توقيت القاهرة المحلي 04:39:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«صفقة القرن» وحلم العُمر

  مصر اليوم -

«صفقة القرن» وحلم العُمر

بقلم:طارق الشناوي

كل حلم يسعى الإنسان لتحقيقه مرتبط عادة بلحظة زمنية ومرحلة عمرية يعيشها، أحياناً نتعجب من أحلامنا القديمة، التي كانت مرتبطة بمعطيات محددة، يمر زمن لتتبدد، مثلاً المخرج صلاح أبو سيف كان حلمه الأثير في بواكير شبابه، أن يُصبح ممثلاً، عندما بدأ يقرأ عن الفيلم السينمائي، اكتشف أن خلف الممثل يكمن سر صناعة السينما، فقرر أن يُصبح مخرجاً، وأعاد توجيه بوصلته الإبداعية لتحقيق حلمه الجديد.
على الجانب الآخر، كان محمود مرسي، يُعد نفسه للإخراج، وسافر إلى باريس ليلتحق بمعهد «الإيديك»، وعندما عاد لمصر وجد الجميع يرشحونه كبطل في السينما، أيضاً حسين فهمي، نال دراسات عليا في الإخراج بأميركا، ولكنه وجد أبواب شركات الإنتاج مفتوحة أمامه فقط كبطل، وأصبح «الواد التقيل» في «خللي بالك من زوزو»، وتبدد نهائياً حُلم محمود مرسي وحسين فهمي في الإخراج.
قبل أيام قرأت أن رجلاً مصرياً (75 عاماً)، كان حلمه في صباه أن يصبح لاعباً مشهوراً في كرة القدم، الظروف لم تسمح، سافر مثل العديد من المصريين إلى دولة الكويت للعمل، وتزوج وصار له أبناء وأحفاد، لكن الحُلم ظل يسكنه، فقرر استبداله وتطويره بالدخول لموسوعة «غينيس للأرقام القياسية»، كأكبر لاعب كرة في العالم، وبدأ تدريبات اللياقة البدنية، والتحق رسمياً بواحدة من الفرق المعتمدة، والرهان أن ينجح الشهر المقبل في اجتياز الاختبار، بحضور مندوب للموسوعة، ويلعب مباراتين كاملتين زمن الواحدة 90 دقيقة، أمله لم يعد فقط تحقيق حلمه القديم، ولكنه أضاف تفاصيل تحيله إلى إنجاز عالمي.
الفنان الكوميدي الكبير عبد المنعم مدبولي، تخرج في الفنون التطبيقية واشتغل في مرحلة من عمره مدرساً لمادة النحت، كان حلمه أن يقيم معرضاً لعدد من لوحاته التي رسمها بالفحم، وبالفعل قبل رحيله بأشهر قليلة عام 2006. أقام أول معرض له، وقال لي يومها وهو يتلقى التهنئة من الحاضرين، هذه أسعد لحظة في عمري، وكأنني أستمع لتصفيق الجماهير على المسرح.
هناك من يحقق أحلامه حتى بعد مرور عقود من الزمن، ولا شيء يقف أمام إرادة الإنسان، شاهدنا الرئيس الأميركي الأسبق (بوش الأب) وهو في عقده التاسع ومع كل عيد ميلاد له يقفز بـ«البراشوت» من الطائرة، هل من الممكن تطبيق ذلك أيضاً في الحياة السياسية؟ دعونا نتأمل الصراع العربي الإسرائيلي، ومحوره فلسطين، في عام 1948 جاء قرار التقسيم بين فلسطين وإسرائيل، ورفض العرب، ودخلنا حرب 48 وخسرنا، في مطلع الستينيات طالب الحبيب بورقيبة الرئيس التونسي الأسبق، بالمصالحة، وعودة حقوق الشعب الفلسطيني ورفض العرب الصفقة، وجاءت بعدها بسنوات قلائل حرب 67 لنخسر جزءاً أكبر من الأرض العربية، وبعد انتصار 73 عقد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات معاهدة «كامب ديفيد» فقاطع عدد كبير من الدول العربية مصر، ثم جرت مياه كثيرة تحت الجسور، وترمب يطرح مجدداً في مطلع هذا العام ما أطلقوا عليه صفقة القرن، وتصب بنودها لصالح إسرائيل.
كل شيء في الدنيا مرتبط باللحظة الزمنية، التي نعيشها، فهي التي تُشكل مفردات القوة أو ثغرات الضعف، هل ينجح الرجل العجوز في العودة للمستطيل الأخضر مجدداً والدخول للموسوعة، وهل ينجح العرب في الوصول لتحقيق أحلامهم لفلسطين العربية؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«صفقة القرن» وحلم العُمر «صفقة القرن» وحلم العُمر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon