توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان ضحية حتى إنجاز صفقة مع طهران!

  مصر اليوم -

لبنان ضحية حتى إنجاز صفقة مع طهران

بقلم - حنا صالح

يتزايد كل يوم خطر امتداد حرب التوحش الصهيوني على غزة. على جدول أعمال العدو استهداف لبنان والقرار متخذ بشن عدوان واسع النطاق. يتحينون فرصة لتجاوز الموقف الأميركي الداعم عسكرياً ومالياً وسياسياً ويريد حصر الحرب في نطاق قطاع غزة لتقويض القدرات العسكرية لـ«حماس». لكن الضربات الجوية في العمق اللبناني (محيط صيدا) والعمليات الإجرامية الاستباقية مثل اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية قلب معقل «حزب الله»، وقتل وسام الطويل، القيادي البارز في «الرضوان» قوات النخبة لـ«الحزب»، قد تدفع إلى انزلاق الوضع مع تتالي إحراج «حزب الله» لإخراجه!

في بداية الشهر الرابع على حرب الإبادة الجماعية على غزة، التزم «حزب الله» دعوة «الحرس الثوري» اعتبار «الصبر الاستراتيجي للمقاومة لن يخرج عن إطار العقلانية والمنطق ومتطلبات التغلب على محتلي فلسطين والقدس»... فيترجم حسن نصر الله الالتزام بأن «مقاومة إسرائيل تحتاج إلى استعدادات وإلى تدرج لا إلى ضربة قاضية»! في حين يضغط جنرالات الجيش الإسرائيلي، الساعين لترميم الردع، يبلغون رئاسة الأركان والقيادة السياسية بأنه «حان الوقت لتغيير سلم الأولويات والانتقال من التركيز على الجنوب إلى الشمال، وتغيير أهداف الحرب من معركة دفاعية محدودة إلى معركة فتاكة وتنفيذ هجومٍ محدود»! يتزامن ذلك مع ضغوطٍ أميركية بحثاً عن تسوية في الشمال، مع سياسة حذرة في البحر الأحمر حيال الميليشيات الحوثية لتجنب الحرب الواسعة: إنه عام الانتخابات وكل قرارات البيت الأبيض تصبّ في خدمة هذا الهدف، ويتضاعف هذا المنحى أمام ما آلت إليه الحرب على غزة والانقسام السياسي الحاد في إسرائيل!

يوم الخميس الرابع من الحالي أثرت في «الشرق الأوسط» ما وصفته بـ«مشروع خزي يجري التخطيط له بين طهران وعواصم غربية، يقضي بمقايضة الأمن للإسرائيليين مقابل تسليم دولي بالهيمنة الإيرانية المطلقة على لبنان... بجعله جائزة ترضية»! وبعد أيام أطلت «الأخبار» المقربة من «حزب الله» لتقدم «رواية اليوم التالي لبنانياً»، فتنسب أفكاراً إلى المستشار الرئاسي الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتين تتضمن «معالجة الحدود البرية وتفعيل التسوية الرئاسية وعودة (توتال) للحفر في البلوكات 8 و9 و10»!

تستبعد الرواية الدور الإيراني المباشر، وتتحدث عن مسعى أميركي إلى «عقد صفقة» مع «حزب الله»؛ من أجل توفير «الضمانات الواضحة التي تريدها إسرائيل لجهة الأمن في مناطقها الشمالية»... وتكشف عن أن هوكشتين، يدير «اتصالات عبر وسيط لبناني ينقل الرسائل بينه وبين (حزب الله)»! بعض هذه الوقائع أكدها السفير الإيراني في دمشق الذي كشف عن تلقي بلاده «عرضاً أميركياً لتسوية بشأن المنطقة برمتها» قال: «أكدنا أن قرار حلفائنا مستقل ولا نقرر بدلاً عنهم» (...)؛ ما يعني أن واشنطن التي طوت مشروع الاتفاق النووي، ربما تكون في صدد بحث توافقات في الإقليم، وفق ما عبّر عنه الوزير أنتوني بلينكن بأنه يحمل «توافقاً إقليمياً» لما بعد الحرب.

في هذا التوقيت بدأ «حزب الله» يتحدث عن «بركات طوفان الأقصى على لبنان»، ورأى نصر الله فرصة جدية لتحرير ما تبقى من أراضٍ لبنانية محتلة! الأكيد أن تسوية النقاط الحدودية الـ13 ليست هي العقبة الكبرى، بينما وضع مزارع شبعا أكثر تعقيداً لارتباطها بسوريا والقرار الدولي 242. لكن القلق مقيم حيال عدم التوصل لوقفٍ للنار في غزة، مع مضي تل أبيب في حربها الإجرامية في خان يونس وعمليات «جراحية» في شمال القطاع ووسطه... واتساع تعدياتها على لبنان واستهدافاتها. إزاء كل ذلك بدا «الحزب» عالقاً في الوسط. متمسكا بـ«مشاغلة» العدو، و«توازن الردع» و«قواعد الاشتباك»، وهي عناوين لم يلتزمها العدو. ليس بوسعه وقف النار من جانب واحد لما له من سلبيات على مناصريه، ووحدها طهران تمتلك القرار الاستراتيجي لتحريك ترسانة الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى من الأراضي السورية. ويعرف «الحزب» أنَّ العدو، مع انحياز الجمهور الإسرائيلي بقوة نحو الحرب، لا يمكن أن يترك له الحبل على غاربه، والخطر يحدق بالمستوطنات الشمالية... لذا؛ من غير الممكن الإبقاء على «ستاتيكو» ما قبل 7 أكتوبر (كانون الثاني) من دون التزام مندرجات القرار الدولي 1701، أي الانسحاب من منطقة عمليات القوات الدولية جنوب الليطاني!

في السياق، يستمر التصعيد الإسرائيلي وهو ينطلق من تقدير بأن محور الممانعة لا يريد الذهاب إلى حربٍ واسعة، وغزة مثال عن النتائج؛ ما يعني أن تطبيق هذا النموذج كما تلوح تل أبيب يهدد الأذرع الأخرى... كل ذلك لا يقلل من قدرة محور الممانعة على إلحاق خسائر كبيرة بدولة العدو، مع التسليم بأن ذلك لا يحرر أرضاً محتلة ولا يحمي الفلسطينيين ويعرّض لبنان لدمار شامل!

بعد كل «المشاغلة» والحفاظ على «توازن الردع» تبدو الأمور أكثر وضوحاً. لم يكن الهدف حماية الجنوب والجنوبيين، الجنوب متروك، وتم تهجير أهله والدمار في البلدات الحدودية يفوق ما لحقها في حرب عام 2006، أما «حزب الله» فتكبّد خسائر بشرية فادحة... وبالتأكيد لم تخفف «المشاغلة» من حجم التوحش الصهيوني ضد الغزاويين الذين يتعرضون لإبادة جماعية، بعد اقتلاعٍ ممنهج ودفع مئات الألوف باتجاه الحدود المصرية. في الوضع الراهن، كل لبنان ضحية، هناك استرهان الجنوب واللبنانيين لخدمة «الصفقة» التي يجري الحديث عنها: أمن الإسرائيليين وضمانات المستوطنات الشمالية، مقابل تشريع الهيمنة الإيرانية على البلد، عبر تغطية استئثار «حزب الله» بالسلطة، بما في ذلك تكريس الأمر الواقع بإدخال تعديلات على بنية اتفاق الطائف! فهل بالمستطاع إعادة استنساخ مرحلة تسليم لبنان لسوريا عام 1990 كمكافأة لنظام حافظ الأسد على دوره في حرب الخليج الأولى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان ضحية حتى إنجاز صفقة مع طهران لبنان ضحية حتى إنجاز صفقة مع طهران



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon