توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة السيد الرئيس

  مصر اليوم -

زيارة السيد الرئيس

بقلم : نشوى الحوفي

فى عام 2009، وقت عملى بجريدة «المصرى اليوم»، قمت بعمل تحقيق مصوّر عن منطقة عزبة الهجانة فى الكيلو 4.5 بطريق السويس. ويا هول ما رأيته وسجلته لمصريين كانوا خارج إطار الزمن لا فكر الحكومة وقتها.

فما إن تجاوزت حدود الشارع الرئيسى لتلك المنطقة وبدأت فى الدخول بين ممرات البيوت، لا شوارعها، لأنه لا يمكن وصفها بالشوارع، حتى أدركت حجم المأساة التى يعيشها هؤلاء البشر الذين لا تستطيع سيارة إسعاف أو مطافئ الوصول إليهم فى حال تعرّضهم لأزمة المرض أو الوفاة أو الحريق لا قدر الله.

وكلما توغّلت فى المنطقة، سمعت أمنيات البسطاء، التى لا تتجاوز عتبة الحقوق، بينما يردّدون على مسامعك أنها حلم من أحلامهم.مثل تلك السيدة التى قالت لى إن أجرها اليومى وقتها 20 جنيهاً، بينما تحتاج إلى ملء احتياجاتها من المياه فى أوعية بلاستيك -جراكن مياه- بمبلغ 15 جنيهاً فى اليوم من سيارة المياه التى تحضر للمنطقة، كما أن عليها أن تختار بين الماء والطعام وأن كل أحلامها تنحصر فى عمل حنفية للمياه فى الشارع! وكتلك الأسرة التى دعتنى لرؤية بيتهم، فأسير معهم وأتفاجأ بأن ما يعيشون فيه لا يتعدى وصف خرابة لا منزل.

كان ما دفعنى للذهاب يومها إلى تلك المنطقة هو موقعها، فهى على الطريق بين شارع الثورة أرقى أحياء مصر الجديدة ومدن الرحاب والشروق، بينما سكانها لا ينعمون بأدنى درجات الحقوق، وكتبت يومها داعية إلى تطوير تلك المنطقة التى لا يمكن وصفها بالعشوائية بل باللا آدمية.

تذكرت التحقيق وحكايات ناسه وأنا أتابع زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومعه رئيس الوزراء وعدد من الوزراء مؤخراً، وحديثه إليهم بضرورة تطوير المكان مهما كلف الدولة، وضرب رقماً تقديرياً للوحدات السكنية المطلوبة لنقل المواطنين بعدد 200 ألف وحدة، وقال نصاً: «نوفرهم».

وشاهدت فرحة السكان بتلك الزيارة وهتافهم للرئيس وتخيلت حالهم وهم يرون رئيس الجمهورية بينهم يبحث سبل تطوير حياتهم وهم الذين لم تتجاوز أحلامهم سقف زيارة رئيس الحى الذى لم يروه مرة واحدة!وهنا تذكرت حواراً دار بينى وبين الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أبريل 2014 وقت ترشّحه لرئاسة الجمهورية، كان حواراً ممتداً فى أكثر من قضية عن الفساد والجيش والاقتصاد والتنمية، ولكننى أعنى تحديداً سؤالى له عما سيفعله فى ظل التحديات التى كنا نواجهها.. بطالة، دين خارجى وداخلى، أمية، اقتصاد على مشارف انهيار؟ فأجابنى بأنه لا سبيل أمامنا سوى العمل والإنتاج وإدراك كل منا لمسئولياته، وأنه ومنذ توليه وزارة الدفاع لا همّ له إلا جمع حقائق الوضع فى مصر، للبحث عن خروج آمن بأقل الخسائر.

وأنه لن يخترع العربة من جديد، ولكنه أخرج ما كان حبيس الأدراج فى المؤسسات من أفكار وخطط وتكاسل الجميع عن عمد أو جهل أو فساد فى تطبيقها.وقد صدق الرجل حديثه الذى لم يكن مجرد كلمات تخرج لمن يكتب عنه، أو مجرد حديث يفض به لقاء، فبصمته باتت فى كل مناحى الحياة فى مصر على مدار السنوات السبع الماضية، وآثار خطواته حاضرة على تراب هذا الوطن فى طرقه وشوارعه ومدنه ومشروعاته وتطويره بما يشبه الإعجاز لا الإنجاز.

هو لم يفعل غير العمل على مدار تلك السنوات، لا ليحمى بلادى فقط مما تواجهه، بل ليصعد بها وبأهلها إلى مكانة يستحقونها.نعم ما زلنا نواجه الكثير من الملفات بكل تحدياتها وفساد البعض منا وضعف همة الكثيرين وإمكانياتهم وضغوط الخارج والداخل، ولكن ظالم من لا ترى عيونه التغيير والتطوير، جاحد من لا يعترف بتنمية، منكر لواقع من لا يشعر بمصر وما يجرى على أرضها بصحاريها ومدنها وقراها، تسليح جيشها وتطويره، مدارسها ومستشفياتها ومتاحفها ومصانعها ومزارعها، مدن الإسكان لكل مستويات الدخول حتى المعدومة منها، قرارات الحماية المجتمعية لدعم المواطن.ردّدوها بلا تردّد نجحنا بقائد يعرف مسئولية القيادة رغم الإمكانيات والظروف، وأبطال لم تدخر الروح والجهد والعطاء فى كل المجالات. ولذا فلنتحد جميعاً لتطوير أرضنا وبنائها وتغيير ملامح بلادنا للأجمل والأفضل فهى تستحق، وكذلك أهلها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة السيد الرئيس زيارة السيد الرئيس



GMT 03:20 2022 الأربعاء ,25 أيار / مايو

فى رئاسة الوزراء!

GMT 01:54 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أوروبا لا تتحمّل انقلابا في فرنسا

GMT 03:11 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

الدعاية سلاح طهران المكسور

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon