بقلم : مرسى عطا الله
أصبح اللعب على المكشوف وتطورت مفردات الحرب النفسية ضد مصر التى تتواصل منذ نحو 6 سنوات برعاية إقليمية ودولية حيث لم يعد الأمر مقتصرا فقط على ألاعيب بذر الشكوك بتكثيف نشر الشائعات والأكاذيب وتلفيق الوثائق والبيانات وإنما انتقل الأمر إلى التحريض السافر والصريح سعيا لإثارة المشاعر من خلال ابتداع ألعاب صبيانية تدعو إلى إطلاق الصفافير والدق على الأوانى للإيحاء بوجود مساحة رفض محسوسة فى الشارع المصري.
ومع أن مثل هذه المحاولات الصبيانية وئدت قبل أن تولد وتعامل المصريون معها بأعلى درجات التجاهل والازدراء لها.. ولمن استجابوا لها من خلف النوافذ المغلقة أو بالأصوات المجهولة والصور التى لا يظهر منها سوى أقفيتهم ومؤخراتهم إلا أن عبث الأقزام والصغار القادم عبر الأثير من استوديوهات الدوحة واسطنبول مازال مستمرا مؤكدا حالة الضياع التى يعيشها هؤلاء المطاريد فى المنافى تحت وطأة الغيبوبة السياسية والنفسية التى نجمت عن تعمق درجات اليأس والإحباط وفقدان الأمل!
وبودى أن نتعامل مع مثل هذه الألعاب الصبيانية على قدر حجمها الهزيل دون تهوين ودون تهويل وأن نراجع ملفات وسجلات من يديرون هذه الحملات بدءا من أصحاب القنوات ومرورا بالممثلين الذين يرتدون ثياب المذيعين المحرضين ووصولا إلى الدائرة الضيقة لجمهورهم الخاص فهم نماذج لأناس تملكت الأحقاد من قلوبهم وزادت الكراهية فى صدورهم وأصبح خيارهم الوحيد هو محاولة الهروب من الواقع الصادم لهم والتماس الرجاء بأى أسلوب ومن أى اتجاه.. فهؤلاء – مع كامل الاحترام لممثلى المسرح الحقيقيين والمحترمين – يظهرون على الشاشات كممثلى المسرح لأداء الأدوار المكلفين بها وفق كراسة الملقن القابع فى “كمبوشة” الاستوديو لكن مأساتهم الحقيقية تبدأ بعد الخروج من الاستوديوهات وإزالة الأصباغ التى تغطى وجوههم واستعادة ملامحهم الحقيقية ومشاعرهم المعبأة باليأس والإحباط فتنطلق من داخلهم صرخات ممزقة بالعذاب الإنساني.. ويا له من عذاب مستحق لكل من يخون وطنه!
والخلاصة أننا أمام فن إعلامى جديد يحمل لافتة مسرح التهريج السياسي!
نقلا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع