توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب صليبية جديدة ضد الإسلام فى أوروبا

  مصر اليوم -

حرب صليبية جديدة ضد الإسلام فى أوروبا

بقلم - نشوى الحوفى

وقّع نحو 300 شخصية عامة فى فرنسا، من بينهم «ساركوزى»، الرئيس الفرنسى الأسبق، و«شارل أزنافور»، المغنى العالمى، على بيان يطالب بحذف آيات من القرآن الكريم لأنها، من وجهة نظرهم، تحرض على العنف وتدعو للكراهية والإرهاب.

والحق أن هذه الدعوة ليست جديدة، وإنما تدأب الأوساط الفرنسية على إطلاقها وترديدها فى مناسبات مختلفة، لكن ربما هذه المرة أخذت بُعداً شعبياً كبيراً، وجاءت فى أعقاب تورط عدد من العرب والمسلمين فى أعمال إرهابية، لعل آخرها أحداث مدينة نيس وشارع الشانزلزيه بباريس.

وللإنصاف يجب أن نذكر أن الجامعات ومراكز الأبحاث الفرنسية تُجرى فيها منذ فترة طويلة دراسات مستفيضة عن الإسلام، وأكاد أزعم أن هذه الأماكن وباقى الكليات وقلاع الاستشراق فى فرنسا تعرف جيداً أن الإسلام ينبذ العنف ولا يحرض عليه وهو دين سمح.

وأعترف بأنها حرب صليبية جديدة ليست على شاكلة الحرب الصليبية القديمة التى جرّدت فيها الدول الغربية الجيوش والسلاح والعتاد وجاءت إلى بيت المقدس تريد هدمه وتقضى على الدين الإسلامى.. وإنما هى تريد أن تصل إلى نفس الأهداف لكن من خلال الدعوة إلى تفريغ القرآن الكريم من بعض الآيات التى صور لهم غرورهم وجهلهم أنها تحرّض على العنف.

والحق أن التحيز ضد الدين الإسلامى قديم، لكن لم يكن يستمع إليه إلا القليلون، فالإسلام له رب يحميه، وهذا لم يمنعهم من اختلاق القضايا الإسلامية والدعوة لمعاداة السامية وإبعاد الإسلام عنها، لكن نسى هؤلاء أن ملياراً ونصف المليار مسلم فى العالم لن يظلوا هكذا مكتوفى الأيدى. ونحن نحذر من ابتعاث كراهية الإسلام والحروب الصليبية من عمق التاريخ وإشعال العالم بحرب دينية لا يكون فيها غالب أو مغلوب.

ونحن نطالب الجالية المسلمة فى باريس، وعددها يتراوح بين 5 و6 ملايين مسلم، أن تنشط الجمعيات التى تمثلها، ومنها اتحاد المنظمات الإسلامية فى باريس، وأن ترفع دعاوى قضائية فى الجمعية الوطنية الفرنسية والبرلمان الأوروبى فى مدينة ستراسبورج لإدانة موقّعى البيان التحريضى والدعوة لنبذ المسلمين ووصمهم بأنهم دعاة عنف، مما يؤدى إلى جريمة فى حق السلام الاجتماعى وإشعال فتنة دينية لا يعلم إلا الله مداها فى حق الشعوب، والأهم مساواة الدين الإسلامى بالأديان الأخرى.

الإسلام، كما قلت، له رب يحميه، لكن ما يهمنا هنا هو السلم الاجتماعى الذى سيكون المستهدف عالمياً.. ألا رحم الله المستشرق الفرنسى الكبير «جاك بيرك» الذى كان يرفض أن يكتب مقدمة لترجمته لمعانى القرآن الكريم، وعندما سألته: لماذا؟ أجاب يقول: «إن كلام الله يجب أن لا يكون مسبوقاً بكلام بشر»!!

باختصار، كانت الدوائر الاستشراقية تحترم كتاب الله وتقدس معانيه حتى وإن اختلفت معها، لكن المستشرقين الجدد اليوم لا يحترمون عقائد الآخرين ويعملون لإشعال حرب دينية عالمية قد لا تُبقى ولا تذر.

نقلا عن جريدة الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب صليبية جديدة ضد الإسلام فى أوروبا حرب صليبية جديدة ضد الإسلام فى أوروبا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon