توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمام المنعطف الأخطر!

  مصر اليوم -

أمام المنعطف الأخطر

بقلم:حنا صالح

كل المنطقة على فوهة بركان. يتكثف تحديد مواعيد الرد على الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في قلب طهران وداخل المربع الأمني لـ«حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية، وطالت إسماعيل هنية وفؤاد شكر. وتتقدم معطيات بأن إسرائيل تتحضر لضربة استباقية يؤكد البحث بها وزير الحرب الإسرائيلي غالانت الذي ذكّر بأنه كان قد اقترح ضربة استباقية يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لكنه يتحفظ عليها الآن!

في الشهر الحادي عشر على بدء حرب التوحش الصهيوني على غزة، تتوضح صورة دخول المنطقة في منعطفٍ جديد. صحيح أن حدث «7 أكتوبر» شكل أكبر تهديد وجودي لإسرائيل فأطلقت حرب استعادة الهيبة والردع، لكن من لحظة عودة نتنياهو، من واشنطن، بدأ مخطط أخذ المنطقة إلى حرب واسعة، وبهذا السياق يُفهم قرار الاغتيال على مستوى القمة. تبدلت المعطيات، وكان لافتاً تأكيد نتنياهو لمجلة «تايم» أن «إسرائيل في حرب وجودية»، وهو بهذا الحديث توّج خطاب الكونغرس الذي تركز على الخطر الإيراني. وفي السياق أطلقت تل أبيب استراتيجية استعادة الردع، وحجم النفوذ، أياً كان الثمن غير عابئة بقضية الرهائن التي باتت في آخر سلم الأولويات.

يؤكد المنحى الإسرائيلي الجديد أن المواجهة باتت ما بعد غزة المدمرة التي أُعيد احتلالها، ولا يغير في الأمر قذيفة من هنا أو كمين من هناك. كما أن المواجهة لم تعد محصورة بجنوب لبنان، حيث استنسخ العدو أكثر من غزة في البلدات الحدودية، وفرض بالنار حزاماً أمنياً، وإن لم يؤمن له بعد استقرار شمال إسرائيل ما يمكنه من فرض إعادة المستوطنين. لقد وُضعت المنطقة أمام براكين مواجهة عسكرية إسرائيلية إيرانية ورسم خرائط نفوذ، رغم مساعي محور الممانعة عدم الانزلاق وإبقاء المواجهة تحت سقف منضبط.

مثير للانتباه أن هذا المنحى أبرز معطيات بأن هذه المواجهة ليست فقط بين إسرائيل وإيران. فزيارة الجنرال شويغو المفاجئة إلى طهران، استتبعت بجسر عسكري جوي روسي تسلم بموجبه الحرس الثوري أنظمة دفاع جوي جديدة، وصواريخ كروز بحرية متقدمة، وصفها قائد البحرية الإيرانية بأنها ضرورة لإقفال الممرات البحرية في لحظة استهداف إيران. أما قائد المنطقة الوسطى الجنرال كوريلا فتكررت زياراته لإسرائيل ومباحثاته مع القادة العسكريين، واستتبعت بتحريك أكبر قوة أميركية ضاربة بحرية وجوية تمركزت في الشرق الأوسط. يعيد المشهد إلى الأذهان شيئاً من زمن الحرب الباردة!

كانت المفاوضات الأميركية غير المباشرة مع إيران (وضمناً «حزب الله») متقدمة، وتقترح رداً يحفظ لهما ماء الوجه، وعكس هذا المنحى ما أعلنه حسن نصرالله من أن الرد الإيراني حتمي، «لكن ليس مطلوباً من إيران أن تدخل في حربٍ دائمة» (..) فيكشف تأخر الرد الحرص على معالجة معضلة كيفية حفظ ماء الوجه، وعدم منح تل أبيب الفرصة لتوسيع نطاق الحرب، وبهذا التوقيت تقدمت واشنطن بمقترح استئناف المفاوضات بشأن غزة مدعومة من القوى الغربية ومصر وقطر. وتقرر إيفاد وليم بيرنز للمشاركة فيها، بما أوحى أن واشنطن تضع ثقلها لنجاح هذه العملية، التي تحدد اليوم الخميس موعداً لانطلاقتها من الدوحة.

تسارعت المعطيات بعد قبول إسرائيل شكلياً بالمقترح. لكن على الأرض وقعت مقتلة مدرسة «التابعين» في شرق غزة التي فحّمت أو مزقت إلى أشلاء نحو 125 فلسطينياً. كان ذلك ردّ نتنياهو الحقيقي على دعوة استئناف المفاوضات، فبدا «الثقل» الأميركي غير حاسم مع اكتفاء البيت الأبيض بإعلانه «قلقاً بالغاً» إزاء أنباء عن سقوط مدنيين، ما أعاد إلى الأذهان رسم صورة خطرة عن التماهي الأميركي الإسرائيلي! ولم يتأخر رد «حماس» التي طالبت بإطار تنفيذي لما تم عرضه سابقاً عليها ووافقت عليه. ما يعني أن هذه المباحثات إن عقدت قد لا تضيف شيئاً، فتكتب جريدة «الأخبار» أن الأميركيين «أخرجوا أرنبهم الوحيد، قرروا بث الروح في المفاوضات حول غزة، لكنهم لم يقدموا اقتراحاً يقود إلى وقف الحرب».

اليوم عندما يدفع العدو الإسرائيلي إلى حرب مع إيران (ضمنها لبنان)، يعرف أنه عاجز عن إنجازها بدون تورط أميركي، فيصطدم بممانعة واشنطن لكن الردع الأميركي لهذا النهج غير حاسم. فالسياسة الأميركية تراوح بين مواقف تبرر الارتكابات الإسرائيلية وتسليح مكثف، فتترك الباب مفتوحاً، ولو جزئياً، أمام نتنياهو!

بالمقابل يحاذر الموقف الإيراني منح إسرائيل فرصة المضي بالدفع إلى حرب واسعة تهدد النووي الإيراني. وتدرك طهران أن الرد من نوع ما جرى في أبريل (نيسان) الماضي على عملية القنصلية الإيرانية يكرس علو كعب إسرائيل قوةَ ردع مطلقةً لن تتورع بعدها عن مغامرة عسكرية كبرى. إنه المأزق فما البدائل؟

ويكاد ستار سميك يُسدل على القضية الفلسطينية، ويحاصر المأزق أكثر من طرف، لكن الثمن المخيف قتلاً ودماراً يدفعه لبنان، بعد غزة، في حرب بدأها «حزب الله» مرجعيتها طهران. يتسع الشرخ الشعبي الذي تسبب به «الحزب»، ويفاقم حجم المآسي استنكاف السلطة والطبقة السياسية عن مسؤولية محاولة إنقاذ الأرواح وحماية البلد، في وقت تعترف «الأخبار» بأنه ينبغي أن «ندع جانباً الكلام الشعبوي الذي يصدر عن جمهور مؤيد للمقاومة يتوقع تدميراً كاملاً للكيان» (..) فيما الحقيقة أن جمهوراً مسحوراً يردد ترهات مدمرة يطلقها «القادة» ويوظفون ذلك في مشروع تأبيد التسلط والتبعية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمام المنعطف الأخطر أمام المنعطف الأخطر



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon