، إلا أنه بعدها يجد نفسه لا محالة ينفق جزءا من رأس المال، وتضيع مع الأيام تحويشة العمر.

يسرا لا ترتكن أبدا إلى تلك الوديعة، بل تضيف إليها، ومثل الجميع قد تخطئ فى رهان أو تخسر جولة فنية، إلا أنها لا تهزم فى معركة، لديها قدرة على أن تواجه الحقيقة وتعترف بأنها أخطأت وعلى الفور تتجمع كل أسلحة البقاء ليصبح التعثر هو أول خطوة للقفز إلى الصدارة.

سيظل المبدع فى رهان قاس مع الأيام، فى كل المجالات، يثبت الزمن إلا قليلا أنه يملك الكلمة العليا، ومهما تعددت أنماط النشاط الفنى والأدبى، من شعر وموسيقى وفن تشكيلى وكتابة قصة أو مقال، دائما ستلمح تراجعا ما فى القوة الإبداعية مع تدفق مرور السنوات، الأمر يجب أن نُخضعه أولا لقانون الحياة، الذى يخصم من الإنسان الكثير من قدرته على الاستقبال الذهنى والبصرى، وليس أمامه سوى سلاح (ذكاء القلب)، القادر على إخضاع الزمن لصالحه، الفنان الذى يصل إلى القمة، ويصر على أن يشاركه فى (البوستر) كل هؤلاء الفنانين، ومن كل الأجيال، هو فقط من يثق فى نفسه وفى حب الناس وفى شفافية وجدانه، وهكذا حلقت يسرا بهذا المشهد بعيدا، ولاتزال تحلق!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يسرا ذكاء القلب يسرا ذكاء القلب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon