توقيت القاهرة المحلي 05:48:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«غرفة عمليات مشتركة» و«حرب استنزاف»... لأي نهاية؟

  مصر اليوم -

«غرفة عمليات مشتركة» و«حرب استنزاف» لأي نهاية

بقلم:حنا صالح

استهلَّ لبنان مئويته الثانية على قيام «لبنان الكبير» وهو في مواجهة مع تحدي التفكك والاندثار. دُفع قبل حرب أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى نفق خطير، نتيجة سيطرة مفروضة تحت ضغط السلاح الفئوي و«تسويات» حاكها «حزب الله» مع شركائه في نظام المحاصصة الغنائمي، غطت المنهَبة مقابل اختطاف الدولة. لمصلحة قوة طائفية – عسكرية لها مشروعها البديل، فبات البلد مع نهاية الشهر الثامن على حرب «المشاغلة»، التي حوّلت جنوبه إلى حزام من نار في أرضٍ محروقة، أشبه بالمحكوم بالإعدام ينتظر تنفيذ الحكم! قبل حرب أكتوبر كانت صور مدن وبلدات وشوارع قطاع غزة ومخيماتها تُبرز حيويةً ظاهرةً وعمراناً وازدهاراً نسبياً لافتاً للمراقبين رغم الحصار الإسرائيلي الجائر والتسلط الداخلي. فتحولت تحت وطأة حرب التوحش والإبادة الجماعية إلى ركام مدن مستباحة موبوءة لا أمن فيها ولا أمان وغير صالحة للعيش. ماذا عن الغد؟ ماذا عن اليوم التالي لحرب الاقتلاع والتدمير؟ هناك نهاية لكل حرب، والحرب التي بدأت يوم 7 أكتوبر ليست مغايرة، خصوصاً أنها لن تسفر عن انتصار واضح رغم أرجحية القوة الصهيونية.

يهدد بيني غانتس بإطاحة حكومة الحرب لأن رئيسها نتنياهو يرفض نقاش «اليوم التالي» على حرب غزة. واقعياً انتهت الحرب بمعنى المواجهات العسكرية الواسعة بعدما خلفت إبادة خطيرة، كشفت أمام أوساط واسعة في العالم حجم التوحش الإسرائيلي، ما بدّل الكثير من القناعات وإن لم تتحول بعد إلى سياسات رسمية. ولا يبدل في الصورة العامة كمين هنا وآخر هناك،

وحتى بضعة صواريخ تستهدف مستوطنات الغلاف وحتى تل أبيب. لا يناقش نتنياهو الأمر لأنه لم يفصح عن استراتيجية خروجٍ من هذه الحرب هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى يريدها أن تطول إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، مما يؤجل حتماً الحساب الذي لن يتمكن من الفرار منه. يستفيد من كمين ما، ويراهن على رشقة كاتيوشا، لترويج مزاعم عن المضي في استئصال قدرات «حماس»، وتدَّعي آلة القتل الصهيونية أن حرق مخيم لاجئين في رفح وتفحيم الأطفال لأنه مخيم لـ«حماس» قبل أن تصفعها الوقائع فتتراجع في مناورة مفضوحة الأهداف. وهناك اليوم من قدم له «غرفة عمليات مشتركة» من رفح إلى الجنوب اللبناني واليمن، و«حرب استنزاف»، فتستمر التعبئة الداخلية لمواصلة المخطط التدميري الذي يضع الفلسطينيين أمام «ترانسفير» يحاكي أخطار عام 1948! فلماذا الأرق الذي قد يُحدثه البحث بـ«اليوم التالي»؟ وفي لبنان يتمسك «حزب الله» بربط مصير الجنوب بغزة، وعملياً مصير كل لبنان. ولا يقدم أي جواب بشأن «اليوم التالي» لبنانياً. وتتحدث أوساطه، بعد لقاء نصر الله مع عضو المجلس السياسي لـ«حماس» خليل الحية، عن «غرفة عمليات مشتركة من غزة ورفح إلى الجنوب واليمن»، والهدف «استنزاف العدو» وإلحاق خسائر به لم يتحسب لها. والخسائر حقيقية مع اعتراف العدو مؤخراً بإصابة 950 منزلاً، لكن الاستنزاف يرتدّ على لبنان كارثةً ونكبةً مع تدمير نحو ألفي منزل من أصل نحو 10 آلاف أُصيبت بأضرار لتتحول القرى إلى أرضٍ محروقة.

ويمكن القول مجازاً إن العشرات من بلدات الشريط الحدودي سيكون متعذراً إعادة إعمارها ولو توافرت الإمكانات، والأخطر أنها قد لا تكون صالحة للعيش لفترة غير قصيرة نتيجة التلوث بسموم القنابل الفسفورية والقنابل غير المنفجرة! يُغفلون عمداً كل إشارة إلى حقيقة الوضع في جنوب الليطاني لجهة الإيغال في طحن العمران وتدمير أساسيات الاقتصاد الزراعي في المنطقة، ويُغفلون الإشارة إلى التداعيات على المواطنين والجنوب والبلد. لكن في النهاية ما الذي سيتْبع حرب الاستنزاف هذه، حيث يملك العدو المبادرة والتفوق والاختراقات الأمنية والاستخبارية؟ يقول الشيخ نعيم قاسم: كلما طالت الحرب سنكون على استعداد لإعلان الانتصار (...) لأنه وفق محور الممانعة، هدف حرب الاستنزاف التقدم خطوة جديدة في مسار «نصر إلهي» جديد؟ «النصر الإلهي» بعد حرب عام 2006 تُرجم بقضم السلطة: احتلال بيروت واقتناص «الحزب» الثلاثية الشهيرة: «جيش وشعب ومقاومة»، و«الثلث المعطل» الذي منحه «حق» الفيتو على الدولة، مما مهَّد للتسوية الرئاسية عام 2016، وكونه الجهة التي قدمت في الترسيم البحري تنازلات عن الثروة والسيادة، رهانه على «مسار بِرّي – هوكشتين» لترتيبات تضمن أمن المستوطنين في شمال إسرائيل، كما هو حاصل بالنسبة إلى حقل غاز «كاريش»، وإنهاء الشغور الرئاسي، على قاعدة موازين قوى متغيرة لمصلحته... وبعبارة أخرى، رغم الدمار والدماء والنزوح الكبير، فإن «الانتصار» تَحقق على الداخل اللبناني، والثمن المطلوب قد يراعي شكلياً حقوق الطوائف وحصص متزعميها! لكنه سيفرض عملية جراحية بتركيبة النظام وتوزيع المناصب واستحداث بعضها، مما يعني أن عنوان «حزب الله» للمرحلة الجديدة هو «الاطمئنان» الذي يتأمن عندما يكون تحت قبضته القرار السياسي والأمني - الدفاعي والمالي، وتترسخ تالياً الهيمنة الإيرانية!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«غرفة عمليات مشتركة» و«حرب استنزاف» لأي نهاية «غرفة عمليات مشتركة» و«حرب استنزاف» لأي نهاية



GMT 18:32 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

فنّانو سوريا

GMT 18:31 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة

GMT 18:31 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 18:30 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

2024: البندول يتأرجح باتجاه جديد

GMT 18:29 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 18:27 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

رائحة في دمشق

GMT 18:26 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«هشام وعز والعريان وليلى ونور وكزبرة ومنى ومنة وأسماء»

GMT 16:40 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

الوطن هو المواطن

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon