توقيت القاهرة المحلي 07:06:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوقفوا مخطط بيع الأوهام!

  مصر اليوم -

أوقفوا مخطط بيع الأوهام

بقلم - حنا صالح

«لقد فشل العدو في تحقيق أهدافه المعلنة»؟ كم هناك من تعنت في ادعاءات منظري «الانتصارات الإلهية»، التي تحتقر الحياة، وحق الناس بالعيش، وتستخف بالتضحيات: قتل، ودماء مهدورة، وتكسير أحلام وآمال، وتدمير للعمران، وتسويق للأوهام!

من غزة إلى جنوب لبنان يُروجون لأفكار صدئة، ومقولات عفّى عليها الزمن. آخر بدع مريدي «حزب الله» وضع الإنكار في مرتبة القداسة: «ستحاول الماكينة الإسرائيلية - الأميركية تغليب الشكل (الدمار والتهجير) على المضمون (فشل الأهداف المعلنة للحرب)، لكن لن يغيّر ذلك شيئاً في النتائج النهائية: بعد طوفان الأقصى إسرائيل أضعف ومحور المقاومة أقوى!». إذن يا أبناء غزة، احذروا تغليب الشكل على المضمون، فالعدو فشل بتحقيق أهدافه. وباقٍ عليكم تجاوز الدمار والاقتلاع والتهجير والإبادة الجماعية، ودخول القطاع مرحلة التجويع القاتل.

باكراً برزت الأهداف الحقيقية لحرب التوحش: الاستيلاء على الأرض، وإنهاء الوجود الفلسطيني بتقزيم مساحة القطاع من خلال حزام أمني ابتلع جزءاً منه، ثم تقطيعه وعزل أجزائه عن بعضها، مع دمار ممنهج مبرمج لإنهاء عمران غزة، وجعلها مكاناً غير صالح للعيش. ويتحدثون عن حاجة إلى أكثر من عقد لرفع الأنقاض، لكن مخطط التدمير يتواصل باستهداف بقايا المجمعات السكنية، وأُدرجت رفح آخر مدن القطاع على لائحة التدمير، والذريعة إيّاها: استكمال القضاء على قدرات «حماس» العسكرية وتصفية قياداتها!

إنه مخطط التطهير العرقي. طاولت الإبادة نحو 50 ألفاً، منهم ألوف تحت الردم، وهناك نحو 100 ألف جريح، يحاصر الموت أكثريتهم، بسبب انعدام إمكانية العلاج. ومئات ألوف المهجرين باتوا أمام حتمية اللجوء إلى المنافي! هل تندرج هذه الوقائع تحت عبارة فشل العدو بتحقيق أهدافه، وهي تماثل الإعدام الجماعي للغزاويين؟ وهل يصح التعويل على بقاء مجموعات سرية مقاتلة، لتبديل واقع القطاع وما آلت إليه أحواله؟!

ولئن حرّك القتل الجماعي المروع المياه الراكدة في العالم حيال حقوق الفلسطينيين، وأحدث هزة في وجدان الفئات الشابة، ودمّر نسبياً سردية المظلومية الصهيونية، فإن تقدم القناعة بتعذر الركون إلى حلٍ أمني، لم يردم المسافة الفاصلة بين القناعة بأهمية «حل الدولتين»، والمسار المطلوب لبلوغ هذا الهدف!

خطاب الإنكار وبيع الوهم بلغ الذروة بما يتعلق بجبهة جنوب لبنان، تعتيم إعلامي يقفز فوق واقع تدمير صهيوني ممنهج طاول نحو 60 بلدة وقرية حدودية، حوّلها العدو إلى أرضٍ محروقة، أقام عبرها حزاماً أمنياً، وهجر مواطنيها بعدما فقدوا جنى العمر، فنزحوا قسراً طلباً للنجاة إنقاذاً لحياتهم.

ثم يأتي من يتهم الإعلام بأنه «يُسخِّف الصمود»، ويريد إقناع «الرأي العام بأن عدد المهجرين والمباني المدمرة هو ما يحدد المنتصر!». إنه ازدراء موجع بما أُنزل بأبناء المنطقة من كوارث، وترويج لصمود موهوم يتجاهل عمداً ضآلة عدد المتبقين الذين لم تتوافر لهم أمكنة ينتقلون إليها! ثم توزع حكايات الصواريخ والقدرة النارية، وهي لم تحمِ سقفاً واحداً. ويصل الإنكار إلى مرتبة الترويج لمعادلات من نوع «التهجير مقابل التهجير»، و«التدمير مقابل التدمير»، وأنه «بعد طوفان الأقصى إسرائيل أضعف ومحور المقاومة أقوى...»، فلماذا تتسع المطالبات بوقف النار، ولا يشكر مجرم الحرب نتنياهو على إسقاطه عشرات الهدن؟

ويُزين مخطط غسل الأدمغة الخراب، فتمجد الأبواق أداء «المقاومة» بالادعاء أنها «حافظت على استمرار جبهة الجنوب مفتوحة إسناداً لغزة»، وثانياً «الرد ميدانياً على محاولات تسويق المطالب الإسرائيلية بقالب تسووي»! فكيف كان الإسناد؟ وبأي نتائج؟ فالأمر لا يستحق عناء الجواب فيما الهدف الفعلي من استمرار اشتعال جبهة الجنوب تمكين ملالي إيران من المقايضة ترسيخاً للنفوذ عندما يحين أوان الصفقات!

حرب «المشاغلة» التي بدأها «حزب الله» ارتدت دماراً مضاعفاً، ويدفع لبنان ثمن مشروع «التحول الميليشياوي المانع للدول والمعفن للمجتمعات»؛ وفق توصيف الكاتب حازم صاغية. وأبرز «إنجازات» هذا المشروع قضاء «الحزب» على مكانة لبنان، وتشليع مؤسساته الدستورية: شغور رئاسي، وتهميش رئاسة الحكومة، إلى تهديم الاقتصاد والاستقرار المالي والاجتماعي والتعليم، واستتباع القضاء لحجب العدالة.

فإلى متى يستمر زمن الترويج لهذه البضاعة الفاسدة، خصوصاً إذا كانت الحرب الدائرة جنوباً من دون أفق، كما نُقل عن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الذي عبّر عن مخاوفه حيال الدمار الهائل، وتخوف من أن ظروف حرب عام 2006 لجهة إعادة الإعمار لن تتكرر، فهذا الإقرار بما آل إليه الوضع ألا ينبغي أن يُحمّل المتسبب به المسؤولية السياسية والأخلاقية عنه؟ الجنوبي لم يختر هذه الحرب، وأساساً لم يُستشر بها، ودعمه كان وطنياً بوجه النكبة والتمسك بدور آخر للبنان نقيض مشروع تحويله إلى ميدان متقدم في جبهة الدفاع عن المصالح الإيرانية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوقفوا مخطط بيع الأوهام أوقفوا مخطط بيع الأوهام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon