توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصرنا وفشلهم في يوم الغفران

  مصر اليوم -

نصرنا وفشلهم في يوم الغفران

بقلم: نشوى الحوفى

ما زالت حرب السادس من أكتوبر 1973 علامة -وستظل- فى تاريخ البشرية، كجميع الأحداث التى أثرت فى العالم وغيرت مساره لا على المستوى السياسى أو العسكرى وحسب ولكن على المستوى المخابراتى أيضاً. هذا ليس مجرد كلام منبعه فخرى بجيش أنتمى له فى وطن يدافع عنه كلانا، ولكنه حديث عدونا لا فى كتب التاريخ التالى للحرب، بل فى كتب أصدروها حديثاً منذ عدة سنوات.

ففى إسرائيل صدر كتاب عنوانه «الأبحاث الاستخباراتية» فى أبريل من العام 2015. مؤلفه هو إيتى بارون الذى شغل منصب رئيس وحدة البحوث فى الاستخبارات العسكرية المعروفة باسم أمان فى الفترة من 2011-2015 -أى سنوات ما عرف لديهم باسم ثورات الربيع العربى-. الكتاب المكون من 7 فصول، تناول فصله الأول حرب أكتوبر وأسباب هزيمة إسرائيل فيها، وهو ما يدحض كل تلاعبهم بالألفاظ ومجادلتهم حول أنها حرب لم تحسم فيها الهزيمة لصالحهم أو النصر لصالحنا! فهم يعرفون ويدركون أنها حرب ذاقوا فيها وبال الهزيمة لا العسكرية فقط ولكن هزيمة الصورة التى صدروها للعالم بعد حرب يونيو 1967 وأكذوبة الجندى الذى لا يُهزم. فيقول المؤلف: «يجدر بنا تحديداً أن نشير إلى الفشل الاستخبارى الذى منيت به إسرائيل فى حرب يوم الغفران والحاضر بشدة حتى بعد مرور أكثر من أربعين عاماً على اندلاعها.. لقد أدت حرب يوم الغفران إلى تركيز الاهتمام على التحذير من نشوب حرب ومن قضية المفاجأة، إلا أن الدرس الأهم المستفاد من هذه الحرب أكثر رحابة واتساعاً، ويبدو أنه لا بد أن تمر سنوات طويلة لكى نتأمله بصفة أساسية من الناحية العملية أكثر من الناحية النظرية وأعنى به الاستخبارات المتوازنة التى تهتم بجوانب ومجالات أخرى يمكن أن يؤدى النجاح فيها إلى الحد من تأثيرات وتبعات المفاجآت الاستراتيجية».

إذاً هم ما زالوا يدرسون خيبتهم يوم السادس من أكتوبر 1973 ويدرسون فشلهم مخابراتياً وعسكرياً وعنصر المفاجأة الذى امتلكه الجيش المصرى بجنوده وضباطه ورجاله وقادته. ويضيف الكاتب: «على الصعيد الاستخباراتى فقد فشلت شعبة أمان «الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية» فى توقع نوايا العدو وقيامه بشن حرب فى أكتوبر 73 وفى توقيت بدء الحرب وهو ظهر السادس من أكتوبر، وبالتالى فشلت فى مجال التحذير والإنذار، وإلى جانب هذا الفشل كانت هناك ثلاثة إخفاقات أخرى هى: الفشل الاستخبارى فى تحديد الأهداف، الذى انعكس فى عجز سلاح الجو عن المساعدة فى المعارك البرية، والفشل فى ميدان بناء القوة أى فى فهم القدرات الجديدة للطرف الثانى، خاصة بالنسبة للصواريخ الشخصية المضادة للدبابات وللطائرات وصواريخ أرض-جو، والفشل فى مجال الاستخبارات العملياتية أى فى فهم استعدادت الجيش الإسرائيلى للدفاع سواء فى الجولان أو سيناء».

ويواصل العميد المخابراتى الإسرائيلى «بارون» تحليله فى كتابه عن الفشل الإسرائيلى فى حرب أكتوبر فيقول: «كانت شعبة أمان تقدر بأن مصر لن تشن الحرب إلا إذا تسلحت بطائرات مقاتلة قاذفة وأن سوريا لن تشن الحرب بدون مصر. ربما كان هذا التقدير صالحاً فى عهد جمال عبدالناصر، لكنه أغفل التغيير الجوهرى الذى حدث فى الاستراتيجية المصرية بعد تولى السادات للحكم وهو اعتزامه شن حرب لتحقيق أهداف إقليمية محدودة تتناسب مع قدرات الجيش المصرى وتؤدى إلى تحريك العملية السياسية». ويضيف بارون: «مع بداية الحرب وجد سلاح الجو الإسرائيلى نفسه أمام تشكيل من صواريخ أرض جو كثيف على الجبهتين المصرية والسورية، وركزت الاستخبارات اهتمامها على البطاريات الجديدة ولكنها لم تفلح فى فك طلاسمها وأسرارها وأخطأت خطأً كبيراً فى فهم نظرية وعقيدة استخدامها. كذلك فوجئ سلاح الجو الإسرائيلى بتشكيلات الصواريخ المضادة التى أقامها المصريون فى سيناء والتى اعتمدت على سلاح مشاة متخندق ومتمترس مزود بصواريخ مضادة للدبابات، كما فوجئ بنظرية استخدامها وعقيدتها القتالية. كل ذلك أدى إلى سقوط عدد كبير من الطائرات الإسرائيلية فى الحرب وكذلك تدمير أعداد كبيرة من الدبابات والمدرعات. مما أكد مقولة أن الفشل فى تقدير قدرات العدو يفوق الفشل فى التحذير من شن الحرب». هكذا يتحدث بارون عن فشل مخابرات إسرائيل العسكرية فى التنبؤ بقدرات الجيش المصرى وإعادة ترتيب أوضاعه، ليفشل معها الجيش الإسرائيلى فيعانى هزيمة تصاحبه ليومنا هذا.

وللحديث بقية..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصرنا وفشلهم في يوم الغفران نصرنا وفشلهم في يوم الغفران



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon