توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معركة «إدلب»... حديث القوى

  مصر اليوم -

معركة «إدلب» حديث القوى

بقلم - نشوى الحوفى

بينما أتابع إعلاناً لمفوضية اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، تعلن فيه عن احتياج اللاجئين السوريين لنحو 275 مليون دولار لمساعدتهم على النجاة من تفاصيل الشتاء القريب على الأبواب، وبينما أردوغان يساوم الاتحاد الأوروبى على 10 مليارات دولار وإلا فتح أبواب تركيا للاجئين للعبور لأوروبا، أستمع لدقات طبول الحرب فى مدينة إدلب، بشمال سوريا، تعلنها القوى المتصارعة والمتحالفة على تلك الأرض الطيبة التى يبدو أن شتاء تاريخها سيطول.

وفقاً للأرقام فإن فى «إدلب»، القريبة من الحدود التركية، ما يقرب من 3 ملايين مواطن نصفهم من النازحين. وقد تم نقل المسلحين إليها من كل أنحاء سوريا، فى إطار تفاهمات سياسية قادتها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران وتركيا، بينما يوجد بها 10 آلاف مسلح من «جبهة النصرة» الإرهابية، ولو غيرت اسمها. النظام السورى يرى ضرورة حسم تلك النقطة وبتر يد الإرهاب فيها والقضاء على معاقل التسليح الممول من قوى دولية وإقليمية، تسانده فى هذا الموقف روسيا صاحبة اليد الطولى على القرار هناك، حيث أعلنت ضرورة محو المسلحين من الوجود. بينما إيران تقف على الحياد رغم إعلانها ضرورة الحسم العسكرى، فتسمع وزير خارجيتها وهو يتحدث عن محاولات لإخراج المسلحين من إدلب. أما تركيا فعلى الرغم من إعلانها «جبهة النصرة» إرهابية منذ أيام، فإنها ترفض الحل العسكرى أو إخراج المسلحين بالقوة من قبَل النظام وروسيا، وهو ما دفعها لزيادة وجودها العسكرى فى المنطقة إلى 30 ألف عسكرى والكثير من الأرتال الحربية. وكان موقفها سبباً فى فشل قمة طهران الأخيرة يوم 7 سبتمبر الحالى التى ضمت روسيا وإيران وتركيا التى يمنح موقفها دعماً لقوات التحالف بقيادة أمريكا.

على الجانب الآخر، ورغم تفاهمات قمة هلسنكى «بوتين - ترامب» منذ نحو شهرين، فإن واشنطن أعلنت عدم خروج قواتها من سوريا، مهددة النظام السورى، ومعها بريطانيا وفرنسا، بتوجيه ضربات ضده فى حال شن هجوماً على إدلب، معلنة أنها سترد سريعاً فى حال استخدم بشار الأسلحة الكيماوية، التى كانت سبباً فى ضرب سوريا بالصواريخ مرتين من قبَل قوات التحالف بقيادة أمريكا، رغم عدم وجود إثبات دامغ باستعمال قوات النظام لها.

وهنا تتوقف مع الذاكرة القريبة لتتساءل: عن أى كيماوى يتحدثون؟ فألمانيا التى تهدد اليوم بالدخول فى الحرب على أرض إدلب فى حال استخدام بشار الأسد للكيماوى، هى ذاتها ألمانيا التى باعت لنظام بشار، على مدار 30 عاماً مضت، الأسلحة الكيماوية، ثم كانت هى ذاتها ألمانيا التى أعلنت، فى أبريل 2014، العمل كوسيط لسحب الكيماوى من سوريا وتسليمه لأمريكا التى أكدت، عبر البنتاجون، إتلاف كل السلاح الكيماوى والتخلص منه بإلقائه فى مياه المحيط، ليكون السؤال: عن أى كيماوى يتحدثون فى بلد استبيحت أرضه لكل حامل سلاح؟ ثم إذا كان فى إدلب 10 آلاف مسلح من جبهة إرهابية باعتراف الجميع، أفيكون التهديد لجيش يقول هذه أرضى؟

تتوقف أمام المشهد وتدرك أنه لا تحالف دائم فى ظل مصالح القوى فى سوريا، فأردوغان الشريك المخالف لأمريكا يعزز وجوده العسكرى فى الشمال السورى، محققاً هدفه بالسيطرة على الحدود السورية، كما طالب قوات الناتو عام 2014 بالقضاء على «داعش»، بينما يفاوض روسيا وإيران على مناطق النفوذ فى سوريا. وروسيا تعلم أن لا مكانة لها بدون دحر إرهاب موّلته أمريكا وحلفاؤها وتركيا والخليج. وإيران تعلم أن عليها الاحتفاظ بحليفيها رغم إدراكها أنه لا حلف دائم. وأمريكا تحارب بأيادى من موّلوا ووُجدوا على الأرض. ولا عزاء للأبرياء.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة «إدلب» حديث القوى معركة «إدلب» حديث القوى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon