توقيت القاهرة المحلي 05:05:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الروتين.. من أبوقرقاص لمطروح

  مصر اليوم -

الروتين من أبوقرقاص لمطروح

بقلم : نشوى الحوفي

تلقيت اتصالاً هاتفياً من طبيب من مدينة أبوقرقاص أخبرنى بصوت يملؤه الشجن تأييده القائم على يقين الفهم لكل ما فعله ويفعله الرئيس عبدالفتاح السيسى للبلاد منذ تقلده مهام وزير الدفاع فى عام 2012، وانبهاره بكل ما رآه على شاشة التليفزيون خلال مؤتمر الشباب السابع الذى انعقد فى العاصمة الإدارية منذ أيام، وقال لى: مَن يصدق أن نقوم بكل هذا فى غضون خمس سنوات وقد راهن على انهيارنا الجميع؟ ولكن -والحديث له- أتألم كغيرى من بيروقراطية الموظفين مهما علا منصبهم أو كانت مسميات مهامهم. وضرب لى مثلاً بطريق أبوقرقاص - المنيا، حيث يعيش، قائلاً: «تخيلى حضرتك الرئيس خلص حفر قناة السويس الجديدة فى سنة بطول 73 كم وعمل شبكة طرق لربط مصر ببعضها بطول 3500 كم فى 5 سنين، لكن طريق أبوقرقاص - المنيا طوله 20 كم فقط، ولا يحتاج إلا للرصف لتسهيل الانتقال على الموظفين والطلبة بسلام ومن غير حوادث، لكن الطريق بيترصف من 3 سنين! ولم ينته غير 10 كم منه لحد النهارده، رغم حضور وزير النقل السابق والمحافظ لزيارة الطريق ووعودهما بسرعة رصفه!! أرجوكِ اكتبى، يمكن صوتك يوصل للمسئولين اللى مش مدركين إن الشباب اللى بيتفرج على التليفزيون مش بيصدق اللى بيشوفه رغم أنه حقيقة لأنه عايش الواقع اللى بيقول إن الأمور البسيطة لسه على حالها ومصر محتاجة مليون سيسى فى كل حتة عشان يراجع كل شىء بنفسه».

أتفق مع هذا الطبيب المواطن من أبوقرقاص فى وجود فجوة بين ما يراه الشباب من افتتاح لمشروعات ضخمة على شاشة التليفزيون، وبين ما يواجهونه فى بيئتهم على النطاق الأضيق مهما اختلفت التفاصيل، وهو ما يخلق حالة من التشتت والحيرة وربما عدم تصديق ما يحدث حولهم وكأن هناك من يتعمد إفقادهم الانتماء والإيمان بما يحدث على أرض بلادهم بسلبيته أو غياب كفاءته أو إدراكه لما يجب عليه القيام به.

تذكرت مع حديث الطبيب الفاضل ما روته دكتورة غادة والى، وزيرة التضامن، عند افتتاحها مركز التأهيل وعلاج الإدمان بمرسى مطروح مؤخراً، وقد كان لى شرف الحضور لأرى مركزاً على أعلى مستوى، ولكن قصة المركز مُبكية مضحكة. قالت الوزيرة إنه مع توليها الوزارة طلبت حصراً لكل ممتلكات وأصول الوزارة، كان منها ذلك المبنى فى مرسى مطروح الذى انتهى بناؤه فى عام 1999 لاستخدامه كمبنى لتدريب العاملين بوزارة التضامن، وتكلف بضعة ملايين، ولم يُفتتح بسبب رفض وزارة المالية التصديق على مرتبات للعاملين به، لأن وزارة التضامن لم تبلغها به قبل إنشائه!! وهكذا ظل المبنى مهجوراً حتى تم نهبه بعد أحداث يناير 2011!! وحينما علمت دكتور غادة والى بالأمر أصرت على إعادة تأثيثه وصيانته وإعداده ليكون مركزاً لتأهيل مرضى الإدمان بالمواصفات الدولية المتعارف عليها، لوجود كثافة بمستشفى المعمورة وقوائم انتظار لعلاج مرضى الإدمان فى المحافظات المحيطة بالإسكندرية. وهكذا بقى المبنى مغلقاً لسنوات فى انتظار قرار قائد لا موظف، وشتان بين الاثنين.

الرابط بين الموقفين فى أبوقرقاص ومطروح هو عقلية الموظف التى تعمل بالروتين وحاجتنا إلى من يحطم تلك العقلية ومبرراتها وأفقها الضيق، فلا معنى أن يتم رصف نصف طريق طوله 20 كم فى ثلاث سنوات كما لا معنى لترك مبنى عدة سنوات لأن لا أحد يريد اتخاذ القرار لولا طلب وزيرة التضامن قائمة أصول الوزارة. ولذا فحديثى لكل مسئول فى موقعه نحتاج لإرادة الإدارة بحساب الإمكانيات لا إهدارها بإهمالها. ووضع احتياجات المواطن البسيطة فى قائمة الأولويات ما دمنا فى موقع المسئولية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروتين من أبوقرقاص لمطروح الروتين من أبوقرقاص لمطروح



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon