بقلم - مرسى عطا الله
ليس من شك فى أن زيارة ولى العهد السعودى لمصر ومحادثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسى أفرزت لدى معظم العواصم العربية وليس فى القاهرة والرياض فقط لحظات جياشة بالعواطف والمشاعر القومية الصادقة التى تجدد صدق الإحساس وصدق اليقين بأن العروبة لم تمت ولم تدفن تحت أنقاض الفوضى فى السنوات العجاف.
لقد مثلت زيارة محمد بن سلمان لمصر عنوانا لبداية صنع رؤية عربية مشتركة باتجاه تطوير جذرى للعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يقترب بها رويدا رويدا من مضامين الوحدة والتكامل وعمق التنسيق.
ولعلى أسارع إلى القول بأن هذه الزيارة ونتائجها المرتقبة لا تنفى إدراكنا بأن الطريق طويل وطويل وأن أمامنا سنوات من الجهد والعمل الشاق حتى يتم البناء المنشود لكل المشروعات العملاقة التى جرى الاتفاق عليها وفق أسس قانونية متينة وركائز اقتصادية متجددة لضمان أن تجىء الثمار ناضجة وبما يجسد صدق الرهان على الصحوة المصرية السعودية فى هذا التوقيت الحرج من تاريخ الأمة.
إن زيارة ولى العهد السعودى لمصر أكبر من أن ينظر إليها فى إطار مدينة نيوم العالمية أو فى الانبهار بمشروع الجسر العملاق الذى يحمل اسم الملك سلمان ويحمل معه بشائر خير تمتد قطوفها خارج حدود مصر والسعودية وإنما هى زيارة تمثل تحريكا للتاريخ وتحريكا للجغرافيا أيضا وبما يجعل من القاهرة والرياض النواة لصحوة عربية لا تحتاج إلى رفع رايات وشعارات الوحدة وإنما تحقق مضامين الوحدة عمليا وواقعيا وإيجابيا.
وأكاد أزعم أن هذه الزيارة التاريخية بكل معطياتها ليست بعيدة عن خطوات واسعة قطعتها مصر على طريق تمتين علاقتها مع دولة الإمارات العربية المتحدة وفق استراتيجية تنتقل بنا من لغة المشاعر والعواطف المتبادلة إلى دوائر الفعل الإيجابى باستخدام أمثل لوحدة اللغة ووحدة التاريخ ووحدة العقل ووحدة الضمير تحت رايات الإيمان بوحدة المصير!
نقلا عن الاهرام القاهريه