توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«التلات» بين دياب وعبد المطلب

  مصر اليوم -

«التلات» بين دياب وعبد المطلب

بقلم : طارق الشناوي

نجح عمرو دياب كعادته في إثارة الجدل، دون أن يخدش الحياء، حيث غنى ليوم الثلاثاء، لم يكتف بهذا القدر، بل أضاف في نهاية «الكوبليه» الأخير «فتفتوا الفتافيت وفتنوني»، وبرغم أن شاعر الأغنية أراد تغييرها إلى «هما أحلى ما شفت بعيوني»، ولكن دياب تشبث بـ«الفتفتة» وجدها سترشق أكثر، في قلوب الناس، التركيبة الشرقية الذكورية تأبى عادة أن تتقبل عزومة من بنت فما بالكم بثلاث، الرجال قوامون على النساء بما أنفقوا، إلا أن عمرو لم يعر الأمر اهتماماً، وكما يقولون في المثل المصري «عمل نفسه من بنها»، ولكن قبل أن نسترسل، علينا أن نبحث عن إجابة، لماذا الثلاثاء؟ عبد المطلب «ملك الموال» المطرب الشعبي الكبير غنى في الستينيات «السبت فات والحد فات - وبعد بكرة يوم التلات»، نغني عادة في عالمنا العربي ليوم الخميس، لأنه يعقبه الجمعة، إجازة، ولهذا يحلو فيه السهر وإقامة حفلات الزفاف، ولكن الثلاثاء ما الذي يميزه؟. الغناء ليوم الثلاثاء يعد خروجاً على المألوف، وربما هذا ما شكل حافزاً للغناء!
قبل 60 عاماً ردد عبد المطلب «يا نجمة الفجر قولي له - طول السهر أضنى خليله - خليه بقى يتم جميله - ويهل بدري يوم التلات)، بينما عمرو دياب بلا مواربة يقول «يوم تلات، تلات بنات – ندهوني - ع البساط بصات - يا ناس عجبوني - قعدة وانبساط - غدا وعزموني).
فارق قطعاً في الزمن، عمرو دياب بذكاء يراهن على ما هو مثير، مثلما فعل قبل عام، وغنى لبرج «الحوت»، وتطايرت الأسئلة، لماذا من بين أبراج الدنيا الاثني عشر، وقع اختياره ع «الحوت»، وتوقعوا أنه برج الفنانة دينا الشربيني، وهو ما ثبت صحته فعلاً.
المطربون عبر كل الأزمنة يقدمون أغاني خفيفة، حتى أساطين الغناء مثل عبد الوهاب الذي غنى مثلاً (فيك عشرة كوتشينة في البلكونة - بصرة باشكة عادة مجنونة - لاعبني عشرة إنما برهان)، لو حاكمت الأغنية أخلاقياً، لقدمت عبد الوهاب للمحاكمة، لأنه يدعو للقمار المحرم والمجرم دينياً وقانونياً، ولكنهم في الثلاثينيات تسامحوا معه، مثلما غنى بعدها بعشر سنوات في فيلم «رصاصة في القلب»، واحدة من أشهر أغانيه «الميه تروي العطشان» وتم تصويره وهو في «البانيو»، ويومها اعتبروها جرأة غير مقبولة وتحطيم للذوق العام، ولكن محمد كريم مخرج الفيلم دافع عن موقفه، حيث كانت الدنيا حر والبطل في طريقة لأخذ حمام.
يزداد في عالمنا العربي معدل إنشاء الفضائيات وكثرة عدد الأغنيات، ملاحقة كل هذا العدد الضخم بات من أصعب المعضلات، وهكذا تساقط في الطريق عشرات من الأصوات، ونسيها تماماً الناس، الوجود يحتاج إلى ذكاء خارق، وقدرة على لفت الانتباه بالكلمة واللحن و«اللوك»، فما بالكم بالبقاء على القمة ثلاثة عقود من الزمان.
غنى عبد الحليم «فاتت جنبنا - أنا وهو - ضحكت لنا - أنا وهو»، وفي النهاية نكتشف أنها كانت تضحك للأسمر عبد الحليم حافظ، حكاية من سبعينيات القرن الماضي، المرأة هي التي ضحكت أولاً، وبعد نحو نصف قرن لا بأس من أن تتقبل أن تبدأ ثلاث بنات البصات (النظرات)، ثم تتشاركن الثلاثة في دفع الحساب، وهو عايش «طرزان» من «بنها»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«التلات» بين دياب وعبد المطلب «التلات» بين دياب وعبد المطلب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon