توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العراق وتحديات اقتصاده

  مصر اليوم -

العراق وتحديات اقتصاده

بقلم: نشوى الحوفى

فى كلمته التى ألقاها عبر الفيديو كونفرانس أمام قادة مجموعة البريكس يوم الثلاثاء 17 نوفمبر الجارى، حذر الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين من المخاطر المستمرة فى الشرق الأوسط، وركز فى كلمته على الوضع فى العراق بشكل خاص. وأضاف «بوتين»، حسب وكالات الأنباء العالمية، تفاقم المخاطر فى العراق ولبنان وأفغانستان ومنطقة الخليج.

تحذير «بوتين» ليس بالمفاجأة، فالمنطقة على صفيح ساخن بكل ما تعنيه الكلمة ومنذ سنوات تعددت فيها الأحداث والنكبات على عالمنا العربى حتى بعد ربيعه المُعد له منذ عقود. يكفينا تذكر تقرير البنك الدولى الصادر فى يناير 2019 عن حجم خسائر المنطقة العربية من جراء ما مر بها من ثورات وتغيرات من 2010 وحتى اليوم قُدرت بنحو 900 مليار دولار كحد أدنى!

ولكن ما يعنينى اليوم هو العراق الذى يعانى منذ عام 2003 ويلات التطرف والتفكك والطائفية ونهب ثرواته بما فيها المياه من قبل تركيا والفساد والنزوح والهجرة لمواطنيه نتيجة ويلات كل ذلك. فمن كان يصدق أن العراق إحدى أهم الدول المنتجة للبترول والذى كان قبلة العمالة فى العالم العربى -حتى فى ظل الحصار الغربى الذى فرض عليه بعد أزمة غزو الكويت وحتى غزوه من قبل التحالف الغربى بقيادة واشنطن عام 2003- بات اليوم على شفا الهاوية الاقتصادية؟

فتمثل عجز الموازنة فيه نسبة 35% بما يعادل 57 مليار دولار فى العام 2020، بينما بلغت ديونه 132 مليار دولار، وبسبب الظروف السياسية واندلاع المظاهرات فيه على مدار العام الماضى، تراجع الاستثمار الخارجى فيه، بالإضافة إلى توقف مشروعات الاستثمار فى قطاعات الإسكان والبنية التحتية والأعمار والخدمات وهو ما أدى لزيادة البطالة ونسب الفقر وارتفعت معه معاناة العراقيين كما تشير التقارير الدولية عنه. إلى الحد الذى تشكل فيه تحالف دولى لدعم العراق اقتصادياً ومنحه مساعدات ودفعه إلى مزيد من القروض غير مضمونة السداد بسبب ما سبق ذكره من عوامل وبخاصة الفساد والولاءات السياسية الخارجية لطوائفه المتعددة.

أذكر أنه فى شهر يونيو الماضى نشرت الفاينانشيال تايمز البريطانية تقريراً حمل تصريحات لوزير المالية العراقى على علاوى قال فيه إن ارتفاع إيرادات النفط سمحت بمزيد من الفساد فى العراق إلى حد صرف رواتب لعدد 300 ألف موظف غير موجودين بالهيكل الحكومى، إلا أن تراجع عائدات البترول فى العراق -بعد انهيار أسعاره عالمياً- من 6.1 مليار دولار فى يناير 2020، إلى 1.4 مليار دولار فى أبريل 2020 ألزم العراق بمراجعة مصادر إنفاقه ووقف نزيف الفساد. ورغم ذلك تسعى حكومته فى محاولة لاقتراض 18 مليار دولار من الداخل والخارج لتغطية الأجور الحكومية فى الأشهر القليلة المقبلة! هذا هو حال العراق يا سادة اليوم بعد مرور 17 عاماً على احتلاله وانهياره تحت مسميات تحريره من الديكتاتور صدام حسين ونشر الديمقراطية به للأسف. وأضف إلى كل ما سبق احتلال تركيا إلى أجزاء من شمال العراق ودعمها للتطرف والإرهاب فيه عبر تسهيل مرور المنتمين لداعش عبر حدودها كما تذكر التقارير الدولية، ونهبها لمياه نهريه دجلة والفرات.

نعم، سعت مصر لحماية العراق من الانهيار الاقتصادى وعدم تركه يواجه مصيره البائس بين خيانة طوائفه وطمع جيرانه فيه، بإعلانها عن مشروع الشام الكبير بين مصر والعراق والأردن فى شهر أغسطس الماضى، والذى أعلنت فيه مصر دعمها لإعادة إعمار العراق والاستثمار فى بنيته التحتية وإنشاء مناطق صناعية به ومد جسور التجارة معه عبر الأردن فى محاولة لتحقيق تنمية متبادلة، وهو ما برر زيارة رئيس الوزراء المصرى الدكتور مصطفى مدبولى إلى العراق مؤخراً ضمن وفد من رجال الأعمال والمسئولين فى الحكومة المصرية لتوقيع بروتوكولات التعاون وبدء التنفيذ فيما تم الاتفاق عليه فى اجتماع قمة الدول الثلاث فى أغسطس الماضى. ولكن هل يستطيع ذلك إنقاذ العراق من معاناته الاقتصادية والسياسية؟ هل يمكنه ذلك من تجاوز أزمته؟

لا أعتقد إن لم تتوافر الإرادة لدى شعبه، حكومة ومواطنين، ليقفوا لحظة مع ضمائرهم -لا مع ولاءاتهم الخارجية وطائفيتهم المقيتة- ليدركوا أن مصيرهم ومصير بلادهم معلق أمام التاريخ وأمام أجيال مقبلة فى رقابهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراق وتحديات اقتصاده العراق وتحديات اقتصاده



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon