توقيت القاهرة المحلي 05:23:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تو دو إن رمضان!

  مصر اليوم -

تو دو إن رمضان

بقلم - نشوى الحوفى

كنت أجلس فى مكتبى قبل أيام قليلة من بدء رمضان حين فاجأنى أحد معارفى الشباب من العاملين فى بيع الكتب بالدخول علىّ. جلس ثم مد يده لى بعلبة صغيرة من الكارتون المكتوب عليها باللغة الإنجليزية عبارة «To Do In Ramadan» (لتفعله فى رمضان). سألته بدهشة عما بداخل تلك العلبة الصغيرة؟ فأجابنى بابتسامة هادئة أنها هدية لى بمناسبة الشهر الكريم.

فتحت العلبة لأجد بداخلها أجندة مكتوباً عليها نفس عنوان العلبة الخارجية، ومعها دائرة كارتونية مزدوجة الوجهين عرفنى أنها عداد للتسبيح بدلاً من السبح وأصابع اليد والعداد الصينى! ثم كانت دهشتى حينما وجدت «فرخ» من الورق اللاصق، مقسم فى داخله 30 دائرة صغيرة كُتب على كل منها فعل عليك القيام به فى رمضان!! فهذه لأداء الصلاة فى وقتها وتلك لصلة الرحم وهذه للصدقة وأخرى لقراءة القرآن... وهكذا! فسألت مرة أخرى بدهشة: وما هذه الدوائر اللاصقة؟ فأجابنى أنه استيكر أقوم بلصقه فى صفحة من صفحات الأجندة كلما فعلت ما به تماماً كما كانت معلماتنا يفعلن معنا فى الصغر حينما كن يلصقن نجمة أو أى رسمة تقديراً لفعلنا المطلوب فى الدراسة!

وأكمل الشاب قائلاً: «تو دو إن رمضان، ده أكتر حاجة بتبيع النهارده فى سوق الكتب! حضرتك عارفة أنا ممكن ما أبعش فى اليوم ولا كتاب لكن ممكن أبيع من تو دو إن رمضان يومياً ييجى بـ1000 أو 1500 جنيه! أصابتنى الدهشة، فالعاملون فى مجال صناعة ونشر الكتب يعلمون كيف تراجع الإقبال على الكتاب الذى لم يعد هدفاً أساسياً. وأن ما يتحدث عنه صديقى الشاب من مبلغ لهو رقم عالٍ جداً.

فسألته مجدداً عن سعر هذا الـ«تو دو»؟ فقال إن سعره 75 جنيهاً ولما بيزيد الطلب عليه وبيقل بنبيعه بـ85 جنيهاً؟! صُعقت وفتحت بُقّى وأنا غير مصدقة فتكلفته لا تتجاوز 10 جنيهات على الأكثر! فأكمل قائلاً أنها هدية منتشرة بين شباب الطبقة الهاى والروش لبعضهم قبل رمضان!

أمعنت النظر فيما أمامى وتأملته سارحة فيما وصلنا له من قشور التدين التى لا علاقة لها بصميم المعنى والجوهر من عبادات وسلوكيات أمرنا بها الدين. فهذا التو دو إن رمضان ما هو إلا وسيلة تجارية لا تختلف عن جوهر ما يقدمه الدعاة الجدد لروادهم، ولا تختلف عن مظاهر التدين التى يقدمها مشايخ السلفيين لتابعيهم والشىء لزوم الشىء على رأى نجيب الريحانى. فلو أنت من رواد الدعاة فلك التو دو وعداد التسبيح وربطات الحجاب التركية وترقيق الحروف بما يتناسب والوضع الاجتماعى. أما لو كنت من رواد مشايخ السلفية فهناك السواك والنقاب الأسود - ولازم يكون أسود هباب- وهناك السروال الأبيض والقميص اللى تحت الركبة والأهم زبيبة الصلاة السودا المقشفة فى قلب جبهتك والتى لا علاقة لها بالعادة الدينية بقدر ما هى من الأمراض الجلدية!!

أى مسخ صرنا؟ لقد صار التدين مظهراً على كل لون وكل طبقة وكل أيديولوجية. بينما الدين علاقة سرية بين العبد وربه والتدين خلق يعكس ما تؤمن به. وتساءلت: متى ندرك حقيقة الاتجار بعقولنا؟ واستعبادها من قِبَل من ادعوا تعليمنا الدين والإيمان؟ ومتى نفيق من غيبوبة المظاهر الدينية التى لم تمنحنا فقط مسخ العقل ولكن تقسيم المجتمع وكل واحد و«تو دوهه»!!!

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تو دو إن رمضان تو دو إن رمضان



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon