توقيت القاهرة المحلي 08:39:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وضاعت سوريا

  مصر اليوم -

وضاعت سوريا

بقلم : نشوى الحوفي

ما زلت أذكر حديثى مع الدكتور على الغتيت، أستاذ القانون الدولى الذى تم تكليفه من قِبل جامعة الدول العربية فى عهد الأمين العام السابق نبيل العربى، ليكون ضمن اللجنة العربية لبحث الحالة السورية فى نهاية عام 2011. وقتها كانت قطر تترأس دورة الجامعة للأسف، فتعاملت بمنطق القط الذى تسلم مفتاح الكرار.

وحكى لى «دكتور الغتيت» أن اللجنة العربية سجّلت فى تقريرها وجود ميليشيات ليبية وإيرانية ولبنانية وإسرائيلية تؤجّج الصراع السورى. وأن ما يحدث فى سوريا ليس ثورة، ولكنه خيانة دولية وعربية لبلد لا يمكن التنبؤ بعودته. ولكن رفضت قطر إعلان نتائج اللجنة وانصاع لها الأمين العام السابق نبيل العربى للأسف.

تذكرت هذا وأنا أتابع كملايين البشر تقرير الأمم المتحدة وتصريحات مسئوليها مؤخراً عن وضع سوريا بعد عشر سنوات على ما سموها ثورة اندلعت فى بقاعها عام 2011. تابعت بأسى الأرقام المنشورة عن هذا البلد العربى العزيز.

فمنذ 2011 قُدّر عدد القتلى من السوريين بنحو 400 ألف مدنى و63 ألفاً من قوات الجيش السورى، هذا غير أعداد الإصابات التى تقدّر بنحو 400 ألف مصاب، وأصبح 80% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، و5.6 مليون لاجئ سورى فروا من بلادهم إلى شتى بقاع الأرض، وخسائر الاقتصاد تقدّر بنحو 530 مليار دولار، وسعر الدولار بلغ 4000 ليرة سورية، وكان قبل اندلاع أزمة 2011 لا يتجاوز 50 ليرة سورية فى اقتصاد وُصف وقتها بقدرته على تحقيق الاكتفاء الذاتى وتنوع محافظه.

الأزمات فى الغذاء والدواء والمأوى، ومن قبلها الأمان، تحاصر السوريين، حيث تم تدمير 18 مدينة صناعية سورية من بين 20 مدينة كانت توفر العملة الصعبة وتكفى السوق السورية وتزيد من إقبال السائحين على هذا البلد العربى العزيز. ونشر تقرير لموقع «دويتش فيلة» الألمانى أنه تم تفكيك آلاف المصانع الحديثة فى سوريا، وتم نقلها بجبروت إلى تركيا بعلم أردوغان الرئيس التركى، ناهيك عن انهيار البنية التحتية الرهيب الذى باتت تعانى منه سوريا بعد تدمير خطوط السكك الحديدية والطرق والموانئ والكبارى ومحطات الكهرباء وخطوط الغاز والبترول فى وقت تسيطر فيه أمريكا على 90% من مناطق إنتاج البترول السورى!

هكذا تتحدث الأرقام اليوم عن سوريا التى كانت وفقاً للتقارير الدولية وتقارير جامعة الدول العربية، تنتج نحو 85% من غذائها وتصدّر ما يفيض إلى عدة دول، كان إنتاجها اليومى من البترول 450 ألف برميل بترول كانت تصدّر منه 150 ألف برميل، كانت سوريا من بين أهم خمس دول على مستوى العالم فى إنتاج القطن وتربية الأغنام والأبقار، كانت قبلة السياحة بتعداد 8 ملايين سائح سنوياً.

ورغم كل ادعاءات محاولة حل الأزمة السورية دولياً وعربياً وسورياً، إلا أنه لا توجد بوادر لحل أزمة سوريا التى باتت محطة لصراع «روسى أمريكى إسرائيلى» يتقاسمون فيها النفوذ وينسقون عليها الخطوات، وتنافس «إيرانى تركى عربى» خائب يطبق المثل القمىء «إن خرب بيت أبوك خد لك منه قالب»، فجميعهم يخربون البيت ويسرقونه.

وا دمشقاه!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وضاعت سوريا وضاعت سوريا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon