توقيت القاهرة المحلي 05:51:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مجموعة العشرين» في قمة الرياض الاستثنائية!

  مصر اليوم -

«مجموعة العشرين» في قمة الرياض الاستثنائية

بقلم : حنا صالح

تنطلق اليوم السبت قمة العشرين في الرياض، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والبشرية جمعاء أمام مفترق خطر وتحديات لم تعرفها في أي زمن. إنه مفترق مسؤولية حماية الأرواح واستعادة النمو، من خلال التعامل مع الجائحة التي هزَّت العالم، ولا تزال تداعياتها تتلاحق، ما يضع مجموعة العشرين أمام السعي الجماعي والمسؤول، لابتداع إطار جاد على المستوى الدولي، يرسم استراتيجية معالجة الأزمات الاقتصادية العاصفة، وكيفية تجاوزها، والتعامل مع أوجه الضعف التي برزت، بهدف إرساء أسس حماية الحياة على كوكب الأرض.

لذلك تنظر شعوب العالم بعين الرجاء لهذا المنتدى الأهم للتعاون الدولي الذي يجمع أبرز البلدان المؤثرة في الاقتصادات العالمية التي تحوز أكثر من 85 في المائة من الناتج العالمي، وأكثر من 80 في المائة من التجارة العالمية، وتضم نحو ثلثي سكان العالم. وكل هذه البلدان نُكبت بتفشي الجائحة، فتعممت لديها مرحلة ركود اقتصادي لم تكن في حسبان أي جهة دولية. وهو ركود تسبب في تغيير كثير من الأنماط الاقتصادية والمعيشية، نتيجة غياب النمو أو تراجعه بنسب عالية، مع توقع انكماش الناتج العالمي بنحو 5 في المائة في عام 2020. فكانت الترجمة اتساعاً في حجم البطالة، وتراجع المداخيل، وتضاعف الأعباء في كل بلدان العالم، وبالأخص على مجموعة بلدان الجنوب، أي الدول الفقيرة، وكذلك وعلى وجه الخصوص بلدان الاضطراب السياسي والأمني كما في منطقة الشرق الأوسط.

تبعاً لما تقدم، فإنَّ قمة العشرين أمام تحدي الشراكة مع دول الجنوب، في مواجهة الأعباء التي تجثم على كاهل هذه البلدان الفقيرة التي تفتقر إلى الإمكانات المقبولة التي من دونها لن تتمكن من خوض المواجهة مع الفيروس الفتاك وتداعياته. ومعروف أن أحداث الأشهر الماضية لجهة تفشي الجائحة، أظهرت أن مجمل هذه الدول لا تمتلك القدرة على التكيف أمام الضغوط الهائلة، نظراً إلى هشاشة أنظمة الاستشفاء لديها، وعجزها عن تأمين الموجبات الأساسية لمواطنيها التي يفرضها الإقفال العام، ما يفترض وضع برامج دولية آنية سريعة لتوفير الدعم، وعدم استثنائها لاحقاً من توفير اللقاحات.

من هنا، فإنَّ توقيت قمة مجموعة العشرين يحمل صفة الدورة الاستثنائية بكل المقاييس في الزمان والمكان؛ لأنَّها من جهة قمة المجموعة التي تمثل على الدوام الحدث العالمي الأبرز، كونها تجمع الإبداع مع أهم القدرات والثروات الطبيعية، ومن جهة ثانية يقع على عاتقها الرهان على إمكانية تجاوز الركود ورسم السياقات لاستراتيجية دولية تفضي إلى إعادة عجلة الإنتاج والنمو. والأمر اللافت هنا يتمثل في تزامن انعقادها مع مقدمات إيجابية مهمة، نتيجة بدء ظهور اللقاحات التي ستغير بقوة من المجرى الراهن الذي فرضته الجائحة.

هنا يجب ألا ننسى أنه مع انعقاد قمة العشرين يكون قد مرَّ عام كامل على ظهور الفيروس في الصين، وأكثر من عشرة أشهر على تفشيه عالمياً. هنا نشير إلى أن الفيروس خلَّف أكثر من 55 مليون إصابة على مستوى العالم، والإصابات تزداد باطراد مع الموجة الثانية من التفشي، وتجاوزت الوفيات المليون و300 ألف حالة، وقد ساهمت مجموعة العشرين بضخ أكثر من 21 مليار دولار لمكافحة الوباء، بما في ذلك إنتاج اللقاحات التي سيفتح توفرها واستخدامها الباب أمام العودة إلى استعادة النمو الاقتصادي، لذلك قد تكون النقطة الأهم في جدول أعمال مجموعة العشرين التعافي الاقتصادي بعد الجائحة.

قلنا أعلاه إنَّ الجائحة تسببت في تغيير كثير من الأنماط الاقتصادية المعروفة، واستطراداً: أنماط المعيشة، وهذا الأمر طاول كل المستوى العالمي، فالجائحة غير المسبوقة ضربت الفئات الوسطى في شمال العالم وجنوبه، وهذه هي أبرز فئات الإنتاج والاستهلاك وتنشيط الدورة الاقتصادية وضمان الاستقرار، والملاحظ أنَّ قطاعات اقتصادية كاملة مرتبطة بهذه الفئات؛ خصوصاً أنَّها بحاجة إلى خطط للإنقاذ، فهناك مشروعات إنتاجية صغيرة ومتوسطة لا تعد ولا تحصى تم إغلاقها، وإلى جانبها ضربت قطاعات مؤثرة جداً بحاجة إلى توفير الدعم، في مقدمها على سبيل المثال قطاع السياحة العالمي، واستطراداً: الترفيه، ويليه من حيث الأهمية القطاع العقاري. ولا شك أن القرارات التي ستتوصل إليها القمة ستولي هذا الجانب ما يستحق من أهمية.

صحيح أنَّ الوضع الراهن حتَّم أن تكون القمة افتراضية عبر تقنية الفيديو، بسبب اشتداد الموجة الثانية من الجائحة، ما سيحول دون عقد لقاءات ثنائية تعالج خلالها مباشرة الكثير من المعضلات. غير أنَّ العمل الدؤوب الذي شهدته السعودية، والسباق مع الزمن في التحضير للقمة العالمية، سيوفر الأسس الصلبة لعملية إعادة إطلاق مرحلة من التعافي على كل المستويات مستندة إلى إرادة عالمية موحدة، وهذا الأمر سيؤكد المكانة التي باتت السعودية تتبوأها اليوم.

تنعقد قمة المجموعة الاقتصادية الكبرى برئاسة السعودية ولأول مرة في المنطقة العربية؛ مع ازدياد قدرة قيادة المملكة على بناء مروحة علاقات قوية مع كل الدول المؤثرة في العالم، وهي اليوم في قمة مجموعة العشرين تمثل عن جدارة العالمَين العربي والإسلامي، وهي الجهة المؤتمنة والقادرة على نقل قضايا هذه البلدان واهتماماتها، وهذا يحسب لها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مجموعة العشرين» في قمة الرياض الاستثنائية «مجموعة العشرين» في قمة الرياض الاستثنائية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025
  مصر اليوم - محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon