توقيت القاهرة المحلي 21:22:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلسال الجدعان.. «الجعفرى» شهيداً

  مصر اليوم -

سلسال الجدعان «الجعفرى» شهيداً

بقلم - نشوى الحوفى

ربما لا تعرفه مثلى ولم تشهد صنيعه فى أيام وليالٍ كان فيها البطل والقدوة لضباط وجنود اعتبروه مثلاً فى زمن تكالب علينا فيه أشباه الرجال من بشر ودول. كما كان الهدف لعملاء الإرهاب بأى ثمن كغيره من رجال سلسال الجدعان فى جيش خير الأجناد. ولكننا لا نعلمهم ولا نسمع عنهم إلا فى لحظة صعودهم شهداء، فتتوالى الأنباء تعلن كم من مجد بنوا وكم من أمن منحوا وكم من حِمى أهدونا إياه.

هكذا كان الحال ونحن نسمع أنباء استشهاد العقيد أركان حرب أحمد الجعفرى منذ أيام فى جبل الحلال بسيناء. ونسمع نحيب كلمات الجنود والضباط، مَن عرفه منهم ومن لم يعرفه. جميعهم شهدوا أنه الغالى الذى كان صوته مرفأ أمن، وخُلقه مثال تواضع، وفعله فعل قادة يخلدهم سجل البطولة.

توقفت أمام خبر الشهادة بينما تتسع مساحة الأخبار فى العالم لإنجاز بلادى، وتمنحها مؤسسات الاقتصاد شهادة استقرار ونظرة إيجابية للمستقبل فى ظل ما أصرت على فعله فى تحديات مشهد السنوات الماضية. فوجدتنى أتساءل: وهل ننسى أن «الجعفرى» ومن قبله «المنسى والدبابة والشبراوى وحسنين والعسكرى على»، وغيرهم كُثر، كانوا أصحاب فضل فى منحنا الفرصة لنعمل ونجتهد ونسعى لتحسين الأوضاع فى إقليم تضربه أموال الإرهاب والتفتيت؟ هل ننسى أن قائمة شهداء ومصابى سلسال الجدعان هى التى منحتنا قبلة الحياة بينما أعداؤنا من خططوا لسقوطها فى قلب معركة إعادة الترسيم للحدود البشرية والجغرافية تستعر نار حقدهم لأنها لم تسقط بفعل من ضحوا بحياتهم من أجلها وأجلنا؟

هل ننسى أن سلسال الجدعان من شهداء ومصابين هم أول من دفع فاتورة إصلاح أخطاء سنوات كثيرة مضت مرات ومرات. مرة منذ ما يزيد على 20 سنة حينما قررت المؤسسة العسكرية الخصم من رواتبهم للادخار لأزمة كانت تعلم مجيئها دون علم بموعد، ومرة حينما كانوا الحامين لنا بينما مؤسسات الدولة كلها تتهاوى، ومرة حينما تلقوا عنا رصاصات غدر وإرهاب وفُجر مخابرات إقليمية ودولية وخطط صهيونية، فرحلوا عن الحياة بشرف أو عاشوا يجترون ذكريات البطولة فى صمت الإصابة، ومرة حينما بسطوا أياديهم، يداً تبنى ويداً تحمل السلاح لتحيا مصر، ومرة حينما سمعوا كلمات الأراذل تطعن فى فعلهم وتضخم مكاسبهم وتستهين بتضحياتهم بكل كذب بينما هم صامتون لا يعرفون حتى رد الأذى عن آذان أحبتهم.

هل ننسى أن الاحتياطى الذى تجاوز اليوم 44 مليار دولار بعد أن كان 12 مليار دولار فى 2014 وأن مشاريع أنفاق سيناء وحفر القناة وسحارة سرابيوم وصوامع الغلال ومحطات الكهرباء والمحطة النووية وقناطر أسيوط ومحطات التحلية والعاصمة الإدارية والمدن الجديدة وشبكة الطرق ومصنع الأسماك فى غليون ومصنع البتروكيماويات فى برج العرب واكتشافات الغاز ومراكز تسييله فى البحر المتوسط ومشاريع البناء لمئات الآلاف من الوحدات السكنية وتأمين الحياة اليومية وإعادة تسليح الجيش بما لم يحدث منذ عهد محمد على، لم تكن لتحدث لولا فعلهم.

لن ننسى سلسال المنسى والجعفرى وصحبهما.. من كانوا فى رباط فاستحقوا وصف خير الأجناد. من منحوا بلادى القدرة على مدار تاريخها لتقول كلمتها فى كل موقف ظنوا فيه موتها وهى تعلم علم اليقين أنها فى حمى الرحمن فهى الآمنة للعالمين، وفى حمى رجال من سلسال لا يعرف غير الكنانة أرضاً.

فسلام على «الجعفرى» وصحبه.. وإلى يوم لقاء.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلسال الجدعان «الجعفرى» شهيداً سلسال الجدعان «الجعفرى» شهيداً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon