توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فيله» فودة و«حرة» إبراهيم!

  مصر اليوم -

«فيله» فودة و«حرة» إبراهيم

بقلم - نشوى الحوفى

من حق كل إنسان اختيار المنبر الذى يظهر عليه ويوجه من خلاله رسالته، ومن حقنا تقييم الرسالة فى إطار النافذة المرسلة لنا من خلالها. لذا لا تحدثونى عن الأمانة والوطنية والكفاح واستقلال الرأى إن أردتم الظهور على قنوات معروفة بأنها قنوات حكومية تديرها بشكل علنى مخابرات دولها. من هنا أتوقف أمام تجربتين أثار صاحباهما الكثير من الجدل بين مؤيد ومعارض. ولكن حديث اليوم حديث يتعلق بالمنبر الذى استخدمه كل منهما.

البداية مع يسرى فودة الذى قدم بعد أعوام من إثارة الجدل عبر عمله فى «بى بى سى» و«الجزيرة» و«أون تى فى» فى مصر، برنامجه «السلطة الخامسة» على قناة «دويتش فيله» الألمانية عام 2016 قبل رفته منها مؤخراً فى صمت تام من الجانبين، بينما اتهامات بالتحرش بفتيات القناة تلاحقه!

خرج يسرى من مصر وهو يتحدث عن القمع والحريات المسلوبة والرأى المكتوم صوته فى بلادى، مُعلناً ومعه دراويش صدقوه أو روجوا له احتضان ألمانيا لفكره وروحه المناضلة. بالطبع كان البرنامج متخصصاً فى الهجوم على مصر فى غالبية حلقاته ببراعة «بياعين الهواء المفتوح»، فى زمن العالم الذى بات قرية يوجهها «شيخ الغفر» الأمريكى. كان هناك معلومات حقيقية وكان هناك معلومات مضللة ويا ويل العقول الناقدة. ولكن كان الغريب ادعاء النضال فى قناة تُعرّف نفسها صراحة بأنها الإذاعة الدولية للحكومة الألمانية للعالم الخارجى منذ إنشائها عام 1953، وهو توجه صاحَب كل الدول الاستعمارية بعد الحرب العالمية الثانية للسيطرة فكرياً وثقافياً على الدول التى كانت تحتلها عبر الإعلام. ولذا يكون السؤال: «هل يحق لأى من كان أن يعمل فى قناة حكومية تديرها مخابرات ألمانيا ويحصل على راتبه منها -وقد كان مبلغاً سخياً فى الحلقة التى خصص غالبيتها للهجوم على بلاده- ثم يدعى بعدها أنه مناضل فى سبيل الحرية؟»، وهو أمر ينطبق بنفس ذات المبدأ على قاطنى «الجزيرة» على سبيل المثال والذين لا أعرف كيف سيمكنهم العودة لمصر إن رغبوا؟

ثم كان برنامج إبراهيم عيسى فى مارس 2018 حاملاً اسم «المُختلف عليه» على قناة الحرة الأمريكية التى جاء تأسيسها فى العام 2004 بعد احتلال العراق بتمويل من الحكومة الأمريكية وتبعية صريحة لـ«سى آى إيه» معلنة فى حينها أن هدفها الوصول للعقل العربى بالقيم الأمريكية. تماماً كما فعلت أمريكا بإطلاق راديو «سوا» قبلها بسنوات لتحقيق ذات الهدف. ومن هنا يكون السؤال عن برنامج إبراهيم عيسى المختلف عليه، هل يُعقل أن نصدق أن أمريكا صانعة الملالى ووريثة الإخوان ومروجة الوهابية السلفية بأموال السعودية ودول الخليج وداعمة دعاة «البادى لانجويدج»، هل يُعقل أن تقدم برنامجاً هدفه كما تقول -على صفحة حرتها- «التأكيد على أهمية الحوار والاختلاف فى مناقشة قضايا الفكر الدينى لإعلاء ثقافة الحوار والنقاش فى الفكر الإسلامى بعيداً عن الجمود والتخشب»؟ أىّ إسلام تتحدث عنه «الحرة»؟ ولو افترضت عقلانية هذا الطرح فهل يرضى إبراهيم عيسى المناضل بقلمه أن يقبض راتبه من المخابرات الأمريكية أيا كانت المبررات؟ مع العلم استمرار تقديمه لأكثر من برنامج على إذاعة نجوم إف إم المصرية!

لا أعرف كيف صدق كل منهما نفسه ولا كيف صدقهما من تابعهما بدعوى تحطيمهما لوثنية الفكر وجموده ودعوتهما للتحرر. عفواً يا سادة فالمنبر لم يكن لائقاً بما ادعيتم من نضال ولا ما ادعيتم من وطنية.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فيله» فودة و«حرة» إبراهيم «فيله» فودة و«حرة» إبراهيم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon