توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكل العيش وأغاني «المهرجانات»

  مصر اليوم -

أكل العيش وأغاني «المهرجانات»

بقلم : طارق الشناوي

رسائل مليئة بالاستعطاف بعثَ بها عدد من مطربي ما يعرف بـ«المهرجانات» إلى هاني شاكر نقيب الموسيقيين المصريين، كل منهم يرجوه أن يتراجع عن موقفه الصارم بمنعهم من الغناء، لجأوا إلى استخدام سلاح «أكل العيش»، وأن المطرب ليس فقط فرداً، ولكن فرقة موسيقية و«كورال» تنفق على حياتها من خلال مردود هذه الحفلات، بات هؤلاء بلا مورد رزق، ولأنهم يعلمون أن هاني يفضل دائماً أن يسبقه لقب «أمير الغناء العربي»، فلقد حرصوا على نعته باللقب، كما أنهم أضافوا صفة أخرى أنه بمثابة الأب للجميع، وأنهم نادمون على أي رد فعل متجاوز ارتكبوه في لحظة غضب، وهم مستعدون لتقديم وافر الاعتذار والتبجيل للنقابة والنقيب، مقابل فك الحظر عنهم.
هاني اختار الموسيقار الكبير حلمي بكر لرئاسة لجنة الاختبار، ورأي حلمي المعلن والموثق من قبل حتى رئاسته اللجنة، أنه ضد السماح لهذه الأصوات بممارسة الغناء، ولا أظن أن هاني سوف يتراجع بسهولة عن تنفيذ القرار، سيحترم قطعاً ما انتهت إليه اللجنة، ولن يضعف أمام الاستجداء.
المؤكد أن تعبير اللياقة أو عدم اللياقة الفنية، لا تستطيع وأنت مطمئن أن تُطلقه، على الأصوات، يكفي أن نذكر أن عبد الحليم حافظ، في بداية مشواره (مطلع خمسينيات القرن الماضي) أقرت لجان موسيقية رفيعة المستوى، أن صوته غير صالح، للوقوف أمام الميكرفون وتسجيل الأغاني الإذاعية، ستقولون هل نقارن الثرى بالثريا؟ عبد الحليم مطرب دارس وأكاديمي، بينما هؤلاء في الأغلب الأعم لم يتلقوا أي قدر من الثقافة الغنائية أو حتى العامية، كل ما ذكرتموه وأكثر أنا متفق فيه معكم و«أبصم بالعشرة»، ولكن كما يقولون «لكل مقام مقال»، هذا الزمن طرح أفكاراً أخرى ومواصفات مغايرة، لإمكانيات المطرب، لم يعد مطلوباً بالضرورة أصوات بها سحر أم كلثوم وفيروز ووديع الصافي وكاظم الساهر ولطفي بوشناق، والقائمة قطعاً تطول، نحن بصدد زمن فرض مواصفات مغايرة وأصوات أخرى، مثل أغاني «مطربي المهرجانات» تؤدى بكلمات بإيقاع ونغم شبه ثابت، القسط الأكبر من أغانيهم لا تحمل أفكاراً شعرية أو موسيقية، مجرد كلمات جوفاء سهلة الترديد ولكنهم يحرصون - أقصد الأغلبية - على أن يتجنبوا الكلمات البذيئة.
أنا لا أدافع عن فنان بعينه، من تلك الأصوات، التي باتت ممنوعة من ممارسة الغناء، ولكن يجب أن نضع في المعادلة أن لهم جمهوراً عريضاً، من مختلف فئات الشعب، وكل أطيافه، وأن أفراح المصريين في العادة لا تخلو من أغانيهم، وفي كل دول العالم ستجد أن هناك غناءً موازياً يعبر عن ذوق فني مغاير، لما تعارف عليه الناس.
كانوا محط أنظار العديد من الباحثين لرصد ما قدموه اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ونفسياً، واكتشاف الدلالات والتأويلات التي تحملها أغانيهم، في النهاية ستكتشف مهما كانت لك من تحفظات سلبية، أنهم نبت طبيعي، لما يجري على أرض الواقع.
يلجأون الآن لاستعطاف نقيب الموسيقيين، لأنهم وأسرهم ومن يعملون معهم، فقدوا لقمة العيش، النقيب والنقابة ملتزمون بقرار اللجنة الرافض لوجودهم، ويبقى السؤال هل يمكن مصادرتهم من الخريطة الغنائية بـ«جرة قلم»؟... هم لديهم حق في التعبير بمفرداتهم وأنغامهم الخاصة، بينما من حق الناس والنقابة أن تستحسن أو تستهجن، لا أن تصادر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكل العيش وأغاني «المهرجانات» أكل العيش وأغاني «المهرجانات»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon