توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنا أشك.. إذاً أنا زعيم «فيس بوك»!!

  مصر اليوم -

أنا أشك إذاً أنا زعيم «فيس بوك»

بقلم - نشوى الحوفى

قديماً وضع الفيلسوف الفرنسى رينيه ديكارت قاعدته الفلسفية الشهيرة التى أوضح بها أن الشك أساس التفكير وأن من يفكر فهو على قيد الحياة. فكانت المعادلة الفلسفية «أنا أشك إذاً أنا أفكر. أنا افكر إذاً أنا موجود».

ولكن فى زماننا بات الشك وسيلة زعزعة الانتماء والعقيدة والإيمان. وأصبح التشكيك يستند على تجهيل المعلومة وتغييب العقول ونشر الأكاذيب، ولا عزاء للفكر، دون اقتصار الأمر على محدودى التعليم أو من هم معدومو المعلومة أو السُذج أو الجُهال، ولكن امتد إلى من يعتلون المناصب وأساتذة الجامعة وفنانين وخريجى جامعات ومُعممين لا يملون من حماية شكوكهم بعبارات الدين وآياته فرضاً لهيمنة التشكيك التى باتوا يدمنونها. نعم، سار التشكيك فى كل شىء أسلوب حياة، دعمه انتشار وسائل التواصل الاجتماعى التى باتت منبر من لا منبر له، فأنتج لنا زعماء «الفيس بوك» الفضائى الوهمى!

أعلم، بحكم قراءة المشهد الكونى، أن هذه الظاهرة ستزداد بقوة فى الفترة المقبلة، لا بمنطق الفوضى المراد نشره وحسب فى بلادى والمنطقة، ولكن بمنطق لويس التاسع، قائد الحملة الصليبية السابعة على مصر، حين تم أسره فى دار ابن لقمان بالمنصورة الغالية، حين قال: «تلك شعوب لا يقضى عليها السلاح ولكن يقضى عليها التلاعب فى قيمهم وعقيدتهم وما يؤمنون به». وهكذا صاغ لويس التاسع -المهزوم فى بلادى على يد فلاحى أرضها قبل المماليك- منطق نظرية التشكيك ببساطة.. التلاعب فى الأدمغة وتسييح منطقها وصهر قيمها لتكون مستعدة لهدم بلادها فى حرب لا هوادة فيها.

مثالاً لما أقول شائعة أن مصر ستقترض مبلغ 5 مليارات دولار لرد قيمة شهادات قناة السويس! خبر لا يمتلك أساس الحياة إلا بين الجهل وأشياعه، ولكنها وجدت طريقها بسهولة بين الناس، يتقدمهم من يدعون الفكر والفهم والتحليل، بينما مصدر معلومتهم موقع مجهول لم نسمع به من قبل! تجادلهم بالمنطق فتقول إنه، وبغضّ النظر عن تجهيل الموقع وغموض المصدر فى الخبر، فإن العقل يتساءل عما يدفع مصر لإصدار شهادات لقناة السويس فى العام 2014 بأعلى فائدة وقتها وكانت 12.5% بينما كان يمكنها الاستدانة بفائدة تتراوح بين نصف و1.5%؟ فيجيبونك بأن القناة لم تحقق أرباحاً قيل إنها ستكون 13 مليار دولار فى عام واحد! فتُخرج لهم كافة التصريحات التى تقول إن تلك تصريحات الفريق مميش وإنه قال إنها ستتحقق بحلول 2023 وليس فى عام. توضح لهم قيمة القناة وكيف حفرناها فى عام واحد بطول 73 كم بينما قناة بنما جرى توسعتها فى ثمانى سنوات بطول 89 كم بتكلفة 5 مليارات دولار ولم يتكلم أحد. تحدثهم عن قيمة القناة لطريق الحرير العالمى للتجارة، وقطعها الطريق على إسرائيل فى إنشاء خط سكك حديد بين يافا وإيلات، فيسفسطون بمهاترات من دون معلومة!

خذ مثلاً المنتخب وحجم السخرية التى يواجهها مع مدربه الذى ندين له بفضل لملمة أشلاء الفريق بعد ما تعرّض له فى 2011 من انهيار مُدوٍّ، وبعد أن كانت طموحاتنا تنحصر فى الصعود لكأس العالم، بات التشكيك فى قدرة الفريق على اللعب من أساسه!

وهكذا، يا سادة، بين اقتصاد وسياسة وكرة قدم وقيم وتقاليد وعلاقات وتربية بات التشكيك مهنة الباحثين عن مكانة أو المأجورين لهدم بلادى. أؤمن بالشك القائم على الفكر، لا على هوى النفس، فهل من وعى لما يحاك لنا؟

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا أشك إذاً أنا زعيم «فيس بوك» أنا أشك إذاً أنا زعيم «فيس بوك»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon