بقلم - مرسى عطا الله
قد يبدو من ظاهر الأشياء وانحطاط الخطاب الإعلامي لشاشات وميكروفونات الفتنة والتحريض الذي ينطلق من استوديوهات وملاذات الدوحة ولندن واسطنبول أن أزمتهم تنحصر في كراهية الرئيس السيسي والرغبة في إزاحته عن سدة الحكم بأي ثمن لكن الحقيقة أن أزمتهم أكبر وأعمق من شخص عبد الفتاح السيسي لأن لب وجوهر الأزمة والمأزق الذي يعيشونه هو حركة الشعب المصري باتجاه الذهاب إلي مستقبل آمن ومستقر وواعد مهما تكن كلفة الإجراءات الاقتصادية القاسية وتداعياتها الصعبة في الوقت الراهن.
ربما يكون السيسي هو الرمز المزعج الذي يقض مضاجعهم ويحول أحلامهم إلي كوابيس لكن المسألة أكبر من الرمز في حد ذاته فالذي يفعله السيسي ويتفاعل معه الشعب علي أرض الواقع لم يكن واردا في حساباتهم خصوصا علي صعيد الحركة الدءوبة لكسر الجمود وطرح أفكار ورؤي جريئة تتناسب مع حقيقة الأوضاع التي تعيشها مصر والعمل علي جدولة الأولويات بقراءة موضوعية لاحتياجات المستقبل وتحدياته بنفس درجة القراءة لهموم الحاضر ومتطلباته!
لقد كان لدي السيسي إدراك ووعي مبكر بحقيقة هؤلاء المتآمرين ومخططهم التخريبي الذي يمكن أن يلجأوا إليه إذا شعروا بأن الشعب يرفضهم فلا سبيل لديهم سوي دوي البنادق ودخان البارود مصحوبا بحرب نفسية وضيعة لاتهام غيرهم بما هو فيهم من خطايا ومسالب ومطامع دنيئة.. وليست الزوابع المفتعلة تارة باسم إبعاد الفريق عنان وتارة باختلاق أسباب وهمية لهروب خالد علي من السباق الانتخابي وأخيرا الضجة المفتعلة حول حادث مروري أدي إلي مشاجرة مع هشام جنينة - ليست - سوي الرصاصات الأخيرة في مسدسات وبنادق هذه الحرب النفسية!
ولأن هؤلاء الحمقي لم يستوعبوا بعد حجم فشلهم ويواصلون إنكار الحقيقة التي تقول بأن الرئيس السيسي تفوق عليهم بالذكاء والدهاء واستثمر انزلاقهم إلي مستنقع الغباء السياسي فإن علينا ألا نستغرب أي شيء يصدر عنهم معبرا عن عمق الغباء وقلة الحيلة!
نقلا عن الاهرام القاهريه