توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطر.. غسيل سياسي برعاية الأمم المتحدة

  مصر اليوم -

قطر غسيل سياسي برعاية الأمم المتحدة

بقلم: نشوى الحوفى

أن تتصالح الرباعية (مصر والسعودية والبحرين والإمارات) مع قطر إعلاءً لشأن المصالح فى المنطقة، فهذا شأن السياسة الذى لا يعبّر عن الأمان لقطر أو لنبذها الإرهاب وتمويله. أما أن تفتتح قطر مركزاً لمكافحة الإرهاب برعاية أممية فى الدوحة بإدارة جماعة الإخوان المسلمين! فهذا ما يمكن أن نطلق عليه «غسيل سياسى» كما فى حالات أموال الفساد والمخدرات والسلاح، حينما يتم استخدامها فى مشاريع خدمية لصالح المواطنين لغسل مصدرها القمىء الفاسد.

تعود القصة إلى شهر ديسمبر الماضى، حينما افتتحت قطر «المركز الدولى لتطبيق الرؤى السلوكية لمكافحة الإرهاب» فى الدوحة برعاية الأمم المتحدة! وليعلن وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثانى أن استضافة بلاده لهذا المركز تعكس التعاون الوثيق بين قطر ومنظمة الأمم المتحدة لتحقيق أهدافها السامية، ودعماً للشراكة بين قطر والمنظمة الدولية لتعزيز قدرة الأجهزة المعنية فى الأمم المتحدة على مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف!

هنا وجب التوقف والتأمل فى المشهد.. فقطر، ووفقاً للتقارير الدولية، تحتضن مكتباً منذ العام 2013 لحركة طالبان الإرهابية المتطرفة بحكم قوات التحالف الدولى التى ضربت أفغانستان فى العام 2001. كما أن قطر توجد بها قوات الحرس الثورى الإيرانى لحماية أمير قطر ونظام حكمه وفقاً لاتفاقية الدفاع المشترك بين قطر وإيران منذ العام 2009، وهو ما ينفى صحة ما أعلنته واشنطن وهى تضغط لإتمام المصالحة العربية مع قطر من أن المقاطعة رمت قطر فى أحضان إيران. كما أن قطر مولت ودعمت بالمال والمأوى والإعلام جماعة الإخوان المسلمين ولا تزال حتى يومنا هذا. أضف لما سبق تمويل الإرهاب فى سوريا ممثلاً فى جبهة النصرة ودعم حماس وحزب الله والحوثيين فى اليمن. هذا غير الحركات المسلحة فى ليبيا والسودان وغيرهما من الدول. فأى إرهاب ستكافحه قطر؟ وأى رعاية أممية وفرتها لها المنظمة الدولية؟

المعلومات تتحدث اليوم عن تحقيقات تجرى فى أروقة الأمم المتحدة حول مدى شرعية دعم المنظمة الدولية من خلال مكاتبها ولجانها الدائمة لمثل هذا المركز المقام على أراضى دولة يعلم العالم حقيقة علاقتها بالإرهاب. المعلومات تتحدث عن رشوة جديدة قدمتها قطر للمنظمة الدولية فى العام 2018 فى شكل اتفاق على إنشاء مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فى الدوحة مقابل تحمُّل 75 مليون دولار من ميزانيته! المعلومات تتحدث عن علامات استفهام تحيط بالإشادات الأممية بقطر ودورها فى محاربة الإرهاب من قبَل فلاديمير فورنكوف، وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، الذى مدحه وزير الخارجية القطرى يوم افتتاح المركز فى الدوحة مثمناً جهوده وتعاونه مع الوفد الدائم لدولة قطر واللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب فى وزارة الداخلية القطرية كى يرى مركز مكافحة الإرهاب بقطر النور! المعلومات تتحدث عن رئيسة إحدى المنظمات البرلمانية الدولية السابقة والمتهمة بتلقى ما يكفى لحضور توقيع الاتفاق فى نيويورك بخلاف المعمول به فى تلك الأمور، وبخاصة مع رفض الاتحاد البرلمانى الدولى الاعتراف بهذا المركز رغم الضغوط التى تمارَس على مسئوليه من قبَل قطر!

اعتادت قطر دفع الرشاوى لغسيل سمعتها، وليست فضيحة الفوز بتنظيم مونديال كأس العالم 2022 ببعيدة، كما أنها لا تستحى من التصريح بذلك فى تلك الفضيحة الجديدة كما حدث فى حفل خاص نظّمه مستشار الأمين العام للأمم المتحدة فى النادى الدبلوماسى بالدوحة بالتعاون مع وزارة الخارجية القطرية بمناسبة يوم الأمم المتحدة فى ديسمبر 2019 حينما قال سلطان المريخى، وزير الدولة للشئون الخارجية القطرى، إن بلاده تسعد بتقديمها الكثير من التبرعات لأنشطة مكاتب وهيئات المنظمة الدولية وإن تلك التبرعات بلغت 500 مليون دولار فى 2018-2019.

برعاية أممية وتمويل قطرى وحضور إخوانى، يسعى تنظيم الإخوان الدولى للعودة بشكل رسمى إلى أروقة الأمم المتحدة ومكاتبها فى عملية غسيل سياسى يسعون فيها إلى استعادة دورهم من جديد فى ظل تغير ملامح سياسات العالم وانشغاله بجائحة كورونا التى تسيطر على أحداثه اقتصادياً وصحياً وسياسياً.

فضيحة فساد ليست بالجديدة لأمثالى ممن يدركون حقيقة قطر كمنتج منفذ للإرهاب والفوضى فى المنطقة، ولكن ماذا عن الأمم المتحدة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر غسيل سياسي برعاية الأمم المتحدة قطر غسيل سياسي برعاية الأمم المتحدة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon