توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خاشقجى وحصار السعودية

  مصر اليوم -

خاشقجى وحصار السعودية

بقلم - نشوى الحوفى

هل تهتم الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا بحق بقضية اختفاء الكاتب السعودى جمال خاشقجى، الذى يسمونه معارضاً ومنشقاً عن النظام الحاكم فى المملكة؟ سؤال هادئ فى مشهد يموج بالتصعيد من كلتا الدولتين تجاه السعودية، فقضية خاشقجى الذى اختفى منذ 2 أكتوبر بمدينة إستانبول التركية وقيل إنه لم يخرج من قنصلية بلاده، أخذت منحى متصاعداً من قبل أنقرة وواشنطن، رغم أن تركيا ذاتها متهمة بقمع الصحافة وسجن الكثير من الصحفيين منذ يونيو 2016 بتهم دعم فتح الله جولن خصم أردوغان، كما أن ترامب ذاته الذى أعرب عن قلقه من اختفاء خاشقجى فى تصريحات له متهم بمعاداة الصحافة الناقدة له فى بلاده بينما أعلنها صراحة منذ أيام م ن لا يدفع لا يستحق الأمن، لذا دعونا ننظر إلى القضية عن بعد لفهمها، لقد أعلن أردوغان اتهامات صريحة للسعودية بأنها وراء اختفاء خاشقجى، الذى قال عنه إنه صحفى وصديق له، بينما تعرفه أمريكا بالناشط فى مجال حقوق الإنسان، أما السعودية فتصنفه كأحد عملاء المخابرات الأمريكية ضدها، وهنا نسأل: هل من مصلحة المملكة التخلص من شخص مثل خاشقجى؟ ربما تكون الإجابة نعم، ولكن لماذا تتخلص منه فى قنصليتها بدولة تتوتر علاقتها معها؟ لماذا لم تتخلص منه بعيداً عن القنصلية؟ ولذا فالمنطق يرفض المشهد المعروض، حيث تزامن اختفاء خاشقجى مع تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب المهينة للسعودية عن ضرورة دفعها ما يلزم لحماية الولايات المتحدة لها واستقرار عرشها، تلك التصريحات التى أثارت الشكوك حولها لمن قرأ التاريخ منذ منتصف القرن الماضى، حينما وقعت المملكة اتفاق كوينسى مع واشنطن لينص على احتكار أمريكا التنقيب عن البترول فى المملكة واستثمار أرباح المملكة من بيعه فى أمريكا وضمان تدفق البترول السعودى لأمريكا مقابل حماية واشنطن لأمن واستقرار نظام الحكم السعودى، ولذا كان السؤال ما الجديد الذى تريده أمريكا من السعودية التى لم تبرح مكان المنتج المنفذ والمطيع لسياسات واشنطن فى المنطقة منذ سنوات؟ ولم تعمد الإهانة؟ ثم كان الموقف التركى الذى استخدم لهجة حادة فيما يتعلق باختفاء خاشقجى بدءاً من استدعاء السفير السعودى بأنقرة لسؤاله حول الحادث، مروراً باتهام السعودية بأنها وراء إخفائه فى قنصليتها بإستانبول، ليصرح ولى العهد السعودى محمد بن سلمان لبلومبرج باستعداده السماح لتركيا بتفتيش القنصلية بحثاً عنه! انتهاءً بتصريحات أردوغان أن على السعودية إثبات مغادرة خاشقجى لقنصليتها فى إستانبول،. أتوقف عند تقرير نشره موقع «الثقافة الاستراتيجية» الأمريكى منذ يومين وتناول تلك الأزمة بالتصريح بأن خاشقجى الذى كان على علاقة بإلإدارة الأمريكية الساعية لاحتواء المعارضين السعوديين، قد يكون سبباً أساسياً فى حدوث شرخ فى العلاقات السعودية الأمريكية، حيث تشعر واشنطن بالقلق، وقال التقرير إن جميع الرهانات متوقفة إذا كان السعوديون قد قدروا أن المخابرات الأمريكية تتلاعب بالفصائل المعارضة داخل العائلة المالكة والنخبة السعودية لدفع مشروع تغيير النظام فى الرياض بهدف التأثير على خلافة الملك سلمان الذى يريد وضع ولى العهد على العرش، وكيف سيؤثر ذلك على استراتيجيات إدارة ترامب الإقليمية، حيث تلعب السعودية دوراً محورياً فى التحالف الأمريكى، ومن هنا يمكن القول إن قضية خاشقجى وبغض النظر عما يحيط بها من غموض، تبدو كحبل يتم لفه حول عنق المملكة فهل ستواصل دفع الثمن؟ وإلام تنتهى تلك المناورة؟ ليس لها من دون الله كاشفة

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خاشقجى وحصار السعودية خاشقجى وحصار السعودية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon