توقيت القاهرة المحلي 11:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المطبلاتية!

  مصر اليوم -

المطبلاتية

بقلم : نشوى الحوفي

فى حوار مع طبيب صديق حول منشور له تضمّن رأيه حول ضرورة مراعاة أحوال العاملين بالقطاع الصحى فى ظل أزمة كورونا بعد تزايد إصاباتهم بالفيروس، وبخاصة فى مستشفيات العزل، أعربت عن تأييدى لوجهة نظره ودعائنا لهم ليخرجوا بسلام مع كل ما يقدمونه من تضحية، لأُفاجأ بتعليق لطبيب آخر يقارن بين الأطباء والتمريض وبين رجال الجيش قائلاً بسخرية إنهم ليسوا من الجيش ليزيد الاهتمام بهم!! سارعت بالرد عليه فى إطار النقاش قائلة إنه لا وجه للمقارنة بين الأطباء والتمريض والجيش، فكلاهما يؤدى واجبه، وإنه لا يستطيع أن يحيا حياة الجيش الذى يقف على خط المواجهة طيلة الوقت لا فى الأزمة فقط، ليكون رد الطبيب أن «المطبلاتية» أمثالى يعادون الأطباء، ودليله رأيى الذى كتبته عن نقابة الأطباء وهجومى عليها؟!! تفاجأت من مستوى التفكير والحوار، فالمفترض أننى أحادث طبيباً تجاوز العقد الرابع من عمره أى أنه على مستوى من العلم والخبرة والرقى ويعلم كيفية النقاش.

كنت كتبت أنتقد موقف نقابة الأطباء التى نشرت على موقعها على الفيس بوك خطاب الأكاديمية العسكرية الداعى لعقد اجتماع لمناقشة إمكانية أن يصبح الصيدلى طبيباً وكيفية إتمام ذلك، وردها الرافض للخطاب، وكأن الفيس بوك منوط بهذا. وتناست النقابة أنه ليس من دورها وضع سياسات صحية وفقاً للائحتها، وتناست النقابة أن الفيس بوك ليس المكان الملائم للرد على منشورات رسمية مع مؤسسات الدولة، وتجاهلت النقابة تجارب مماثلة فى دول أخرى دعت لنفس الفكرة مع انتشار كورونا تحسباً لطوارئ مع تزايد أعداد المصابين والوفيات كما حدث فى بريطانيا. وقلت: لا أناقش الفكرة، فذلك اختصاص المتخصصين فى الدولة، ولكن أناقش المهنية والأداء المسئول. وبالتالى فموقف النقابة فاسد بالنسبة لى. كان هذا ما قلته، ولكن رأى الطبيب أن هذا «تطبيل»!

ثم كان نقاش آخر على منشور آخر مع أصدقاء أُخر عن مسلسل الاختيار، وكانت صاحبته قد كتبت أنه ينقصه عناصر فنية وأنه تجاهل المسيحيين فى الجيش، وجاء الخطاب بين منسى وجنوده مفتعلاً ومباشراً، فعلقت وقلت إن المسلسل لا يمكن تقييمه فى إطار الأعمال الفنية الأخرى، ولكن يمكن إدراجه فى أعمال الديكيودراما أى التى تجمع بين التسجيلى والدراما، بل يغلب عليها الجانب التسجيلى، بدليل أن الحوارات مأخوذة من الواقع، كما أننا لا حاجة لنا للتمييز بين مسيحى ومسلم، فتلك هى عظمة الجيش المصرى ككتلة منتمية لوطن، وأن الحوار الذى نراه فى المسلسل هو الحوار الطبيعى لمن عمل أو أدى التجنيد، لأُفاجأ بتعليق شخص على كلامى بأن المطبلاتية أمثالى يبررون أى موقف للدولة بالحق والباطل!! وأنه حتى المخرج رغم كونه مسيحياً خاف على أكل عيشه ولم يُظهر المسيحيين فى المسلسل؟!!

لم أنزعج من التطاول على شخصى الضعيف، فالإساءة تخص صاحبها وتعبر عنه. ولكننى حزنت من مستوى التفكير عند شخصيات المفترض فيها العلم والخبرة والقدرة على النقاش كما تدّعى طلباً للحرية وعرض فكرتها بالحجة والاستماع للآخر والاقتناع بحديثه وفقاً للمنطق أو إقناعه بحديثها وفقاً للفكر. ولكن، وكما قلتها منذ سنوات، نحن فى أزمة فى مجتمع بات فيه المؤيد للدولة مخادعاً وهو توصييف لا علاقة له بما نسعى له من قبول للآخر وقدرة على التعبير عن الرأى وتفهُّم لأبعاد النقاش وتحديد خريطة للحوار قائمة على الاحترام، لا إرهاب الإساءة ليصمت من يحادثنى وينسحب أو يرد الإساءة بمثلها. نحن فى أزمة تحتاج لجهود المجتمع ككل، بدءاً من الأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة والإعلام والثقافة. فهل ندرك أننا بشر يمكننا الاختلاف وامتلاك رؤى متعددة ومحاورة بعضنا البعض دون إساءة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المطبلاتية المطبلاتية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon