توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أى إسلام ستختار؟

  مصر اليوم -

أى إسلام ستختار

بقلم - نشوى الحوفى

لا تتعجب من العنوان، ولا تتسرع فى الفهم، ولا تغضب، ولكن اقرأ معى تلك السطور المتواضعة لتدرك حالة الهوان التى أوصلنا أنفسنا لها حين صدّقنا مسميات حذّرت منها نبوءة خاتم النبيين ونبّه لها من أوتوا العلم بحق دون أن يتاجروا به. وأكرر سؤالى لك: أى إسلام صنعته الصهيونية ستختار؟

هل ستختار الوهابية السلفية التى قال أمير قبلتها ولىّ العهد السعودى محمد بن سالمان مؤخراً لـ«الواشنطن بوست» إنهم نشروها بطلب من الحلفاء، وكان يعنى أمريكا وصحبها، لمواجهة المد السوفيتى بعد الحرب العالمية الثانية؟ الوهابية السلفية التى ادعت أنها تسير على نهج السلف الصالح، فكان كل تطور فى الحياة بدعة حتى قيادة المرأة للسيارة! وكل فكرة وقوع فى المحظور والحرام، فتجمّد الفكر وتخلف الضمير وباتوا تابعين لغرب يغتصب هويتنا ويستنزف مواردنا! السلفية الوهابية التى لم تمتلك شجاعة الضمير لتواجه حقيقة فصامها حين كان ملوكها يدعمون التطرف فى كل بلد عربى باسم الدين وينفقون المليارات على المساجد الداعية لهم فى الغرب بينما ملايين من العرب عامة والمسلمين على وجه الخصوص يموتون جوعاً وجهلاً؟

أم شيعة الملالى فى إيران التى قالت وثائق الأمريكان والموساد إنهم صناعة أمريكية خالصة لبثّ الفُرقة والتفتيت فى منطقة الشرق الأوسط منذ صعودهم للحكم فى العام 1979، فرفعوا اسم الله زوراً وكنّوا ثورتهم بالإسلامية كذباً، فكانت أولى حروبهم مع العراق أريقت فيها دماء مئات الآلاف من الأبرياء واستنزفت ثروات الجارين وقد كانا من أكبر دول الإقليم الشرق أوسطى. ثم كان إعلان الاستسلام من الخمينى دون كلمة اعتذار لشعبه المنهك قمعاً وحرباً وفقراً باسم الدين! وسرعان ما بدأت حرب الوكالة والنفوذ وتمويل الحلفاء بين وهابية الرياض وملالية طهران وكله باسم الدين! أى دين؟ قلت لك الإسلام!

ربما ستختار طائفة الإخوان التى موّلها الانجليز منذ عشرينات القرن الماضى فى مصر. تصدق أن «البنا» إمام، وأن رسائله عقيدة وحياته نبراس! ربما ما زلت تصدق أنه دعا لوحدة المسلمين دون أن تدرك أن هدف وجوده كان تفرقتهم وتفتيتهم بعد رسالة من اللورد كرومر المعتمد البريطانى لسلطات بلاده عن وحدة المصريين وعدم القدرة على التفرقة بين المصرى والمسيحى إلا بذهاب كل منهم لدار عبادته، فكان لا بد من شرذمة الجميع ونثرهم تحت مسميات ما فتئت تخرج من عباءة التنظيم، فذلك حرس خاص وهؤلاء قطبيون وأولئك بنّاؤون. ثم سرعان ما خرجت شياطين القتل باسم الدين بعباءات متعددة من قلب جماعة اتشحت بسواد الفهم، فذلك داعشى وهذا قاعدى! يمكن أن تكون ممن اختار الدعاة الجدد «دعاة البادى لانجويدش- لغة الجسد» فانبهرت بحديثهم عن الأخلاق وتفعيل حياة المسلم بالزهد والبساطة والبعد عن المغالاة، بينما يتنفسون الكذب ويعيشون حياة القصور ويمارسون قشور الدين لا جوهره ويتهادون بكتيبات تحوى ملصقات تكافئ بها نفسك كلما فعلت حلالاً! أو ربما اخترت طريق «فتح الله جولن» التركى المقيم فى بلاد العم سام مؤسس حركة خدمة التى تدعو لإسلام حداثى متسامح!! ويكأن الإسلام رجعى غير متسامح!! «جولن» الذى يشبه الدعاة الجدد وترفض واشنطن تسليمه لحليفها فى أنقرة الذى يتهمه بالانقلاب عليه! بينما هو جزء من لعبة نشر إسلام بلون مختلف فى بلاد عدة عبر 40 ألف مدرسة يديرها بفكره وفهمه!

وهكذا صار دين الله فى يد خلق الله تجارة وسياسة وصهيونية. فماذا أنت بفاعل؟

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أى إسلام ستختار أى إسلام ستختار



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon