توقيت القاهرة المحلي 06:56:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان... فرصة للتسوية ولدرء العدوان!

  مصر اليوم -

لبنان فرصة للتسوية ولدرء العدوان

بقلم:حنا صالح

تحمل «المرحلة الثالثة» من حرب التوحش الصهيوني مخاطر كبيرة على لبنان، ومخاوف من متغيرات لا تترك مجالاً للمضي في «مواجهات محسوبة». خطر توسع الحرب هو اليوم أكبر منه في أي وقتٍ آخر، وتبدو المساعي الخارجية، الأميركية والفرنسية، أكثر جدية لإبعاد خطر انتقال الحرب على غزة إلى لبنان!

المخاوف استثنائية من أن تكون باكورة «المرحلة الثالثة» جريمة اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، دشنت مرحلة اغتيالات نوعية، ووضعت احتمال توسيع المواجهة أمام صفحة تنذر بتفلت كبير. ارتفعت هذه المخاوف بعد خطاب نصر الله الذي وصف الاغتيال بجريمة «لن تبقى دون ردٍّ أو عقاب»، رغم أنه حصر قتال «المقاومة» في الجبهة «بحسابات مضبوطة». وبالرغم من أنه قدم «إذا» الشرطية لذهاب لبنان إلى الحرب إن بدأ العدو بشنها، فإن العملية الاستباقية الإسرائيلية في قلب الضاحية الجنوبية كسرت كل حكايا «قواعد الاشتباك»، وأسقطت ما كان يعول عليه من توازن في الردع!

في هذا السياق أنهى مستشار الرئيس بايدن لشؤون الطاقة عاموس هوكشتين مباحثاته في تل أبيب وشملت كل أعضاء حكومة الحرب، وبدأ وزير الخارجية الأميركية بلينكن جولته الرابعة في المنطقة منذ بدء «طوفان الأقصى»، تحت عنوان «منع اتساع رقعة النزاع». وعلى الأرجح سيسمع بلينكن في إسرائيل ما سمعه هوكشتين، عن «نافذة زمنية قصيرة للتوصل إلى تفاهمات دبلوماسية» مع «حزب الله»، وإلاّ فإن «الجيش الإسرائيلي سوف يزيل التهديد» الذي يسمح «بالعودة الآمنة» للإسرائيليين إلى المستوطنات!

تعرف القيادات الصهيونية أنها تندفع في مسارٍ محرج للأميركيين، خصوصاً في سنة الانتخابات الرئاسية مع تراجع حظوظ الرئيس بايدن. تتصلب وتدفع الأمور أكثر، مستفيدة من غطاء أميركي غربي منح تل أبيب دولة الاحتلال حق الدفاع عن النفس! ويبحثون في حكومة الحرب الصهيونية عن انتصار كبير يرضي التنمر الصهيوني، يسوقونه داخلياً كإنجاز، ما قد يساهم بتخفيف وطأة الاتهامات التي تحاصر نتنياهو وتشدد على مسؤوليته الشخصية بكل ما حدث يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وتحاصر القيادات العسكرية التي عجزت عن التعامل مع التحدي الذي شكله «طوفان الأقصى»، وتالياً عجزها اللاحق عن القدرة على تنفيذ الأهداف التي رُفعت وأبرزها استعادة الرهائن بالقوة.

ويبدو أن ويلات غزة غير كافية لترضي المتطرفين الصهاينة. لا يكفيهم القضاء على البشر والحجر وشبه استحالة العودة مع أرضٍ موبوءة بعشرات ألوف الجثث المطمورة تحت الركام... فتندفع تل أبيب لاستكمال شطب التمثيل السياسي الفلسطيني، يقابل إجرامها أحاديث انتصارية على أثير بعض التلفزة والمواقع مستندة إلى إطلاق رشقات صاروخية دون أي توقف عند تأثيرها الفعلي على مسار المواجهة! أحاديث تعوّد عليها الناس، يعرفون أنه لا يعول عليها لتغطية المآسي الرهيبة التي ستبقى قطرة في بحر كوارث ما بعد صمت المدافع وتوقف الرشقات!

لبنانياً يغيب الإبداع وتتكرر اللغة الخشبية على ألسنة المسؤولين الذين يعيشون حالة انفصام عن الناس ووجعها. يتغنى البعض أنه في زمن اختطاف «حزب الله» للدولة، تمكن «الحزب» من «فتح جبهة بطول 110 كلم، وحقق نتائج عسكرية» (...) ويلفت نصر الله إلى أن الجهات الدولية تبعث بالرسائل لأن «حزبه» قوي، وتطول السخرية القرارات الدولية! يتجاهلون واقع نجاح العدو بتحقيق إصابات موجعة على صعيد استهداف المقاتلين، ويتفاخرون أنه لم يتمكن من إسكات مصادر النيران، فـ«المشاغلة» أربكته! سردية خطيرة يعلمون أن الناس، التي «تأكل الضرب»، غير مقتنعة بها، فتبادل الضربات لا يعبر عن تناسبٍ في تبادل الخسائر وتوازنها، كما أمل الشيخ نعيم قاسم الذي قال: «اتخذنا قرارنا بأن نكون في حالة حرب... لكن بتناسب ينسجم مع متطلبات المعركة»! يبسطون الأخطار في تقديم قراءات تتجاهل المخاوف الداخلية والقلق الخارجي من أن الحرب ستضر بلبنان بمقدار ما فعلت بغزة، وسيطول الناس بأرواحهم ما لحق بالغزاويين، ويعلم المواطن العادي أن كل المعطيات التي كانت قائمة خلال حرب تموز عام 2006 ليست متوفرة. فلبنان مع تسلطهم بات معزولاً ومن دون أي حماية، وليس بوسعه تجييش أي تأييد خارجي!

في هذه الحرب التي تطرق الأبواب، إلا إذا... كل اللبنانيين رهائن، لأنهم ابتلوا بطبقة سياسية انتهت من زمن صلاحيتها الوطنية عندما توزعت بين مشاركٍ مراهن ومتفرج صامت على إيران التي تستثمر في الخلل الوطني، فيتعاظم الدور الداخلي للحالة الميليشياوية لـ«حزب الله»، الذي تحدد دوره وسلوكه كما الميليشيات الشبيهة في حماية مشروع إيران الكبرى ومصالحها!

هناك فرصة للتسوية ولدرء العدوان، ممرها الإجباري التمسك المطلق بالقرار الدولي 1701 من دون «إذا» الشرطية وكفى تذاكياً! فالقرار الأممي كان وما زال بوليصة لبنانية، لأنه بالعقل كل ما يجري لا يعني أن دولة العدو تحتضر، وليست إسرائيل «أوهن من خيوط العنكبوت». فكفى تعريض المواطنين الذين أذلهم النهب والإفقار المتعمدان وانتهكت إنسانيتهم، ليتحولوا اليوم «أضاحي» على مذبح مصالح نظام الملالي!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان فرصة للتسوية ولدرء العدوان لبنان فرصة للتسوية ولدرء العدوان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon