بقلم - نشوى الحوفى
لا تتعجب من العنوان، ولا تتسرع فى الفهم، ولا تغضب، ولكن اقرأ معى تلك السطور المتواضعة لتدرك حالة الهوان التى أوصلنا أنفسنا لها حين صدّقنا مسميات حذّرت منها نبوءة خاتم النبيين ونبّه لها من أوتوا العلم بحق دون أن يتاجروا به. وأكرر سؤالى لك: أى إسلام صنعته الصهيونية ستختار؟
هل ستختار الوهابية السلفية التى قال أمير قبلتها ولىّ العهد السعودى محمد بن سالمان مؤخراً لـ«الواشنطن بوست» إنهم نشروها بطلب من الحلفاء، وكان يعنى أمريكا وصحبها، لمواجهة المد السوفيتى بعد الحرب العالمية الثانية؟ الوهابية السلفية التى ادعت أنها تسير على نهج السلف الصالح، فكان كل تطور فى الحياة بدعة حتى قيادة المرأة للسيارة! وكل فكرة وقوع فى المحظور والحرام، فتجمّد الفكر وتخلف الضمير وباتوا تابعين لغرب يغتصب هويتنا ويستنزف مواردنا! السلفية الوهابية التى لم تمتلك شجاعة الضمير لتواجه حقيقة فصامها حين كان ملوكها يدعمون التطرف فى كل بلد عربى باسم الدين وينفقون المليارات على المساجد الداعية لهم فى الغرب بينما ملايين من العرب عامة والمسلمين على وجه الخصوص يموتون جوعاً وجهلاً؟
أم شيعة الملالى فى إيران التى قالت وثائق الأمريكان والموساد إنهم صناعة أمريكية خالصة لبثّ الفُرقة والتفتيت فى منطقة الشرق الأوسط منذ صعودهم للحكم فى العام 1979، فرفعوا اسم الله زوراً وكنّوا ثورتهم بالإسلامية كذباً، فكانت أولى حروبهم مع العراق أريقت فيها دماء مئات الآلاف من الأبرياء واستنزفت ثروات الجارين وقد كانا من أكبر دول الإقليم الشرق أوسطى. ثم كان إعلان الاستسلام من الخمينى دون كلمة اعتذار لشعبه المنهك قمعاً وحرباً وفقراً باسم الدين! وسرعان ما بدأت حرب الوكالة والنفوذ وتمويل الحلفاء بين وهابية الرياض وملالية طهران وكله باسم الدين! أى دين؟ قلت لك الإسلام!
ربما ستختار طائفة الإخوان التى موّلها الانجليز منذ عشرينات القرن الماضى فى مصر. تصدق أن «البنا» إمام، وأن رسائله عقيدة وحياته نبراس! ربما ما زلت تصدق أنه دعا لوحدة المسلمين دون أن تدرك أن هدف وجوده كان تفرقتهم وتفتيتهم بعد رسالة من اللورد كرومر المعتمد البريطانى لسلطات بلاده عن وحدة المصريين وعدم القدرة على التفرقة بين المصرى والمسيحى إلا بذهاب كل منهم لدار عبادته، فكان لا بد من شرذمة الجميع ونثرهم تحت مسميات ما فتئت تخرج من عباءة التنظيم، فذلك حرس خاص وهؤلاء قطبيون وأولئك بنّاؤون. ثم سرعان ما خرجت شياطين القتل باسم الدين بعباءات متعددة من قلب جماعة اتشحت بسواد الفهم، فذلك داعشى وهذا قاعدى! يمكن أن تكون ممن اختار الدعاة الجدد «دعاة البادى لانجويدش- لغة الجسد» فانبهرت بحديثهم عن الأخلاق وتفعيل حياة المسلم بالزهد والبساطة والبعد عن المغالاة، بينما يتنفسون الكذب ويعيشون حياة القصور ويمارسون قشور الدين لا جوهره ويتهادون بكتيبات تحوى ملصقات تكافئ بها نفسك كلما فعلت حلالاً! أو ربما اخترت طريق «فتح الله جولن» التركى المقيم فى بلاد العم سام مؤسس حركة خدمة التى تدعو لإسلام حداثى متسامح!! ويكأن الإسلام رجعى غير متسامح!! «جولن» الذى يشبه الدعاة الجدد وترفض واشنطن تسليمه لحليفها فى أنقرة الذى يتهمه بالانقلاب عليه! بينما هو جزء من لعبة نشر إسلام بلون مختلف فى بلاد عدة عبر 40 ألف مدرسة يديرها بفكره وفهمه!
وهكذا صار دين الله فى يد خلق الله تجارة وسياسة وصهيونية. فماذا أنت بفاعل؟
نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع