توقيت القاهرة المحلي 21:31:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طالبان وأمريكا.. سلام أم تمكين؟

  مصر اليوم -

طالبان وأمريكا سلام أم تمكين

بقلم : نشوى الحوفي

لم أتعجب لافتتاح حركة طالبان -المصنفة كحركة إرهابية من واشنطن- مكتباً لها فى قطر عام 2013 رغم وجود قاعدة العيديد الأمريكية فى قطر! كما لم أتعجب حينما أعلنت واشنطن المفاوضات مع طالبان بوساطة قطرية لإحلال السلام فى أفغانستان -التى هاجمها الناتو بقيادة الولايات المتحدة فى 2002 بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 ومقتل أكثر من 3000 أمريكى! ولكن كان لا بد من قراءة مشهد توقيع أمريكا لاتفاق سلام مع طالبان الأسبوع الماضى لفهم المشهد على حقيقته.

نص الاتفاق على وقف كل من الطرفين -طالبان وأمريكا ومعها الناتو- لعملياتهما العسكرية فى أفغانستان، وأعلنت واشنطن تخفيض عدد قواتها فى أفغانستان بعد 18 عاماً قضتها بها. مع تعهد طالبان بعدم شن أى هجوم ضد أمريكا أو قواعدها فى أى مكان بالعالم، وكذلك التزام طالبان بقطع العلاقات مع «القاعدة» و«داعش». وهى بنود تبدو فى ظاهرها السلام لبلد لم تتوقف فيه الحرب منذ ديسمبر 1979 حينما اجتاحتها القوات السوفيتية، وما تلاها من حرب أهلية بين ميليشيات السلاح المنبثقة عن مقاومة السوفيت. واستيطان جماعات التكفير من كل العالم بها حتى باتت عاصمة لتنظيم القاعدة وقيادييه الأشهر أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى. حتى اجتياح القوات الأمريكية وقوات الناتو لها فى العام 2002. ولكن هل يمكن اعتبار هذا الاتفاق بحق اتفاق سلام قادراً على إنهاء معاناة الأفغان؟

المتابع للمشهد بكل تفاصيله يجيب بالنفى على هذا السؤال. فلا يمكن لاتفاق يسعى لإقرار السلام أن يتم فى غياب الحكومة الأفغانية المنتخبة. فطالبان التى نشأت من شتات مسلحين كانوا يسمون أنفسهم «المجاهدين» مولتهم واشنطن ودول الخليج لمقاومة الاتحاد السوفيتى، وأعلنوا السيطرة على العاصمة كابول وأقاموا فيها إمارتهم الإسلامية عام 1996، واعترفت بهم السعودية والإمارات وباكستان من دون بقية دول العالم ثانى أيام سيطرتهم على كابول، قبل تخليهم عن ذلك فى العام 2001، لن يرضوا بسلام لا يمنحهم الحكم فى أفغانستان والمشاركة الاقتصادية والسياسية فيها، وهو ما يعنى مزيداً من التمكين لميليشيات السلاح التى تدعى أنها عنوان الإسلام. فى وقت كانت قد أعلنت فيه المخابرات الروسية منذ العام 2017 أن أفغانستان عادت قبلة لتجمع التكفيريين فى العالم.

لا يمكنك فى هذا المشهد تجاهل خطوات الدولة الوسيط وهى قطر التى تدعم المشروع الإخوانى وتنظيمه كما تدعم وتمول حركة حماس الذراع العسكرية للإخوان فى غزة، كما كانت ممولاً لجبهة النصرة فى سوريا وميليشيات الإخوان فى غرب ليبيا وميليشيات السلاح فى الصومال وغيرها من الدول الأفريقية، لتدرك أن دور الوسيط المضيف لمكتب طالبان منذ 2013 ليس إحلال السلام ولكن مزيد من التمكين لتنظيم الإخوان الإرهابى فى بقعة تستضيف التكفيريين منذ 39 عاماً، وكأننا ندعم أفغانستان كنقطة انطلاق للتكفير المتطرف.

أما الولايات المتحدة، فبعيداً عن قصة السلام الذى تسعى لتطبيقه، فهى الساعية بهذا الاتفاق إلى مزيد من فوضى ومزيد من تمكين لتنظيم الإخوان بالتوغل فى المنطقة. فأفغانستان وإيران كانتا البداية لتنفيذ مخطط برنارد لويس بيرجينسكى الذى أقرته الإدارة الأمريكية فى مخططاتها منذ العام 1977 لتقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى دويلات وطوائف، حيث إن إسرائيل لا يمكن أن تكبر ولكن ما حولها لا بد أن يصغر ويتضاءل لتزيد سيطرتها. وبخاصة مع تحليلات ترصد رد الفعل الإيرانى تجاه المشهد، حيث ستسعى إلى دعم الجماعات الشيعية فى أفغانستان والمعروفة باسم «الهزارا» ليزداد الانقسام والتفتت الحادث فى المنطقة.

ولذا فالأيام كاشفة لهذا الاتفاق الذى لا يحقق السلام ولكنه يعيد ترتيب أوراق قديمة فى منطقة تتفتت كل يوم لتحقيق أهداف تل أبيب وحليفتها واشنطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طالبان وأمريكا سلام أم تمكين طالبان وأمريكا سلام أم تمكين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon