توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«المنسي».. ورُسل لم نقصصهم عليك

  مصر اليوم -

«المنسي» ورُسل لم نقصصهم عليك

بقلم: نشوى الحوفى

«لماذا التركيز على المنسى فقط؟ ألم يقدم أبناؤنا مثله أرواحهم فى سبيل هذا الوطن؟ ألم نتوجّع على فراقهم كما توجّعت أسرته؟ ألم يتيتم أحفادى كما تيتم أبناؤه؟».. هكذا حادثتنى أم شهيد جلست بجوارى أثناء حضورنا احتفال كلية القادة والأركان بالقوات المسلحة بيوم الشهيد يوم الأحد الماضى بمقر الكلية.

احتضنت يد الأم المكلومة التى أُدرك حجم وجعها وأتفهّم حقيقة معنى كلماتها التى لا تحمل حسداً لتخليد بطولة المنسى، ولكنها تحمل رجاءً بتخليد بطولة شهيدها مثله، ولكننى أدركت أننا بحاجة لطمأنتها هى وغيرها.

كنت قد انتهيت من إلقاء كلمتى قبل حديثها معى، فاستأذنت اللواء طارق على حافظ، مدير الكلية، فى الحديث مجدداً لثوانٍ فرحّب وقلت: «دعونا نُخرج ما فى الصدور من تساؤل يثير بعض الحزن لدى البعض رغم أن الإجابة عليه بوضوح تشفى الصدور. لماذا المنسى وحده؟ ولماذا لا نعرف كل بطولات من ضحّوا بحياتهم لنكون هنا؟ وأجيبكم جميعاً بكلام الله (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)، أى أن هناك رُسلاً عرفناهم ورُسلاً لم يحكِ لنا الله عنهم رغم ما قاموا به من دور فى إتمام دين الله وإبلاغ رسالاته للعالمين. فهل يُقلل من دورهم أو مكانتهم أنهم لم يُذكروا ولم نعلم بهم؟ بالطبع لا فكل صاحب رسالة وكل مُضحٍّ وصاحب إنجاز ينتظر التكريم من الله قبل البشر، ويتطلع للجزاء من الخالق لا من المخلوق. فإن علمنا وكرمنا البعض دون الآخر، فتلك إرادة الله بين خلقه، لأنه هو الأعلم».

ثم ضربت مثلاً بيوم الشهيد ذاته المقترن باستشهاد الفريق عبدالمنعم رياض يوم 9 مارس عام 1969 وقت أن كان رئيساً لأركان القوات المسلحة واغتاله العدو الصهيونى أثناء تفقُّده الجبهة فى سيناء بين جنوده، وقلت: «لقد كان مع الفريق عبدالمنعم رياض فى لحظتها قادة وضباط وجنود واستُشهد بعضهم معه، ولكننا لا نعلم إلا قصة استشهاده بمفرده، فهل هذا يعنى أنه الأفضل؟ على الإطلاق!! ولكنه صار مثلاً ونموذجاً لجيل الاستنزاف وبطولاته وتضحياته. وهناك أيضاً بطل الصاعقة المصرى خالد الذكر إبراهيم الرفاعى الذى رصدت إسرائيل مكافأة لمن يقضى عليه من كثرة ما قام به من عمليات ناجحة ضد معسكراتهم قبل وأثناء حرب أكتوبر 1973 وحتى استشهاده، ولكن هل كان «الرفاعى» يقوم بعملياته منفرداً دون قواته وجنوده وضباطه؟ هل استُشهد وحده؟ بالطبع لا، ولكنه هو الآخر صار رمزاً لجيل كامل استعاد الكرامة. وكذلك «المنسى» الذى شاءت الأقدار أن يكون رمزاً لجيل كامل حرّر مصر من مؤامرة كونية للقضاء عليها. وتلك إرادة الله دون أن يُقلل هذا من مكانة من ضحّوا مثله كالجعفرى أو مبروك أو أبوشقرة أو عبيدو أو رامى حسنين أو خالد مغربى أو شبراوى أو على على... وغيرهم كُثر لا تكفى أوراق الحياة لذكر ما فعلوه».

انتهت كلماتى التى هدأت روع المكلومين ووجدت تلك الأم تحتضننى فى نهاية الاحتفال، وهى تقول لى: «ونعم بالله.. ومنهم من لم نقصص عليك».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المنسي» ورُسل لم نقصصهم عليك «المنسي» ورُسل لم نقصصهم عليك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon