توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستثمار فى مصر (8) 11 عربياً 17 أفريقياً 128 عالمياً!

  مصر اليوم -

الاستثمار فى مصر 8 11 عربياً 17 أفريقياً 128 عالمياً

بقلم-نشوى الحوفى

جلس أمامى غاضباً يسألنى بانفعال: لماذا تدفعنى الدولة للفساد؟ لماذا تُصر على أن تكون الرشوة هى وسيلة إنهاء مصالحى وأنا أستثمر بها فى مجال العقارات وأساهم فى تخفيض البطالة؟ لماذا يتأخر إصدار ترخيص بناء كل عمارة أقوم ببنائها عاماً كاملاً أضطر خلاله لدفع رشاوى لموظفى الدولة الكرام قد تصل إلى 100 ألف جنيه فى مجموعها، بينما يمكن لخزينة الدولة أن تستفيد من ذلك المبلغ وتمنحنى الرخصة فى شهر على الأكثر؟!

لم أجد لتساؤلاته المُحقة أى إجابة، فهو وغيره مستعدون لدفع ذات المبالغ لخزينة الدولة بدلاً من دفعها لفاسدين، ولكن قوانين الدولة تسمح بالسير المنحرف. وتساءلت: أين المسئولون فى بلادى من تلك التساؤلات التى لا تخلو من الوجود فى تقارير محلية ودولية تشرف وزارة الاستثمار على التعامل معها، ربما فى مقدمتها تقرير أنشطة الأعمال «Business Doing» الصادر عن مؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولى، والذى يُعد مؤشراً هاماً يُعتد به فى تقييم رأس المال الأجنبى لجدوى الاستثمار فى أى بقعة فى العالم.

فمثل هذا التقرير يعتمد على 10 مؤشرات يتم بها وضع ترتيب كل دولة فى أنشطة الأعمال، وتتضمن تأسيس الشركات واستخراج تراخيص البناء والحصول على الكهرباء وتسجيل الملكية والحصول على الائتمان وسداد الضرائب والتجارة عبر الحدود وإنفاذ العقود وتسوية حالات الإعسار وحماية حقوق صغار المساهمين، وذلك من حيث التكلفة وتوقيت إنهاء المهام ونزاهة القوانين وفاعلية تنفيذها والشفافية ومراقبة الجودة وغيرها. ووفقاً للنسخة الأخيرة، الصادرة فى نهاية العام 2017، احتلت مصر المرتبة 128 من بين 190 دولة، لتندهش حينما تتابع ترتيب مصر فى هذا التقرير منذ العام 2007 حين احتلت المرتبة 165 من بين 175 دولة، لتحرز تقدماً فى عام 2010، ويكون ترتيبها 106 من بين 183 دولة. ثم يبدأ التراجع بحلول العام 2011 وما تلاه، فتحتل عام 2013 المرتبة 127 من بين 185 دولة، لكنها تعود وتحرز تقدماً عامَى 2014 و2015 حين جاء ترتيبها رقم 112. ولكن تنتكس حالة التقدم تلك -المتعلقة بسرعة وتكلفة وشفافية الأنشطة الاقتصادية فى القطاع الخاص فى مصر- فى العام 2016، ويكون ترتيبها 131، وأخيراً رقم 128. بينما يأتى ترتيبها عربياً رقم 11 وأفريقياً رقم 17!!!

لم يعد فى الإمكان تجميل الواقع بتصريحات واهية ولقطات لا تعبر عن خطوات حقيقية على الأرض. الجميع يعلم بالأرقام ما يعانيه الاستثمار فى القطاع الخاص من فساد وبيروقراطية -وفقاً للشروط العشرة التى حددتها مؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولى- لإنهاء ما يتعلق بأنشطته، يكفى ألماً أن تسبقنا دولة كالبحرين وقطر عربياً، وتسبقنا دولة كليسوتو وملاوى أفريقياً، لندرك كم تأخرنا وما نحتاج له بضمير فى الفترة المقبلة. ومن هنا يتكرر الطرح بإلغاء وزارة الاستثمار والاكتفاء بالهيئة العامة للاستثمار لتعمل مباشرة تحت مظلة المجلس الأعلى للاستثمار لتحسين مناخ عمل القطاع الخاص الذى يتخوف من فساد وبيروقراطية وفشل إدارى. نعم نحتاج لتحسين صورة مصر دولياً فى هذا المجال، وهو ليس بالأمر المستجد، فقد فعله الرئيس الروسى بوتين فى العام 2012 حين جعل تحسين الشروط العشرة من بين أهم أولوياته، فحسّن مركز روسيا ونقلها من المركز 51 إلى المركز 35 فى العام 2017، وكذلك المغرب التى باتت تحتل المركز 69 عالمياً.. فهل من مستمع؟

نقلا عن الوطن 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستثمار فى مصر 8 11 عربياً 17 أفريقياً 128 عالمياً الاستثمار فى مصر 8 11 عربياً 17 أفريقياً 128 عالمياً



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon