توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"عماد وطارق".. وهْم التدين

  مصر اليوم -

عماد وطارق وهْم التدين

بقلم : نشوى الحوفي

لا بد أن تتوقف هذا الأسبوع عند تصريحين لاثنين من قيادات جماعة الإخوان المسلمين المغردين خارج سرب الوطن الذى لا يعترفون به، مهما كانت ادعاءاتهم أو التظاهر بالتراجع لكسب التعاطف.

الأول تصريحات دكتور طارق رمضان، حفيد حسن البنا الذى تقدمه بريطانيا دوماً كواجهة للإسلام المعتدل، وتعرفه بالمتخصص فى الفكر الإسلامى! والمتهم فى فرنسا منذ فبراير 2018 من قبل سيدتين بتهمة الاغتصاب التى أنكرها بشكل قاطع فى بدايات الأزمة، والمفرج عنه بعد حبسه احتياطياً لمدة 9 أشهر، إلا أنه خرج على قناة RMC الفرنسية يوم الجمعة الماضى، مؤكداً أنه لم يرتكب جريمة الاغتصاب لأنه يحترم المرأة! بل إن ما حدث تم بتراضٍ من السيدتين المتهمتين له!! مضيفاً «أنا رجل سلام وحوار».!! وكيف أنه كذب ليحمى نفسه وعائلته ولكن هذا لا يضاهى كذب السيدتين اللتين ادعيتا أنه اغتصبهما!!

أما التصريح الثانى فخرج به قاض انتمى للإخوان وسبق له الهروب لتركيا بعد فض اعتصام رابعة العدوية فى أغسطس 2013 ثم قرر العودة وإعلان انشقاقه عن الإخوان والاعتذار لمصر ورئيسها! هذا هو المستشار عماد أبوهاشم، وكان يعمل قاضياً من الفئة أ بمحكمة المنصورة الابتدائية، الذى ظهر على شاشة التليفزيون منذ يومين فاضحاً وكاشفاً سياسات الإخوان فى الخارج مع المخابرات التركية والبريطانية، وتمويل قنوات الإخوان ومحمد ناصر ومعتز مطر وأيمن نور الذى تدفعه قطر. وكيف أن بريطانيا هى المرشد الحقيقى للإخوان، كما فضح فعلهم فى مصر منذ ثورة يناير 2011 ودورهم فى اقتحام السجون باللوادر يوم 29 يناير 2011 لتهريب الإخوان وسجناء حماس وحزب الله.

ودعونى أتوقف عند الفكر لا عند الشخصيات، فالأول رجل يقدم للعالم على أنه أستاذ متخصص فى الفكر الإسلامى ومحاضر فى جامعة إكسفورد، أعرق جامعات بريطانيا والعالم، وأحد القيادات الإسلامية المؤثرة فى أوروبا، ومحاضر فى روحانيات الفكر الإسلامى وتقارب الثقافات والديانات، ومدير مركز التشريع الإسلامى والأخلاق فى الدوحة! وعضو الفريق الاستشارى لوزارة الخارجية البريطانية لحرية الدين والمعتقد، والأستاذ فى عدد من الجامعات بماليزيا واليابان وألمانيا والمغرب، وأخيراً عضو الاتحاد العالمى للمسلمين! أى إن الرجل السابق شرح ماهيته، خرج علينا لشرح وجهة نظره بنفسه، فأعلن جريمة الكذب والزنا، مؤكداً أنه لم يرتكب جريمة قانونية ويعنى بها الاغتصاب، لأن الفعل تم بالتراضى، وأن الأزمة حدثت بسبب كذب المدعيتين عليه بتغيير مسمى الفعل!! فأى هراء هذا من شخصية تحمل كل هذه المسميات التى ذات علاقة وثيقة بالخلق والروحانيات ومن قبلها الدين؟

أما الثانى فرجل اعتلى منصة القضاء من الدرجة الأولى فخالف طبيعة عمله التى تقتضى -كما الجيش والشرطة- عدم الانتساب لأى جماعة أو عقيدة سياسية وهو فى القضاء، ثم شارك فى اعتصام غير قانونى لجماعة حملت السلاح! بل إنه كان يعلم على حد قوله أن قياداتها على علم بموعد فض رابعة والنهضة، ولكنهم فضلوا الهروب وترك الناس فى مواجهة مع الشرطة لتحقيق صورة ذهنية معينة، كما أنه خالف القواعد بهروبه عبر طرق غير مشروعة والمكوث لنحو 5 سنوات فى بلد يعلم أنه يحارب بلاده ومعه كل تلك المعلومات التى أدلى بها! فأى ضمير هذا وأى فكر هذا الذى ينتمون إليه؟ وهما نموذجان لمن يقول إنه مفكر ولمن علمنا أنه قاض؟!

لم تصدمنى الكلمات ولا المواقف التى ادعى كل منهما تبرؤه منها، ولكننى استدعيت حالة من منطق حاولت بها إيجاد إجابة لسؤال بسيط كيف يقنعون بعبثهم العقول لتتبعهم؟ وكيف يصدق أياً من كان أنهم يخدمون دين الله؟ بل الحق أنهم أخطر من أساء له.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عماد وطارق وهْم التدين عماد وطارق وهْم التدين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon