توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتح وحماس.. صراع المصالحة!!

  مصر اليوم -

فتح وحماس صراع المصالحة

بقلم: نشوى الحوفى

لا يمكن فهم الصراع الفلسطينى - الفلسطينى بين أقوى فصائله «فتح» و«حماس» بدون تتبع جذوره. فالبعض يظن أنه مجرد خلاف شب على السطح أعقاب الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، ولكن التاريخ يؤكد امتداد جذور الأزمة بين الطلبة الفلسطينيين الدارسين بجامعات القاهرة والمتأثرين بفكر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وبين الإخوان الذين كان لهم رأى آخر فى التعامل مع القضية الفلسطينية منذ خمسينات القرن الماضى.

ففى تقرير نشره المركز الإعلامى الفلسطينى فى العام 2008 جاء فيه أن الخلاف بين فتح وحماس خلاف فى الأيديولوجيا والرؤية. قادة فتح وأعضاؤها بزعامة ياسر عرفات تشبعوا بالفكر الناصرى والعروبى لتحرير فلسطين وتأسيس دولتهم مع إعلان المنظمة عام 1957، فسعوا لاحتواء جميع التيارات فى منظمتهم بمن فيهم الإخوان مثل خليل الوزير، محمد يوسف النجار، وسليم الزعنون، ويوسف عميرة. على النقيض رفضت جماعة الإخوان فى كل من الكويت والأردن وبين الفلسطينيين أنفسهم ذلك الفكر، وبخاصة مع المواجهة بين نظام الحكم المصرى والإخوان عام 1954 عقب محاولة اغتيال الرئيس عبدالناصر، وأعلنوا أن هدفهم تأسيس دولة إسلامية فى فلسطين عاصمتها القدس. ليتسع الخلاف بين الفريقين مع تأسيس جماعة الإخوان رسمياً فى غزة عام 1960 لتُخير جماعة الإخوان الفلسطينيين بينها وبين فتح. وهكذا هى عادة الإخوان.. تفرق ولا تجمع!

وهكذا كانت بدايات الخلاف مع ما آل إليه مسار القضية الفلسطينية على مر السنوات حتى كان تأسيس حماس كحركة مسلحة فى العام 1987 فى قطاع غزة، ثم اندلاع ما عرف وقتها بالانتفاضة الفلسطينية الأولى التى انضمت لها فتح وكافة الفصائل الفلسطينية عام 1988. إلا أن الأمور انتهت بالصدام بين الطرفين فى أكثر من موقف ربما أشهرها مصادمات 1992، و1994 بعد انخراط فتح بقيادة ياسر عرفات فى مفاوضات مؤتمر مدريد 1991، وتوقيع اتفاق أوسلو عام 1993 مع إسرائيل، واعتقال السلطة الفلسطينية لعدد من قيادات حماس فى محاولة لكبح الحركة المسلحة. لتتوالى الأحداث وتتسع ملامح الشقاق بين الفصيلين دون أن يشفع للقضية أى محاولة للصلح أو بيان للتوحيد. حتى كانت الطامة الكبرى عقب فوز حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 حين رفضت فتح وفصائل فلسطينية أخرى الاعتراف به، ليأخذ الصراع منحى آخر انتهى بطرد حماس لفتح من قطاع غزة واندلاع حرب أهلية بين الفلسطينيين فى البيت الواحد وشعار الجميع فيها: «من ليس معنا فهو ضدنا»! ليكون الاقتتال بأبشع مما فعل العدو الصهيونى بهم وبنا على مرأى ومسمع من العالم، ودون أن تأخذهم ببعضهم ورحمهم وأرضهم المسلوبة أى رأفة أو رحمة!

ومن يومها توالت محاولات الصلح فى العواصم العربية وفى مقدمتها القاهرة، التى تعتبر فلسطين قضية أمن قومى قبل أى شىء. فقد سعت مصر للم شمل الفصائل الفلسطينية جميعها فيما عرف بإعلان القاهرة 2005، الذى انتهى بإعلان منظمة التحرير الفلسطينية هى الصوت الرسمى الأوحد للفلسطينيين. ثم وثيقة الأسرى فى العام 2006 والتى دعت لنبذ الخلاف وتوحيد الصف، ثم اتفاق مكة 2007 بين فتح وحماس لوقف القتال المسلح بين الجبهتين وتشكيل حكومة وطنية، ثم اتفاق صنعاء 2008 الذى واصل فيها الطرفان تعنتهم وانتهى بالفشل، ثم محادثات القاهرة 2009 والتى أصرت فيها حماس على أن يكون لها غالبية الحكومة المشكلة، ثم كانت جولة من المحادثات فى 2010 فى دمشق والدوحة والقاهرة وانتهت جميعها باتفاقات لم تنفذ! ثم كان اتفاق القاهرة فى مايو 2011 على أن يتم إجراء الانتخابات فى مطلع 2012 إلا أنه تم تعليق المصالحة بعد شهر بسبب الخلاف على رئيس الوزراء والعلاقة مع إسرائيل! ثم كان اتفاق الدوحة 2012 ولكن شيئاً لم يتغير، ثم كانت مباحثات القاهرة 2014، ثم مباحثات الدوحة 2016، ثم اتفاق القاهرة 2017 الذى أعلن فيه الجميع الالتزام لحفظ حقوق الفلسطينيين. وهكذا لم يتغير شىء على مدار 14 سنة، يجتمعون ويبتسمون ويصدرون البيانات ويلتقطون الصور ويسافرون لمقارهم فى أرضهم المحتلة فيواصلون صراعهم دون إعلاء مصلحة فلسطين!؟

الخلافات بين فتح وحماس ليست لصالح فلسطين ولا أهلها، ولكنها صراع النفوذ والولاءات وتبقى المصالحة وإن رعتها تركيا ملفاً مؤجلاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتح وحماس صراع المصالحة فتح وحماس صراع المصالحة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon