توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حقوق الإنسان.. أي إنسان؟

  مصر اليوم -

حقوق الإنسان أي إنسان

القاهرة ـ مصر اليوم

في توقيت متتالٍ، كان الإعلان عن تقريرين لحقوق الإنسان، أحدهما عن سوريا والآخر عن مصر. صدر الأول في 11 مارس الجاري، فأعلنت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في جنيف ميشيل باشيليت إدانة أوضاع حقوق الإنسان في سوريا، داعية إلى بذل الجهود للكشف عن الحقيقة وإعمال العدالة والتعويض للمضارين السوريين بمناسبة مرور 10 سنوات على اندلاع العنف المسلح في سوريا والذي راح ضحيته آلاف القتلى وعانى منه ملايين النازحين واللاجئين، فيما يكافح ملايين السوريين من أجل البقاء. كما رحّبت بالحكم الصادر مؤخراً عن محكمة ألمانية على عضو سابق من أجهزة المخابرات السورية بعدما وُجهت له تهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

ثم كان التقرير الثاني لمنظمة هيومان رايتس ووتش وأعلنته يوم 17 مارس الجاري، واتهمت فيه الجيش المصري بهدم أكثر من 12 ألفاً و300 مبنى سكني وتجاري وتدمير نحو 13 ألف فدان من المزارع حول العريش ومعبر رفح، على الحدود مع قطاع غزة، منذ عام 2013 في سيناء بسبب المواجهات مع الجماعات الإسلامية المسلحة.

تأملت التقريرين وتعجبت من فصام الرؤية الممزوج بالتضليل المتعمد، فتقرير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان تجاهل الوضع في سوريا على مدار عشر سنوات باتت فيها مرتعاً للصراع الإقليمي والدولي وتنوع فيها حاملو السلاح. لذا لا يمكن الجزم بالمتسببين فيما آل إليه حال السوريين، الذين أدموا قلب المفوضة الأممية. إذ كيف نحاسب دولة ونظاماً -رغم اختلافنا معه في نواحٍ عدة- على حقوق إنسان، بينما الدولة كلها من مؤسسات وأرض وشعب، في صراع من أجل البقاء، مجرد بقاء؟ وتذكرت ما حدث مع ريما خلف، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة عام 2017 حينما نشرت تقرير لجنة الإسكوا التابعة للأمم المتحدة وأدانت فيه ممارسات إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين، بل واتهمت إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري. وكيف ضغط عليها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويتريش لسحب التقرير أو الاستقالة، فكانت استقالتها التي قبلها فوراً، حرصاً على إرضاء إسرائيل! وتساءلت عن معنى حقوق الإنسان في المنظمة الدولية وفارق الحقوق بين سوريا المنهكة في الصراع وفلسطين مسلوبة الهوية؟

ثم كان تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش عن الجيش المصري على الحدود المصرية المطالب بحق لمن وصفتهم بالجماعات المسلحة الإسلامية، بينما هم إرهابيون وليسوا مسلمين! وتساءلت عن تلك الحالة من التغييب المطلق في تصوير المشهد من خلال صراع دولة ومسلحين معارضين لها؟! بينما تقود أمريكا تحالفاً من 40 دولة منذ عام 2014 -كما تُوهمنا- للقضاء على ذات المسلحين في العراق وسوريا ويبررون لأنفسهم ما حل بسوريا والعراق من دمار بل والبقاء على أرض ضاع منها الأمان في ظل وجودهم عليها! كما يحدثوننا عن هدم منازل وتدمير زراعات يعلمون أنها كانت تُستخدم لتهريب الإرهاب والمخدرات عبر الأنفاق، فأي تضليل هذا؟ ولماذا الإصرار على تصوير ما يحدث في شمال سيناء بغير واقعه؟

لا أعلم عن أي إنسان يتحدثون ويطالبون له بالحقوق بينما ضاع الإنسان في سوريا تماماً ويسعى الإنسان للحياة في مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقوق الإنسان أي إنسان حقوق الإنسان أي إنسان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon