توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشباب.. أى شباب منهم؟

  مصر اليوم -

الشباب أى شباب منهم

بقلم : نشوى الحوفي

الشباب.. حينما نطرح هذا المسمى على عمومه، فإننا نرتكب خطأً يعيق وصولنا إلى هدف حماية الكل من البعض. بمعنى آخر وأبسط: ماذا تعنى كلمة «شباب» التى نطلقها دوماً طالبين منه الوعى والفهم والتكتل وراء الدولة؟

لو فسرنا المُسمى بالمعنى، فسنجد أن الأمم المتحدة قد وضعته فى الفئة العمرية بين 15-24 سنة بينما قدره تصنيف برنامج دول الكومنولث بأنه فى المرحلة من 15-29. ولو فسرنا المسمى بالنسب السكانية فى مصر لوجدنا أن هذه الفئة العمرية تمثل نحو 26.6% من سكان مصر وفقاً لتعداد الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء. أى ما يوازى تقريباً ربع عدد المصريين. ولكن هذه النسبة تختلف فى تحليلها الاجتماعى والجغرافى، وقد علّمونا أنه حينما نفكر فى الحديث عن الشباب أو الحديث له، فإنه يتوجب علينا دوماً أن نضع فى تقديرنا عدداً من العوامل المتعلقة ببيئته وتعليمه وفكره ومستواه الاقتصادى.

إلا أن الواقع الذى نحياه بات يفرض علينا عوامل أخرى فرضتها من جانب تكنولوجيا العصر الذى نحياه وباتت تفرض سطوتها علينا وأشهر ملامحها وسائل التواصل الاجتماعى. ومن جانب آخر علينا فهم ما فات هؤلاء الشباب تعلمه من فكر ناقد قادر على التمييز بين الزيف والواقع، وبين الحقيقة والتضليل، بسبب العديد من الأسباب فى السنوات الأربعين الأخيرة، ومنها غياب تربية الأسرة وتعليم المدرسة والجامعة والإعلام والثقافة والفن.

ومن هنا يكون السؤال الذى وجب علينا مواجهته: لماذا لا يصدق نسبة كبيرة من الشباب ما تقوم به الدولة من تنمية وحماية من إرهاب وسعى لتطوير الحاضر والإعداد للمستقبل؟ لماذا يسارعون لنشر وترديد وتصديق كل ما ينشر ضد بلادهم وغالبيته بلا دليل، بل ويطالبون الدولة بإثبات العكس رغم أن البينة على من ادعى؟

نتفق فى البداية أنه ومنذ العام 2015 بدأت مصر فى السعى بجدية وراء هذه الفئة العمرية على تنوعها عبر أكثر من وسيلة، لعل أبرزها مؤتمرات الشباب والبرنامج الرئاسى لتدريب الشباب والعديد من برامج التدريب التى تقدمها مؤسسات الدولة للمتميزين فى الجامعات والوظائف المختلفة، كما أنه يوجد فى هذه الفئة الكثيرون ممن يؤمن بالعمل والدولة وصياغة مستقبله وفقاً لما نشأنا عليه. إلا أن ما زال من بين الشباب من هو شارد عن مسار الوطن غير مصدق له ولا لفعله. وربما وصل به الأمر للكفر بوجوده فى أبشع صورة للتطرف الذى هو أولى خطوات الإرهاب.

ربما الأزمة تكمن فى الفجوة بين ما تتحدث به الدولة وتنفذه فى قمة جهازها التنفيذى والإدارى من رئاسة ومؤسسات، وبين ما يراه الشباب على أرض الواقع كل فى بيئته ومحيطه. فالدولة تؤسس وتفتتح مشروعات لم يكن يخطر فى بال أكثر المتفائلين قدرتنا على إقامتها منذ 6 سنوات. تتنوع ملامحها فى بنية تحتية وإسكان ومشاريع صناعية وزراعية وتجارية وتعليم وصحة ونقل ومواصلات وتحسن اقتصاد رغم كل محاولات التركيع الممارسة ضدنا. بينما الشباب ما زال يعانى من إدارة سيئة للمحليات وفساد متراكم منذ سنوات يجعل من تطوير أو رصف طريق قد لا يتجاوز طوله 20 كم يمتد لسنوات. أو يرى غياب الرقابة فى تقديم الخدمات، فى ظل جهل بعض النخب وتردى حال الإعلام وعدم انتشار الثقافة بما يسمح باحتواء تلك الكتلة.

من هنا ربما زادت الحاجة لإصدار قانون المحليات الذى تأخر إصداره والسماح للشباب بالمشاركة فى إدارتها، وتطوير الإعلام بما يتناسب وتكنولوجيا العصر الذى بات فيه المحمول ناقلاً للخبر قبل القناة والصحيفة. ومن قبلهم علينا بدولة القانون التى تحقق العدالة الناجزة للجميع دون إبطاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشباب أى شباب منهم الشباب أى شباب منهم



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon