توقيت القاهرة المحلي 08:42:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة السيد الرئيس

  مصر اليوم -

زيارة السيد الرئيس

بقلم : نشوى الحوفي

فى عام 2009، وقت عملى بجريدة «المصرى اليوم»، قمت بعمل تحقيق مصوّر عن منطقة عزبة الهجانة فى الكيلو 4.5 بطريق السويس. ويا هول ما رأيته وسجلته لمصريين كانوا خارج إطار الزمن لا فكر الحكومة وقتها.

فما إن تجاوزت حدود الشارع الرئيسى لتلك المنطقة وبدأت فى الدخول بين ممرات البيوت، لا شوارعها، لأنه لا يمكن وصفها بالشوارع، حتى أدركت حجم المأساة التى يعيشها هؤلاء البشر الذين لا تستطيع سيارة إسعاف أو مطافئ الوصول إليهم فى حال تعرّضهم لأزمة المرض أو الوفاة أو الحريق لا قدر الله.

وكلما توغّلت فى المنطقة، سمعت أمنيات البسطاء، التى لا تتجاوز عتبة الحقوق، بينما يردّدون على مسامعك أنها حلم من أحلامهم.مثل تلك السيدة التى قالت لى إن أجرها اليومى وقتها 20 جنيهاً، بينما تحتاج إلى ملء احتياجاتها من المياه فى أوعية بلاستيك -جراكن مياه- بمبلغ 15 جنيهاً فى اليوم من سيارة المياه التى تحضر للمنطقة، كما أن عليها أن تختار بين الماء والطعام وأن كل أحلامها تنحصر فى عمل حنفية للمياه فى الشارع! وكتلك الأسرة التى دعتنى لرؤية بيتهم، فأسير معهم وأتفاجأ بأن ما يعيشون فيه لا يتعدى وصف خرابة لا منزل.

كان ما دفعنى للذهاب يومها إلى تلك المنطقة هو موقعها، فهى على الطريق بين شارع الثورة أرقى أحياء مصر الجديدة ومدن الرحاب والشروق، بينما سكانها لا ينعمون بأدنى درجات الحقوق، وكتبت يومها داعية إلى تطوير تلك المنطقة التى لا يمكن وصفها بالعشوائية بل باللا آدمية.

تذكرت التحقيق وحكايات ناسه وأنا أتابع زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومعه رئيس الوزراء وعدد من الوزراء مؤخراً، وحديثه إليهم بضرورة تطوير المكان مهما كلف الدولة، وضرب رقماً تقديرياً للوحدات السكنية المطلوبة لنقل المواطنين بعدد 200 ألف وحدة، وقال نصاً: «نوفرهم».

وشاهدت فرحة السكان بتلك الزيارة وهتافهم للرئيس وتخيلت حالهم وهم يرون رئيس الجمهورية بينهم يبحث سبل تطوير حياتهم وهم الذين لم تتجاوز أحلامهم سقف زيارة رئيس الحى الذى لم يروه مرة واحدة!وهنا تذكرت حواراً دار بينى وبين الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أبريل 2014 وقت ترشّحه لرئاسة الجمهورية، كان حواراً ممتداً فى أكثر من قضية عن الفساد والجيش والاقتصاد والتنمية، ولكننى أعنى تحديداً سؤالى له عما سيفعله فى ظل التحديات التى كنا نواجهها.. بطالة، دين خارجى وداخلى، أمية، اقتصاد على مشارف انهيار؟ فأجابنى بأنه لا سبيل أمامنا سوى العمل والإنتاج وإدراك كل منا لمسئولياته، وأنه ومنذ توليه وزارة الدفاع لا همّ له إلا جمع حقائق الوضع فى مصر، للبحث عن خروج آمن بأقل الخسائر.

وأنه لن يخترع العربة من جديد، ولكنه أخرج ما كان حبيس الأدراج فى المؤسسات من أفكار وخطط وتكاسل الجميع عن عمد أو جهل أو فساد فى تطبيقها.وقد صدق الرجل حديثه الذى لم يكن مجرد كلمات تخرج لمن يكتب عنه، أو مجرد حديث يفض به لقاء، فبصمته باتت فى كل مناحى الحياة فى مصر على مدار السنوات السبع الماضية، وآثار خطواته حاضرة على تراب هذا الوطن فى طرقه وشوارعه ومدنه ومشروعاته وتطويره بما يشبه الإعجاز لا الإنجاز.

هو لم يفعل غير العمل على مدار تلك السنوات، لا ليحمى بلادى فقط مما تواجهه، بل ليصعد بها وبأهلها إلى مكانة يستحقونها.نعم ما زلنا نواجه الكثير من الملفات بكل تحدياتها وفساد البعض منا وضعف همة الكثيرين وإمكانياتهم وضغوط الخارج والداخل، ولكن ظالم من لا ترى عيونه التغيير والتطوير، جاحد من لا يعترف بتنمية، منكر لواقع من لا يشعر بمصر وما يجرى على أرضها بصحاريها ومدنها وقراها، تسليح جيشها وتطويره، مدارسها ومستشفياتها ومتاحفها ومصانعها ومزارعها، مدن الإسكان لكل مستويات الدخول حتى المعدومة منها، قرارات الحماية المجتمعية لدعم المواطن.ردّدوها بلا تردّد نجحنا بقائد يعرف مسئولية القيادة رغم الإمكانيات والظروف، وأبطال لم تدخر الروح والجهد والعطاء فى كل المجالات. ولذا فلنتحد جميعاً لتطوير أرضنا وبنائها وتغيير ملامح بلادنا للأجمل والأفضل فهى تستحق، وكذلك أهلها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة السيد الرئيس زيارة السيد الرئيس



GMT 03:20 2022 الأربعاء ,25 أيار / مايو

فى رئاسة الوزراء!

GMT 01:54 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أوروبا لا تتحمّل انقلابا في فرنسا

GMT 03:11 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

الدعاية سلاح طهران المكسور

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon