بقلم : مرسى عطا الله
فى رواية الأديب الروسى العالمى «تولستوي» التى تحمل اسم «أنا كارينينا» درس بالغ الأهمية يؤكد أن السعادة فى الحياة تنبع من داخل الإنسان وليست منحة أو هدية من جانب أى أحد آخر سواك... فى الرواية يسير الشاب «ليفين» فى شوارع المدينة التى يعيش فيها بعد أن انتهى من إجراءات مراسم إعلان خطبته للفتاة التى أحبها وكل شيء فى وجهه ينطق بالانبهار والإعجاب لكل شيء يراه فالسماء تبدو فى عينيه هذا اليوم أشد زرقة من ذى قبل والطيور تملأ سماء المدينة وهى تغرد بأصوات عذبة وألحان شجية لم يطرب بمثلها من قبل والناس من حوله يهييأ له أنهم ينظرون إليه نظرة فيها مزيد من الود والإعجاب.. فهل كانت المدينة جميلة فى هذا اليوم إلى هذا الحد الذى جعل الشاب «ليفين» يرى كل شيء جميلا بأكثر من المعتاد!
الحقيقة أن الشاب «ليفين» كانت تغمره سعادة لأنها كانت من داخله وتشع نورا يسطع على كل شيء تقع عليه عيناه فى ذلك اليوم.
وليس معنى ذلك أن الخطوبة هى منبع السعادة فما أكثر الذين يعيشون مثل هذا الحدث ولا يبلغون ذروة السعادة مثل الشاب «ليفين» وإنما المنبع الحقيقى للسعادة هو حالة المرء النفسية والعقلية التى تضفى صفاتها على الأحداث.
إن السعادة إحساس يصنعه الإنسان بنفسه مثلما الاكتئاب هو الآخر من صناعة الإنسان.. وعن تجربة أقول: إنه ليس هناك من يستطيع أن يفرض عليك مخاصمة السعادة والإلقاء بنفسك فى جب الحزن والاكتئاب سوى ما تسمح به نفسك فالأقوياء نفسيا هم الذين يستطيعون أن يصارعوا الآلام والمحن وأن يقابلوا الأهوال والنكبات على عكس الضعفاء نفسيا الذين يستسهلون التمزق تحت آهات العذاب وجلد النفس والذات.. كن قويا تعش سعيدا ذلك هو أهم دروس الحياة ليس بالنسبة للأفراد إنما أيضا بالنسبة للأمم والشعوب.. وما أحوجنا فى مصر لاستيعاب هذا الدرس لاستلهام كل أسباب القوة التى تجعلنا سعداء!
خير الكلام:
<< حمل الهموم هو معدل الفائدة التى تدفعها على المتاعب قبل استحقاقها!
نقلاً الآهرام االقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع