توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نانسي عجرم... «السياسة خارج النص»!!

  مصر اليوم -

نانسي عجرم «السياسة خارج النص»

بقلم : طارق الشناوي

لماذا صرنا نقرأ العديد من التفاصيل في حياتنا بمنظور سياسي، حتى لو كان الأمر لا يحمل بطبعه أي موقف يوحي ولو من بعيد لبعيد بظلال سياسية؟ الزاوية التي نُطل منها على الحدث في أحيان كثيرة تؤدي لقراءة خاطئة، كما أن اللحظة الزمنية التي نعيشها قد تدفعنا لتفسير يجافي الحقيقة، ومع الأيام تزداد كرة الثلج الهابطة من أعلى جبل الأكاذيب.
حادث قتل الشاب السوري بـ16 رصاصة من الطبيب فادي زوج الفنانة نانسي عجرم، لا يمكن أن تضعه تحت عنوان فضفاض أراد له البعض بدوافع شتى الذيوع والانتشار (لبناني يقتل سورياً)، حتى يصبح بمثابة سلاح جاهز سريع الطلقات يوجه ضد السوريين واللبنانيين معا، وفي نفس اللحظة.
جزء من السوريين وجد بعد الحرب المدمرة، في الشقيقة لبنان الملاذ والملجأ الآمن، ولا ننسى أيضا أن هناك نسبة كبيرة من علاقات النسب والقربى، بين السوريين واللبنانيين، وهي قطعا روابط تاريخية تشير إلى الامتزاج في الدماء، عبر الزمن، أتذكر كلمة للمطرب السوري جورج وسوف المقيم دوما في لبنان، عندما سألوه، قال وطني سوريا وبيتي لبنان، فهو يلخص بجملة واحدة حميمية تلك العلاقة.
المواطن السوري الذي يعيش في لبنان يعمل في العديد من المهن، حتى يتمكن من مواجهة أعباء الحياة القاسية، لا أنكر أن هناك بعض المشاكل قد تحدث هنا أو هناك، ولكن المسارعة بوضعها تحت طائلة قانون السياسة، هي أكبر خطر سيؤدي حتما إلى السير على صفيح ساخن، لبنان يعاني من مشكلات اقتصادية طاحنة، ليست قطعا بسبب السوريين، ونستعيد ما أشارت إليه قبل أيام صحيفة «الشرق الأوسط» أن نحو 25 في المائة من الودائع (الدولارية) في البنوك أصحابها سوريون، أي أنهم يدعمون (الليرة) اللبنانية، بينما (الليرة) السورية تنهار.
الجريمة التي حدثت، لا يجوز تلخيصها في قتيل سوري وقاتل لبناني، من يدافع مثلا عن القتيل، يرى من منظور جنائي أنه لم يرتكب ما يستحق أن توجه إليه كل هذه الطلقات، ولديه إحساس بأن هناك رواية أخرى غير تلك المتداولة مسكوتا عنها، على الجانب الآخر هناك من يرى من منظور سياسي معاكس، أن الطبيب كان في موقف الدفاع عن نفسه وأهله، والقانون يمنحه في هذه الحالة استخدام كل الأسلحة.
أثق أن القضاء اللبناني العادل سوف يُمسك قريبا بخيط العدالة، والأمر ليس له علاقة بنجمة شهيرة وزوجها الطبيب المرموق، ولكن العدالة المعصوبة العينين هي الشاطئ الذي سترسو قطعا إليه كل الملابسات، الفصل الأخير سنتابعه جميعا على الملأ، ولن يفلت أحد لو كان يستحق، من العقاب، فقط علينا ألا نتحول نحن إلى أجهزة ضبط وإحضار ومنصة قضائية.
أسوأ ما يمكن أن يحدث أن تدخل معادلات أخرى خارج النص، ولنا تجارب سابقة مماثلة، اتسعت فيها مساحات الخلاف، في عدد من الدول العربية، عندما يحدث خلاف عابر بين مواطن ينتمي للبلد المضيف، وآخر يعمل على أرضها، في العادة يحدث قدر من التوتر، والبعض يسارع بمنح التفصيلة الصغيرة، أبعادا أخرى تتجاوز الشخص إلى الوطن.
دعونا ننتظر ونحن مطمئنون، فإن القضاء اللبناني العادل سيصل حتما للحقيقة، ومهما كان الحكم الذي سينطق به القاضي، فالأمر ليس له علاقة أبدا بجنسية القاتل ولا القتيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نانسي عجرم «السياسة خارج النص» نانسي عجرم «السياسة خارج النص»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon