بقلم :مرسى عطا الله
ما أشبه الليلة بالبارحة.. وما أشبه حزب النهضة في تونس وما يفعله بعد القرارات التصحيحية للرئيس قيس سعيد بما سبق أن فعله حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد ثورة 30 يونيو وقرارات 3 يوليو عام 2013.. كلاهما يستنجد بالقوي الأجنبية وكلاهما يتلقي التعليمات من التنظيم الدولي المتحصن في ملاذات أوروبا منذ عشرات السنين مقابل أن يوظف أذرعه السياسية والتحريضية في خدمة الأجندات الخارجية... كلاهما يروج ذات الأكاذيب حول الإيمان بالديمقراطية ويستخدم سلاح الشائعات بنفس الألفاظ وبنفس المفردات لشق الجبهة الداخلية لأنه يدرك تماما أن الوعي والمعرفة بالحقائق هما أخطر ما يهدد أفكاره وعقائده.
وفي الحالتين ــ مع اختلاف بعض التفاصيل ــ يجري استخدام الشعارات البراقة للتغطية علي الأهداف الحقيقية في امتلاك السلطة وفرض المشيئة وتعميم الأجندة التي تري في أي اتجاه نحو الاستنارة والحداثة وركوب قطار العصر أنها أمور غير مرغوبة شعبيا والتي هي بالنسبة لهذا التيار بمثابة الكابوس الذي يزعج ويؤرق ويطارد الأحلام والأوهام الغيبية ويبعثر شملها.
تلك هي الصورة علي حقيقتها المجردة الحالية من أى رتوش وبما يؤكد أننا إزاء خطر سرطاني يهدد التطلعات والطموحات المشروعة للأمة العربية في الخروج من خنادق الجهل والتخلف إلي آفاق العصر ومتطلباته.
إن الصورة الكاملة للأحداث التي تشهدها تونس تؤكد أن ما قام به قيس سعيد كان ترجمة للنبض الجارف في الرأي العام التونسي الذي أدرك بعد 10 سنوات من اعتلاء حزب النهضة لبوصلة التوجيه السياسي والاقتصادي أن تونس باتت علي حافة انهيار اقتصادي واجتماعي لم تعرفه منذ حصولها علي الاستقلال.. ومن ثم فإن ما أقدم عليه الرئيس التونسي كان فيه من الفروسية أكثر مما كان فيه من التخطيط المسبق وأن الدوافع الوطنية وفرت ضمانات نجاح للخطوة التصحيحية بأكثر مما كان يمكن الاستناد إليه بالتنظيم والتدبير.
وظني أن صحوة التونسيين من كابوس ثقيل جثم علي نفوسهم وصدورهم نحو 10 سنوات تمثل أقوي ضمانات النجاح لمسيرة التصحيح التي لن تتأثر بالصراخ والصخب الذي يحاول الغنوشي اللجوء إليه داخل وخارج تونس هذه الأيام!
خير الكلام:
<< هناك كلام لا يقول أي شيء.. وهناك صمت يقول كل شيء!