توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قمة فيلنيوس على وقع تعثر الهجوم الأوكراني المضاد!

  مصر اليوم -

قمة فيلنيوس على وقع تعثر الهجوم الأوكراني المضاد

بقلم - حنا صالح

تنعقد اليوم وغداً قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا. التوقيت مثالي لقراءة متأنية للوضع الدولي، ونتائج الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها على دول «الناتو»، وبالأخص البلدان الأوروبية التي تشهد توترات اجتماعية واسعة على خلفية الحرب التي جرفت كل القوى الدولية إلى أتونها!

تنعقد القمة على وقع تعثر الهجوم الأوكراني المضاد الذي صدم حكومة كييف، وجاء عكس تطلعات الغرب؛ فالتقدم المتواضع جداً، تحرير 107 كيلومترات مربعة من نحو 100 ألف كيلومتر تحت السيطرة الروسية، كلّف أوكرانيا ثمناً بشرياً كبيراً، وأتى على أكثر من ربع الأسلحة الغربية الحديثة التي زُوِّد بها الجيش الأوكراني. لكن الأخطر أن هذه الحرب المروعة يمكن أن تتوسع في أي لحظة إلى حربٍ شاملة. وأي خطأ في الحساب، مقصوداً كان أم غير مقصود، يهدد بكارثة نووية! موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات بشأن مخططات تستهدف محطة «زابوريجيا» النووية. كما لا يبدو من تصريحات الرئيس الروسي السابق ميدفيدف أي قلق من الخيار النووي، ولم تكلف أي جهة عناء الإجابة عن السؤال: ماذا عن اليوم التالي إذا ما رجح هذا الاختيار؟!

عشية القمة لفت الانتباه رئيس ليتوانيا، الدولة المضيفة، بأنه على قمة الأطلسي في مواجهة الحرب الروسية تأكيد الوحدة والتضامن مع أوكرانيا، والتزام الدفاع الجماعي. وسلط وزير خارجيته الضوء على أمن الجناح الشرقي للحلف، وتوجيه رسالة بأن «ضمان أمن منطقة البلطيق مهم للحلفاء». ولأن جدول الأعمال يركز على قضايا الردع والدفاع وزيادة استثمار في الإنفاق الدفاعي لا يقل عن 2 في المائة من الناتج الإجمالي لدول الحلف، فإن طرق الدبلوماسية والحوار بحثاً عن حلول صعبة تحقن الدماء وتوقف الدمار تبدو مقفلة، وما من جهة تحدثت عنها. وعلى الأرجح أنه بمعزل عن التطورات الميدانية، ستجدد قمة الأطلسي التعهد بمواصلة الدعم المادي والعسكري لأوكرانيا خدمة لأهدافٍ يتوخاها الحلف، ويتطلب تحقيقها كسر شوكة روسيا بإلحاق الهزيمة العسكرية بها!

وسط هذا المناخ اعترف زيلينسكي رئيس أوكرانيا بأن «الهجوم المضاد أبطأ مما هو مطلوب»، لأن دول «الناتو» ترددوا في «منح أوكرانيا مقاتلات (إف –16) ما أضعف إمكانات الجيش، وأثّر على سير الهجوم المعاكس». وحثَّ وزير دفاعه ريزنيكوف دول الأطلسي على اعتبار بلاده «ساحة تدريب للصناعة العسكرية في العالم»، فإن أراد الحلفاء «معرفة ما إذا كانت أسلحتهم تعمل بشكلٍ جيد ومدى فاعليتها، وما إذا كانوا بحاجة إلى تحديثها فلا توجد ساحة اختبار للأسلحة أفضل من أوكرانيا»! بالتأكيد هذا الحديث الخطير الذي يستسهل استباحة أوكرانيا قد يترك تداعيات سلبية، فالأسلحة الروسية والغربية تجري تجربتها بالشعب الأوكراني!

حرب مجنونة كان يمكن تفاديها، وتفادي تقدم السرديات التاريخية على الأخلاق والإنسانية. الناس – الجنود، ممن هم في قلب المحرقة كما بقية المواطنين خارجها، لا يحسب لهم أي حساب، والحرب ستطول لأن أوكرانيا تقول إنها لم تزج بعد قوات الاحتياط في الحرب، وهناك ما يقرب من 9 ألوية متكاملة العدة والتسليح الغربي جرى تدريبها على أيدي خبراء «الناتو». يقابلها استدعاء روسيا لأعداد كبيرة وابتكار في عمليات التمركز والدفاع إلى تطور نوعي في التكامل بين الأسلحة، ولم يؤثر تمرد «فاغنر» على الجبهات المترامية في شرق أوكرانيا وجنوبها، فاستمر الجيش الروسي عند الخطوط الدفاعية التي أقامها لاستنزاف المهاجمين، وفي المحصلة هناك مئات الألوف سقطوا قتلى وجرحى وملايين اللاجئين ودمار مخيف وفوق كل ذلك عمليات تغيير ديموغرافي متواصلة!

مع انعقاد قمة الأطلسي لا شيء يشي بأي تغيير ميداني. كل الهجمات الأوكرانية تتحطم على القشرة الدفاعية، وحقول الألغام تُشتت المهاجمين. وإذا تأكدت البيانات بأن الروس حسموا حرب الدبابات، مع تدمير كل الدبابات الألمانية «ليوبارد 2» الحديثة وأكثر منها دبابات «تشالينجر» البريطانية وأعداد كبيرة من المركبات الأميركية «برادلي»، فذلك سيفضي إلى انهيار أهداف كييف وداعميها، لأن المتبقي من حيث كثافة نار المدفعية والسيطرة على الأجواء ليس في خانة الجيش الأوكراني! والخطير بروز شكوك كبيرة حول إمكانات الأطلسي المضي طويلاً في تسليح لا طائل منه، بينما سيكون متعذراً استقبال المقاتلات الأميركية «إف - 16» في مطارات أوكرانيا، أما مخاطر استخدامها مطارات خارج أوكرانيا، فذلك يدخل العالم في المجهول!

في عواصم أوروبية وفي مراكز الأبحاث ولدى صناع الرأي، هناك أسئلة حقيقية تفرضها تطورات الحرب الروسية على أوكرانيا. منها مثلاً: ماذا لو استمر الهجوم المضاد فترة أطول من دون تحقيق نتائج جدية؟ فهل بوسع أوكرانيا تحمل الاستنزاف المرهق؟ وكيف تنظر الحكومات الأوروبية إلى التحول في مزاج الناخبين وتقدم اليمين المتطرف، إلى التداعيات الناجمة عن وطأة التضخم الكبير وارتفاع الأسعار؟ وماذا لو انتصر بوتين رغم الثمن الباهظ؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة فيلنيوس على وقع تعثر الهجوم الأوكراني المضاد قمة فيلنيوس على وقع تعثر الهجوم الأوكراني المضاد



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon