توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بن كارسون» لم يكن فى فصل أبلة «ميرفت»!

  مصر اليوم -

«بن كارسون» لم يكن فى فصل أبلة «ميرفت»

بقلم - نشوى الحوفى

منذ أيام، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى فيديو للمُدرسة التى سجلت فيديو لطفل فى أولى سنوات عمره الدراسية، وهو يتوسل لها أن تتركه ينام منادياً إياها بمسمى «يا حاجة»، بينما كانت تضحك! تتوقف أمام الفعل وتندهش من غياب القيم التى يأتى فى مقدمتها معنى الرحمة أو المسئولية القائمة على الإنسانية. فالمُدرسة الفاضلة لم تتفهم حاجة الطفل ولم تدرك مهامها فى الفصل كمعلمة، ولا فى الحياة كبديلة عن الأم فى غيابها. ولم أقتنع بمبررات بعض المدرسين لفعلها، وأن سببه سلوكيات الطلاب وضعف الراتب الذى لا يتجاوز 1500 جنيه!!

لم تكن المدرسة وحدها فقط من يستحق المساءلة فى هذا المشهد، ولكن أيضاً الأسرة التى لا بد من سؤالها عن أسباب احتياج الطفل للنوم، وما إذا كان قضى ليلته ساهراً لأى سبب دون مراعاة لمواعيد نوم وحاجة الجسم للنوم، أو كان مريضاً، وأجبرته الأسرة على الذهاب للمدرسة؟ مشهد يشير لغياب مفهوم التربية فى المؤسستين المعنيتين بها فى بلادى، ألا وهما الأسرة والمدرسة.

وتذكرت العالم والطبيب والسياسى الأمريكى، ووزير الإسكان والتنمية الحضرية فى حكومة ترامب، وأحد عباقرة جراحة المخ والأعصاب فى العالم «بنيامين كارسون»، الذى شاهدت قصة حياته فى فيلم سينمائى وتابعت مساره من يومها، لأدرك كيف يمكن أن تغير معلمة وأم مسار الحياة للإنسان مهما كان حجم أدائه، فـ«بن» -كما يحلو له اختصار اسمه- كان طفلاً لأم لا تجيد القراءة والكتابة، تزوجت وعمرها 13 سنة من زوج سرعان ما تركها بعد إنجابها لطفليها بنيامين وأخيه، ما اضطرها للعمل من أجل توفير أساسيات الحياة لهما، وفى مقدمتها التعليم الذى أصرت عليه وبقوة رغم وحدتها وفقرها وأميتها. بالإضافة إلى إحساس ابنيها بأنهما لا يمتلكان الذكاء الكافى لاجتياز مراحل التعليم، ولكنها أصرت بيقين أنه لن ينقذهما من مصيرهما المؤلم سوى التعليم وإثبات الذات، فكانت تصر عليهما أن يقرأ كل منهما كتاباً كل أسبوع يستعيرانه من المكتبة العامة، ويقدمان لها تقريراً عنه. ورغم أمّيتها كانت تدعى القراءة، وتضع علامات على السطور وكأنها ملاحظات ثم تشكرهما وتحثهما على قراءة غيره رغم معارضتهما.

فى ذات الوقت كان بنيامين فى إحدى مدارس ديترويت يعانى تأخراً فى درجاته، ما سبّب له سخرية زملائه فى الفصل متهمين إياه بالغباء وهو ما صدقه، إلا أن معلمته كانت دائمة التشجيع له على ما يحققه، وإن ضعف حجم الإنجاز. فإن تحسنت نتيجته فى الامتحان من «ضعيف جداً» إلى «ضعيف»، قدمت له التحية أمام الفصل كله، وهى تشكره على ما قام به دون تعنيف أو تقليل من جهدٍ، حاثةً إياه على مواصلة الطريق بجد.

وهكذا واصل بنيامين كارسون طريقه فى الحياة بين قلب أم لم يهزمه الفقر، وهجر الزوج والوحدة، ووعى معلمة تدرك مهامها فى الفصل والحياة، حتى تخرج فى جامعة ييل، أهم جامعات العالم، وعمل مديراً لقسم جراحة المخ والأعصاب بمستشفى جون هوبكنز منذ عام 1984، وحتى تقاعده فى عام 2013، فكان رائداً فى مجاله الدقيق، وكان له سبق فصل توأم ملتصق عند مؤخرة الرأس وتطوير أساليب علاج أورام الدماغ الجذعية، وغيرها من الإنجازات الطبية التى أهلته للحصول على 60 شهادة دكتوراه فخرية، كما مُنح وسام الحرية الرئاسى فى عام 2008، وهو أعلى جائزة مدنية فى الولايات المتحدة.

قارنت بين أم ومعلمة كارسون، وبين طفل فيديو النوم، وتساءلت: متى تحرك الإنسانية مسارنا؟

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بن كارسون» لم يكن فى فصل أبلة «ميرفت» «بن كارسون» لم يكن فى فصل أبلة «ميرفت»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon