توقيت القاهرة المحلي 06:27:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بايدن.. المنقذ!

  مصر اليوم -

بايدن المنقذ

بقلم: نشوى الحوفى

منذ أيام نشرت مجلة فورين بوليسى الأمريكية مقالاً حوى رؤية المرشح الرئاسى جو بايدن للسياسة الخارجية الأمريكية فى حال فوزه بالسباق الانتخابى المزمع عقده يوم 3 نوفمبر المقبل. كتب بايدن رؤيته وكأنه المنقذ.. لا لأمريكا وحدها بل للعالم أجمع!

هو يتحدث وكأن الشر والخراب والتراجع قد حدث فى بلاده منذ تركه البيت الأبيض مع الرئيس السابق باراك أوباما. فيقول: «تضاءلت مصداقية وتأثير الولايات المتحدة فى العالم منذ تركنا أنا والرئيس باراك أوباما المنصب فى 20 يناير 2017. لقد قلل الرئيس دونالد ترامب من شأن حلفاء الولايات المتحدة وشركائها، وقوّضهم، وفى بعض الحالات تخلى عنهم. لقد انقلب على خبراء المخابرات ودبلوماسيينا وقواتنا. لقد شجع خصومنا وبدد نفوذنا لمواجهة تحديات الأمن القومى من كوريا الشمالية إلى إيران، ومن سوريا إلى أفغانستان إلى فنزويلا... لقد شن حروباً تجارية غير حكيمة ضد أصدقاء الولايات المتحدة وأعدائها على حد سواء فأضر بالطبقة الوسطى الأمريكية. لقد تخلى عن القيادة الأمريكية فى حشد العمل الجماعى لمواجهة التهديدات الجديدة التى يمتاز بها هذا القرن، وبخاصة ابتعاده عن القيم الديمقراطية التى تمنح القوة لأمتنا وتوحدنا كشعب».

بايدن يُحمّل إدارة ترامب ما آل إليه الحال فى ملفات السياسة الخارجية الأمريكية، وكأن الولايات المتحدة بلد يُدار بفكر الرئيس لا بفكر المؤسسات التى تضع الخطط والمسار لسنوات ولا تسمح للرؤساء إلا بمساحة محددة للتنفيذ! وكأن الولايات المتحدة نجحت فى كافة ملفاتها وقت إدارة أوباما التى توثق التقارير فى نهاية حكمه عام 2016 نمواً هائلاً فى الديون الفيدرالية، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وتراجع ملف المساواة الاجتماعية، وزيادة أسعار الغذاء، وانخفاض عدد المنازل، وتراجع الدخل، والاستغناء عن العاملين، وتقليص عدد القوى العاملة. أما الانتصار فى ملفات السياسة الخارجية بالنسبة لواشنطن، فلم يكن أكثر من دمار لعوالم أخرى وفى مقدمتها ملف المنطقة العربية التى انهارت بنيتها التحتية بما يوازى 900 مليار دولار وفقاً لبيانات البنك الدولى عام 2019، بينما تؤكد التقارير أن 40% من نحو 60 مليون لاجئ فى العالم يأتون من المنطقة العربية.

ولكن هذا لا يعنى أن ترامب هو الأفضل من أوباما أو نائبه المرشح للرئاسة بايدن. فلا فرق بين الجمهورى والديمقراطى، فكلاهما وجهان لعملة واحدة وبخاصة فى السياسة الخارجية، فإذا كان ترامب قد منح الجولان والقدس بورق رسمى موقع لإسرائيل أمام العالم كما منحها اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان والبقية تأتى، فإن أوباما هدم لإسرائيل الكثير من البلدان العربية حولها حتى صارت الواحة الغنّاء للأمن والاستقرار! وسعى وأيّد لتمكين الإخوان من الحكم فى المنطقة ومنح قبلة الحياة لملالى إيران باتفاق «5+1» النووى. بينما ترامب هو من أكمل ما بدأه سلفه فابتز البلاد الغنية بالنفط بتهديدها بإيران وفناء عروشهم فى حال لم يدفعوا، فحصل من السعودية وحدها على 365 مليار دولار أعلن عن استثمارها فى البنية التحتية وتوفير الملايين من الوظائف لشعبه!

فى مقالته يكرر بايدن الحديث عن الديمقراطية وضرورة استعادة الولايات المتحدة قيادة العالم فى ملفها، بدءاً بإصلاح ما أفسده ترامب داخلياً ثم تطوير العلاقات مع الدول الديمقراطية واتخاذ موقف مع الدول التى لا تطبق معايير الديمقراطية، فيقول فى أحد أجزاء المقال: «كرئيس، سأتخذ خطوات فورية لتجديد الديمقراطية والتحالفات الأمريكية، وحماية المستقبل الاقتصادى للولايات المتحدة، بما يجعل أمريكا تقود العالم مرة أخرى، فهذا هو الوقت المناسب للاستفادة من القوة والجرأة التى دفعتنا إلى النصر فى حربين عالميتين وأسقطت الستار الحديدى». ثم يضيف: «تتطلع الديمقراطيات فى العالم إلى الولايات المتحدة للدفاع عن القيم التى توحد البلاد لقيادة العالم الحر... وخلال السنة الأولى لى فى منصبى، ستنظم الولايات المتحدة وتستضيف قمة عالمية من أجل الديمقراطية لتجديد الروح والهدف المشترك لدول العالم الحر». بايدن يعيد نفس مصطلحات أوباما عن الديمقراطية وتطبيقها فى العالم برؤية لم تُفضِ فى الواقع إلا لسيطرة ديكتاتورية الجماعات الملتحفة بالدين.

من هنا وجب فهم ما يُقال لإدراك ما يجرى لإتمام ما قد تم التخطيط له منذ منتصف السبعينات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بايدن المنقذ بايدن المنقذ



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا
  مصر اليوم - زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا

GMT 00:05 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن
  مصر اليوم - نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 22:40 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

وفاة مهندس في حادث تصادم بعد حفل خطوبته بساعات

GMT 13:19 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعليق البرازيلي نيمار يثير غضب عشاق الأرجنتيني ليونيل ميسي

GMT 02:36 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

صبغات لتغطية الشعر الشايب وإبراز جمال لون البشرة

GMT 14:16 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"فيرير" فيدر أفضل لاعب تنس في تاريخ اللعُبة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon