بقلم - نشوى الحوفى
نعم، حققنا الكثير فى السنوات الأربع الماضية، ولكن ما زال أمامنا الكثير لتحقيقه. نعم، كان الشكر لقائد بلادى ورئيس جمهوريتها عبدالفتاح السيسى واجباً على أدائه فى السنوات الماضية، فقد فرض أمن بلادى وعزتها الاستراتيجية كمبدأ حياة، فكان جيشها وشعبها حائط صد ضد مخططات تفتيت وتقسيم وسيناريوهات من خططوا لنا بمساعدة تجار الدنيا والدين، وجميعهم «نافدين على بعض».
نعم، قاومنا كل محاولات تركيع مصر اقتصادياً وسياسياً منذ أن أعلناها فى 30 يونيو 2013 للعالم كله: «لأ». نعم، أسسنا صناعة نهضة حقيقية فى مصر تقوم على تصحيح كل معالم الفساد والتراجع الاقتصادى الذى «غشم» علينا طيلة سنوات فاقت الأربعين. ولم يصدق العالم ما قمنا به رغم كل محاولات إفشالنا واحتلالنا وإرهابنا. فكان حفر قناة السويس الجديدة بطول 73 كم. وكان بدء استصلاح مليون ونصف مليون فدان. وكانت إقامة مجتمعات عمرانية جديدة فى «دمياط، المنصورة، الإسماعلية، بنى سويف، أسيوط وغيرها». وكان حفر أكبر 4 أنفاق فى العالم لربط سيناء بالدلتا، وكان إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة كواحد من أهم مشاريع العالم الاقتصادية فى السنوات العشر المقبلة. وكان إنشاء 650 ألف وحدة سكنية لمحدودى ومتوسطى الدخل وحل مأساة العشوائيات فى أكثر من موقع. وكان مصنع بيتروكيماويات برج العرب بتكلفة مليار و200 مليون دولار، وكان مشروع بركة غليون فى كفر الشيخ. وكانت منطقة الروبيكى لصناعة الجلود فى مدينة بدر. وكان مشروع الضبعة لتوليد الطاقة الكهربائية نووياً بتكلفة 25 مليار دولار بالتعاون مع روسيا، والقرض يسدد من الإنتاج بعد ثلاث سنوات من بدء التشغيل، أى فى 2029.
وكانت محطات «سيمنز» لإنتاج الكهرباء بتكلفة 7 مليارات دولار، وزيادة إنتاج مصر من الطاقة وجعل مصر نقطة ربط كهربائى فى المنطقة. وكانت إعادة تسليح الجيش المصرى على أحدث النظم العسكرية، وهو أمر لم يحدث منذ عهد محمد على، لتتعدد قوة بلادى البحرية والجوية والبرية. وكان ترسيم الحدود مع عدد من الدول بما سمح لمصر بإعلان اكتشافاتها من الطاقة، وأبرزها حقل ظهر فى أغسطس 2015 كأكبر حقل غاز فى البحر المتوسط، وبدأ الإنتاج فى ديسمبر 2017. وكان وضع مصر بقوة على خريطة تجارة وتسييل ونقل الغاز للعالم. وكان ربط مصر بعدد من الشراكات الاقتصادية المهمة على مستوى العالم، كطريق الحرير مع الصين، وشراكة مصر مع تحالف البريكس الاقتصادى، وتوقيع عقد المنطقة الاستثمارية الصناعية الروسية فى بورسعيد. وكانت استعادة هيبة مصر السياسية فى أفريقيا والإقليم وبين العرب والعالم.
وكل هذا عظيم، ولكن لا يزال أمامنا الكثير لم نحققه، ومن هنا، وفى لحظة فارقة نبدأ فيها مرحلة ثانية، دعونا نسطر بعضاً مما نحلم به.
فنحن بحاجة لمزيد من سيادة القانون فى مواجهة جبروت الفساد على كل المستويات، وتطوير منظومة الصحة والتعليم ليشعر المواطن بأن ما تكبّده فى سبيل تحمُّل خفض الدعم وارتفاع الأسعار عائد له، ليكون المواطن هو حامى نهضة بلاده. نحن بحاجة لزيادة معدلات الإنتاج الصناعى والزراعى وفق رؤى وخطط محسوبة لتتواكب مع فتح المزيد من الأسواق المحلية والإقليمية. نحن بحاجة لاستعادة هويتنا وأخلاقنا بما يحمى الوطن والأجيال المقبلة. نحن بحاجة لتغيير قوانين التقاضى فى كل المجالات لنرى العدالة واقعاً لا شعاراً يتأخر تنفيذه فيسود الظلم. نعلم حجم إرثنا، ونتمسك بالأمل فى أن الغد سيأتى بشمس جديدة.
نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع