توقيت القاهرة المحلي 21:39:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرئاسة اللبنانية: كلهم انتصروا بانتظار أي تسوية!

  مصر اليوم -

الرئاسة اللبنانية كلهم انتصروا بانتظار أي تسوية

بقلم - حنا صالح

أدرك الموفد الفرنسي جان إيف لودريان قبل وصوله إلى بيروت أنه مع التوازن السلبي بين «معارضة» النظام و«موالاته» دخل الاستحقاق الرئاسي في إجازة طويلة. وجد أمامه ساسة يعلنون كلهم الانتصار بعد الجلسة الـ12 لانتخاب رئيس للجمهورية! «حزب الله» مبتهج وفريقه بما يرونه رسوخ مرشحهم فرنجية وصلابة تكتله، في حين قوى «التقاطع» لا سيما الثنائي جعجع وباسيل، يطالبون «الثنائي المذهبي» بسحب مرشحه المهزوم! والأكيد أن السياسي الفرنسي استعاد خلال لقاءاته نعوتاً وصف بها أركان الطبقة السياسية بأنهم: «سياسيون لا يلتزمون تعهداتهم، يتقاعسون عن أداء واجباتهم، منعدمو القدرة على تقديم الحلول»! فهل توقع نتائج مغايرة لما يعرفه عندما عاد لمحاورتهم بحثاً عن سبل الخروج من الشغور الرئاسي؟

على الأرجح لمس الموفد الفرنسي أن مرشح «التقاطع» (أزعور) لم ينتصر ومرشح «الموالاة» لم ينهزم! وراجح بأن من التقاهم تجاهلوا الإشارة إلى «إنجازٍ» تمثل في التقاء المتنافسين على تزوير الانقسام الحقيقي القائم بين كثرة شعبية موجوعة وبين موجعيها! ولعله لاحظ أيضاً ارتياحاً لدى هذه القوى؛ كونها لا تتعرض لأي ضغط شعبي، فالمواطن الذي «أشغلوه ببدنه» وفق وصفة الحجاج بن يوسف لأهل العراق، لم يعد يعير الشغور الرئاسي اهتمامه لانشغاله بالبحث عن الرغيف وحبة الدواء، وبات في موقع القبول بالتطبيع مع الجوانب الجديدة للانهيار، ما دام يفتقر للأدوات الكفاحية للدفاع عن حقوقه المنتهكة!

ولأن الزائر الفرنسي يعرف أن لا عوامل داخلية أو خارجية مواتية لابتداع ما ينهي الشغور، توجه بسؤال إلى محاوريه عما إذا كانوا يقبلون بمرشحٍ توافقي، وما الآلية لتحقيق ذلك؟ لقد أخذ في الاعتبار أن جلسة 14 يونيو (حزيران)، لم تكن لانتخاب رئيس للبلاد بقدر ما كانت اقتراعاً للإقصاء، عكست نسبياً ميزان قوى نيابياً رافضاً لمنحى «حزب الله»، التعطيل من أجل الفرض، لكن لا ترجمة له؛ لأنه آنٍ وغير مؤثر على ميزان القوى الاستراتيجي في البلد، نتيجة الخلل الوطني المقيم. والدليل أن الأكثريات الـ«14 آذارية» السابقة لم تحقق ما سعت جهات ساذجة لترويجه؛ لأنها لم تمنح أولويةً لتعديل ميزان القوى، ليكون ممكناً إعادة بناء الدولة واستعادة الدستور كما كانوا يرددون.

«معارضة» النظام «المتقاطعة» مع التيار العوني هي اليوم أمام منعطف لـ«التوافق» على الرئيس. أمامها قلق من سؤال الآلية الغائبة، وعدم اليقين حيال أجندة الحوار؛ ما أيقظ المخاوف من أن «حزب الله» الذي يلبس لبوس «داعية حوار»، يضع فائض قوته على الطاولة من أجل انتزاع «ضمانات» له، لسلاحه اللاشرعي، تكون مكرسة في الدستور والمؤسسات! فبعد الانتخابات البرلمانية التي أسقطت أكثريته، تشدد في التعامل مع الاستحقاق الرئاسي ملوحاً بأنه لا يزعجه الاستثمار في الشغور الرئاسي والفراغ في السلطة، وهو ككل الآخرين في موقع غير المهتم بتداعيات ذلك على المواطنين والبلد!

في جولة الحوار غير المباشر عبر لودريان التي لم تحرك المياه الراكدة، برزت المطالب العرقوبية لـ«حزب الله»، وهو الذي لم ينجح بفرضها طيلة العهد العوني عندما احتكر القرار. مطالب عبّر عنها محمد رعد أمام الموفد الفرنسي، تجاوزت الاتفاق على اسم الرئيس لتطال مصير السلطات اللبنانية كلها؛ لأن «وجود رئيس جمهورية حليفٍ للحزب غير كافٍ كي يطمئن لموقعه في المعادلة من دون أن يكون شريكاً فعلياً في الحكم»، على ما أكدته جهات موثوقة! يعني دعوات الحوار «حمالة الأوجه» التي يتم تردادها، تتجاوز «تسوية» العام 2016 وتسعى إلى «دوحة2»، استناداً إلى فائض القوة والخلل الوطني، والرهان على شركاء «أخصام» تشارك معهم تركيبة سياسية قتلت الممارسة الديموقراطية، وألغت المساءلة والمحاسبة، وحولت البرلمان إلى «لويا جيرغا»... تركيبة قد تكون طيّعة مقابل مكاسب ضيقة والحفاظ على دور موهوم لها في إدارة الأزمة التي ستكون على حساب المسحوقين، ولا يلتفت إلى حرج البعض ووضعه آخرون أمام الحائط!

في طروحات «حزب الله» ما يشي بأن فرصة وصول فرنجية للرئاسة تراجعت، لكنه متشبث به. وفي طروحاته لم يعد يكتفي بالقرار واحتكاره تشكيل الحكومات أقله منذ العام 2011، وإلزام السياسة الرسمية رؤى وتوجهات الفريق الممانع، بل انتقل إلى المطالبة بضمانات دستورية تعيد النظر حكماً باتفاق الطائف من دون تسميته، والأرجح أنه يراهن على «تفهم» فرنسا الساعية لترميم صورتها من جهة، والحريصة من الأخرى على ضمان مصالحها الاقتصادية النفعية في لبنان وأبعد منه وصولاً إلى إيران!

ظالم ومدعٍ وغير حقيقي الزعم أن انتخاب الرئيس، ضمن موازين القوى الحالية، ستنتج منه حكومة فاعلة منتجة، ويعيد إحياء المؤسسات، ويحقق الانتظام العام. ولئن كان النهج الذي استثمر بالانقسام الطائفي، كما «الثنائي المذهبي»، نجح في فرض التحاقِ أكثرية نواب التغيير بخيار ليس خيارهم ونهج لطالما رفضوه، فأحدث تصويتهم الفارق الوطني بوجه تجبر «الحزب»، فهذه الحصيلة متعذر تقريشها لصالح الناس. إن مسار تغييب القضايا الحقيقية الاجتماعية وترابطها مع القضايا الوطنية، والسكوت على مخطط تزوير الانقسام، أدى إلى تبييض صفحة المتسلطين، وتلميع دور باسيل، وذهاب «حزب الله» بعيداً في طروحاته!

على ركام البلد الذي يتسع، بعد تحطيم قدرات الناس وسلبهم مقدراتهم، ليس بسيطاً ما ينتظر المواطنين من جموح المتسلطين ورغبات الاقتلاع أو الاستئثار على حساب أساسيات النهوض وأولوياته... فكي لا تبقى الهزائم من حصة الأكثرية الشعبية، ويتقدم خطر تلاشي البلد، هناك تحدٍ مرفوع بوجه بعض نواب التغيير والمستقلين، لملاقاة الناس والقوى «التشرينية» لوصل ما انقطع؟ لأنه الممر الإجباري المفضي إلى ميزان قوى جديد يبلور البديل السياسي القادر على استعادة الدولة المخطوفة والقرار وتحرير الرئاسة وفتح الملفات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئاسة اللبنانية كلهم انتصروا بانتظار أي تسوية الرئاسة اللبنانية كلهم انتصروا بانتظار أي تسوية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon