توقيت القاهرة المحلي 12:57:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستثمار فى مصر (9) خطط الحكومة المحدودة

  مصر اليوم -

الاستثمار فى مصر 9 خطط الحكومة المحدودة

بقلم - نشوى الحوفى

تابعت تصريحات دكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، منذ أيام حول مستهدفات الحكومة الاقتصادية من خلال خطة التنمية المستدامة متوسطة المدى والممتدة للعام 2022. وجاء حديثها عن الاستثمار مخيباً للآمال. حيث ذكرت وزيرة التخطيط أن من بين أبرز المستهدفات التى تسعى الحكومة لتحقيقها زيادة صافى الاستثمار الأجنبى المباشر من 7.9 مليار دولار فى العام 2017- 2018، إلى 11 مليار دولار فى العام 2018- 2019 ليصل بالتدريج فى العام 2022 إلى 20 مليار دولار!! وكذلك زيادة الصادرات للسلع غير البترولية إلى 35 مليار دولار بنهاية عام 2022، فقط!!

لم أصدق حجم الطموحات التى نتحدث بها عن جذب الاستثمار الأجنبى لمصر لأسباب عدة، أولها ما ظننا أننا حققناه على مدار العامين الأخيرين، وفى مقدمته إصدار قانون للاستثمار وإنشاء مركز الشباك الواحد للمستثمرين ومجلس أعلى للاستثمار، برئاسة رئيس الجمهورية، يمتلك كافة الصلاحيات لإتمام كافة المشاريع. وثانيها أن الرقم شديد الهزال إذا ما قورن بحجم الاستثمارات العالمية التى نسمع عنها من شركات لا من دول، فالقيمة السوقية لشركة «آبل» بلغت تريليون دولار، أرباح «جوجل» تتجاوز 200 مليار دولار.. رواتب العاملين فى الدولة تقترب من 25 مليار دولار!! فكيف نتحدث عن طموح جذب 11 ملياراً، بينما نحن نتحدث عن فرص استثمارية عظيمة فى منطقة القناة أو سيناء أو الجنوب أو العلمين إن أُحسن استغلالها؟

ليس هذا فقط ما أثار حزنى فى حديث الحكومة فى مجال الاستثمار والمخطط له. فحينما نعرف أن تصريحات وزارة الاستثمار عن المخطط فى جذب الاستثمار الأجنبى للعام المالى 2017- 2018 كان 10 مليارات دولار لم نحقق منها سوى 7.9 مليار دولار، يكون السؤال: هل درسنا أسباب عدم تحقيق المستهدف من الاستثمار الأجنبى؟ هل حققنا فى مدى التزام المنوط بهم تنفيذ المستهدف بعمل كل الواجب عليهم؟ هل حاسبنا المسئولين على إخفاقهم هذا؟ هل تابعنا أسباب عدم افتتاح مصانع ومشاريع تنتج وتزيد من قدراتنا الاقتصادية بتحقيق الاكتفاء الذاتى فى قطاعات، والتصدير فى قطاعات أخرى؟

قد تبدو أسئلتى ساذجة، ولكنها عادلة للمواطنين الذين تحملوا ما يخصهم فى عبء الإصلاح، راضين بما تم، عن قناعة أو بدونها، ومن هنا يبقى من حقهم أن تتحمل الحكومة تنفيذ المستهدف الذى وعدتهم به، وإن لم تفعل فعلى الأقل يُحاسَب المقصّر ويُستبدل بمن يحقق النتيجة المرجوة. وإلا لماذا تطلب الحكومة مجدداً منا أن نصدقها وهى تتحدث عن زيادة فى الاستثمار فى العام المالى الحالى رغم محدودية طموحاتها؟ بالله عليكم بأى منطق تتحدثون؟

لقد ذكر تقرير الاستثمار العالمى الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أن حجم الزيادة فى التدفقات الاستثمارية الأجنبية المباشرة فى العالم 2018 يبلغ 1.85 تريليون دولار، تستحوذ الدول المتقدمة منها على ما قيمته تريليون دولار. بينما تحصد آسيا 515 مليار دولار، وأفريقيا 65 مليار دولار، وأمريكا اللاتينية 130 مليار دولار. فإذا كنا نقع فى أفقر القارات جذباً للاستثمار، أفلا ننتهز الفرصة لنستحوذ على نصف هذا المبلغ لهذا العام؟ أى نجذب 30 مليار دولار، ونقاتل للحصول عليها بتطوير فكرنا وأدوات عملنا والتخلص من آفات الجهاز الإدارى فى مصر ورفع سقف طموحاتنا حتى لا نصاب دوماً بخيبة الأمل ومحدودية الفكر؟ فمبلغ 11 مليار دولار يعنى أن البيعة خاسرة لم تعوض رواتب وزارة الاستثمار وهيئتها وحملتها الإعلانية المذاعة على القنوات المحلية بينما المستهدف منها الاستثمار الأجنبى؟!

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستثمار فى مصر 9 خطط الحكومة المحدودة الاستثمار فى مصر 9 خطط الحكومة المحدودة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها

GMT 03:22 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ريم سامي تتألق في مهرجان الجونة السينمائي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon