بقلم - نشوى الحوفى
هل من باب المصادفة أن يتواكب هجوم العدوان الثلاثى بقيادة أمريكا على مواقع سورية عسكرية فجر السبت، مع هجوم نظمه 14 تكفيرياً على معسكر للجيش المصرى بوسط سيناء فى فجر اليوم نفسه؟ هل هو من باب المصادفة أم من باب التخطيط المسبق؟
أعلنت سوريا عدم وقوع خسائر فى الأرواح واقتصار الأمر على الخسائر المادية، وأعلنّا خسارتنا فى بلادى لثمانية من الشهداء وخمسة عشر مصاباً فى معركة انتهت بمقتل 14 تكفيرياً كان من بينهم أربعة مجهزون بأحزمة ناسفة. ربما كان لهذا علاقة بمد حالة الطوارئ فى مصر لمدة ثلاثة أشهر فى كل ربوعها لمواجهة إرهاب جاءنا ممولاً مدعوماً كما حدث فى كل بلد عربى سقط فى براثن الفوضى. ولكننى أتوقف هنا أمام الفعل الغربى والفعل العربى، وكلاهما مثير للتساؤل.
فالفعل الغربى، بقيادة الولايات المتحدة وحليفتيها بريطانيا وفرنسا، لم ينتظر نتائج لجنة تحقيق أممية ولم يتحرك تحت غطاء تفويض دولى. ولكنه قرار يذكرك بغزو أفغانستان بدعوى مكافحة إرهاب لم ينتهِ منذ سبعة عشر عاماً، وحرب العراق بمبرر القضاء على سلاحها النووى الذى لم يعثروا عليه ثم اعترفوا تحت ضغوط باعتمادهم على أدلة غير كافية وغير دقيقة. ليس هذا وحسب ولكنه تجاهل تصريحات «كارلا ديل بونتى» عضو لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة للتليفزيون السويسرى ونشرتها «واشنطن تايمز» الأمريكية يوم السبت الماضى قالت فيه إن شهادات الضحايا تشير بقوة إلى أن المعارضة وليست الحكومة السورية هى التى استخدمت غاز السارين خلال الهجوم الكيميائى الذى حدث مؤخراً فى سوريا. لكنها لفتت النظر لحاجة اللجنة لإجراء المزيد من التحقيقات!! فلِمَ كانت العجلة فى توجيه الضربة إلى سوريا.. ولِمَ لم تحترم أمريكا وحليفتاها اللجنة الأممية؟ اللهم إلا إذا كان السبب توجيه ضربات لدفاعات الجيش السورى ولمركز جمرايا العلمى على الحدود اللبنانية!
ثم أقف أمام الموقف العربى الذى لا يقل تجاوزاً عن الموقف الغربى بشكل يقترب من الخيانة لأمة كانت تسمى «عربية». فموقف السعودية وقطر كان مرحباً داعماً لتوجيه الضربة بدعوى حماية المدنيين؟ ولا أعرف عن أى مدنيين تحدثتا وقد مولتا الجماعات جبهة النصرة وداعش فى سوريا مع تركيا والإمارات والكويت منذ بدء الأزمة؟ ولا أعرف عن أى مدنيين تحدثتا وقد استضافت كل منهما ميليشيات صُنفت بأنها إرهابية تحت مسمى المعارضة المسلحة؟ ثم كان الأغرب ترحيب الرئيس الأمريكى بحجاج بيته الأبيض من أمراء كلتا الدولتين اللتين دفعتا ثمن الضربة من جيبنا الخاص حين وقعت السعودية اتفاقية التسليح مع أمريكا بقيمة 400 مليار دولار ودفعت قطر 12 ملياراً و300 مليون دولار ثمن 35 طائرة إف 16 ومنظومة صواريخ حديثة. وكان الأغرب هو بيان الخارجية الأمريكية الذى وجهته للكونجرس للتصديق على صفقة الأسلحة لقطر ونشرته «نيويورك تايمز» منذ يومين وقالت فيه «إن قطر قوة مهمة للاستقرار السياسى والتقدم الاقتصادى فى منطقة الخليج العربى»!! وهكذا تغيرت قطر من راعية وممولة للإرهاب إلى قوة للاستقرار السياسى، والمعنى فى بطن قاعدة العيديد التى انطلق منها ضرب سوريا بالصواريخ.
ومن هنا يبقى السؤال: عن أى قمة عربية نتحدث وأى عرب ننتظر؟
نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع