توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وللاستبداد بين الناس مذاهب

  مصر اليوم -

وللاستبداد بين الناس مذاهب

بقلم - نشوى الحوفى

أتعجّب من استبداد البشر وقد حصروا تعريف الاستبداد فى سلطة الحاكم وتناسوا استبداد الرعية حين يستبد بها الجهل وسلطان المال وغياب الضمير وتسلط النفس. أتعجّب دوماً من بشر يتحدثون عن استبداد السلطان بينما الرعية فى بعض الأحيان أشد استبداداً كلٌّ وفق مبتغاه.

فحينما أنظر إلى قضية الشابة المصرية مريم مصطفى، ولا تزال جوانبها غامضة، أتعجّب من استبداد التلوُّن بمن ادعوا حقوق الإنسان وحماية حرياته وأمنه فى بلاد الإنجليز -التى اعتادت على تتبع جرائم الانتحار والجاسوسية وتوطين الإرهاب وتأسيس فروعه منها- فوفقاً لجريدة «التايمز» وتصريحات أسرة مريم فقد تجاهلت الشرطة بلاغاً ضد ذات المجموعة من نحو أربعة أشهر رغم لجوء الضحية لهم، كما أفرجت عن إحدى الفتيات المتهمات بكفالة مشروطة بدعوى عدم ثبوت التهمة! ولو كان هناك عدم ثبوت فمن أين جاءت الكفالة المشروطة؟ ولمَ لم يتم تفريغ كاميرات المتابعة فى المركز التجارى والحافلة والشارع؟ وأكرر ذات سؤال خال الضحية: ماذا لو كانت مريم إنجليزية تعرضت لذات الحادث فى بريطانيا أو مصر على يد متطرفين أو بلطجية؟

وحينما أتذكّر مشهد خالد داود وشلة المنتفعين حوله وهم يقفون أمام السفارة الإيطالية ممسكين بلافتات تندد بالداخلية المصرية بعد يومين فقط من كشف جثة «ريجينى» الإيطالى على الطريق الصحراوى فى مصر، وموقفهم الصامت متجاهلين قضية مريم وما ألمّ بها فى بلاد يدّعون ديمقراطيتها، أتعجّب من استبداد هوى الذات ومصالحها بعقول البشر ممن يدّعون التفكير بالعقل ويرددون عبارات الحرية والديمقراطية ونبذ الاستبداد سلوكاً وحكماً! فهل تتجزأ حقوق الإنسانية وفقاً للموقع الجغرافى ودرجة الأهمية؟ أم تُحسب بانتماءات المال وجهات توريده الممنوحة لمن باع أهله وعرضه وكلمته؟!

وحينما أنظر لمن يسعون بكل ما أوتوا من قوة لإثبات وجهة نظرهم، ولو بالتدليس أو التغييب أو الإنكار فيما يتعلق بإقبال المصريين على مراكز الاقتراع بالخارج لتأكيد ما سبق أن قالوه عما سيكون عليه الوضع من ضعف إقبال، أتعجّب من استبداد الجهل المقنّع بأوجه ادعاء الثقافة وأدوات التحليل.. أتعجّب من استبداد من تنادَوا بالديمقراطية والحرية واحتكروا تفسير الأمور ومن عداهم لا يفهم ومن اختلف فهو على خطأ.

أتابع استبداد الفساد والجهل وتغييب العقل قبل استبداد السلطة والنفوذ وأتذكّر كلمات «الكواكبى» حينما قال: «خلق الله الإنسان حراً، قائده العقل فكفر وأبى إلا أن يكون عبداً قائده الجهل، ولذا كان المستبد فرداً عاجزاً لا حول له ولا قوة إلا بأعوانه أعداء العدل وأنصار الجور، كما أن تراكم الثروات المفرطة مولّد للاستبداد، ومُضر بأخلاق الأفراد، ولذا كان الاستبداد أصل لكل فساد». أستمع لأحكام الشباب الخالية من معلومة فى التاريخ والسياسة والاقتصاد والمستندة على تغريدات من هنا وتعليقات من هناك ومقتطفات من شاشات فقدت الهوية، فأتساءل عن أى حرية يتكلمون بينما الجهل يستبد بهم؟ وعن أى فساد يتناقشون وقد فسدت رؤيتهم فباتوا لا يسمعون ولا يتبعون إلا من رضى لهم الحديث؟

ارفضوا استبداد الجهل والهوى والمال كما ترفضون استبداد السلطة.

نقلا عن الوطن القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وللاستبداد بين الناس مذاهب وللاستبداد بين الناس مذاهب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon